من أهم ماتتميز به حظارتنا الراهنة في مجال الإعلام والثقافة ما يعرف بالصحافة والصحافة هي هذه الجرائد والمجلات التي تصدر يوميا أو أسبوعيا أو شهريا في جميع أنحاء العالم ،وبجميع لغات شعوبه بالملايين تلو الملايين .وتنتشر بسرعة بين قرائها من أقصى المعمور إلى أدناه ، والصحافة أيضا هي فن الكتابة في هذه الصحف ، وهي هذه المهنة التي ينهض بها كتاب الصحف من أخبار وتوجيه وتثقيف .
وقد ظهرت الصحافة في عالمنا العربي عندما اتصلنا بالحضارة الأوربية ، واقتبسنا منها طرق الإعلام والطبع والنشر والتوزيع .وقد أثرت هذه الصحافة في الأدب العربي تأثيرا لا يمكن تقدير مداه.فالصحافة هي التي أخرجت أساليب الكتابة من الركاكة والتصنع والضعف ، مما كانت تتخبط فيه منذ عهود الانحطاط، يوم كانت الكتابة والإنشاء الأدبي عبارة عن مقامة مسجعة ، أو رسالة مزخرفة. وهي التي جعلت أدبنا يتصل بالجماهير القارئة بأسلوب حر طليق غرضه التعبير السهل والفكرة الجديدة وهي التي كونت الكتاب البارزين في جميع فنون النشر الأدبي وهي التي أوجدت لنا فنا أدبيا هو فن المقالة .
والمقالة هي الموضوع المكتوب الذي يتناول فكرة أو موضوعا سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو أدبيا في إطار محدد خاضع لتصميم معين ينتهي آخر الأمر إلى تقرير فكرة أساسية هي لباب المقالة وثمرتها .وقد ظهرت المقالة بفضل الصحافة وذلك لان المقالة تنشر عادة في الصحيفة أو المجلة فتخاطب القراء في نطاق محصور و بأسلوب منطقي مقنع . و بما أن كتابها إنما يخاطبون الرأي العام فهم أشبه بالخطباء في التوجيه والإقناع .ويمكن أن نقسم المقالة بحسب موضوعاتها الأساسية إلى أربعة أنواع :
1- المقالة السياسية 2- المقالة الاجتماعية 3- المقالة العلمية 4- المقالة الأدبية