نافق تعيش وجامل الناس تنحب -- وبيع الضمير تشوف كلن يجيلك
هذا هو المنظور في وقتنا الصعب -- أما تزيل الصدق والا يزيلك
الصدق ماله لازم بعالم الكذب -- حتى الطفل كذاب يالله دخيلك
كذا أنكتب نعيش حاله من الرعب -- مابين شك وخوف صبحك وليلك
نمشي مع التيار من وين ماهب -- وأترك عّنك من قال قلبك دليلك
أن عشت في نيه تحارب وتنسب -- ولاعاد تلقى بالاوادم خليلك
ياللعجب ويش العجب ؟ لا تعّجب -- لو ماتجامل صاحبك مايجي لك
تدري من المحبوب من يتقن اللعب -- لاغبت عّنه فيه عشرة بديلك
خطة صداقه تشبه لحظه الحرب -- أن ماكسبت المعركة وش حصيلك
ونافق تعيش وجامل الناس تنحب -- بيع الضمير تشوف كلن يجيلك
السلام عليكم
في الواقع لفتت كلمات هذه القصيده انتباهي واحسست انها تعبر عن واقع لا يمكن انكاره
فالكذب والنفاق اصبحا عمله متداوله في مجتماعتنا الا من رحم ربي
ولكن هل حقا اصبح الكاذب والمنافق والمجامل هو الرابح بين الناس؟
وماذا عن المصداقيه والوفاء؟
يبدو اننا في زمن اختلطت فيه الحسنات بالسيئات حتى اصبح الناس لايفرقون بين الصدق والصراحه وقلة الذوق والوقاحه !!!
وانقلبت فيه الموازين حتى صار فيه النفاق دستورا في حياة الكثير من الناس
هناك فرع اخر في الموضوع احببت ان اتطرق اليه غير هذا الواقع المؤسف الذي يخص الكذب والنفاق هاتان الصفتان على رغم من بشاعتهما الا انهما انشرا بشكل رهيب في مجتمعاتنا
ما احببت ان اتطرق له هنا هو المجامله التي على ما يبدوا ان كاتب هذه الابيات الشعريه قد وضعها في خانة السيئات وقرنها بالنفاق
هل حقا تعتبر المجامله اسلوب من اساليب النفاق ؟ ام ان هذه الصفه لها محاسنها لما فيها من محاوله لاسعاد الاخرين واعطائهم المزيد من الثقه بانفسهم؟
ما الفرق بين النفاق والمجامله؟
المنافق لا يبتغي الخير أبداً، وإنما يسعى للإضرار بالناس وخيانتهم وجلب الشر لهم، وهكذا كل من يصاحب الناس فيظهرُ لهم الخير والمودة، وفي حقيقة أمره إنما يسعى في أذاهم، ويتمنى النيل منهم، ويطلبُ الشرَّ لهم.
أما المجاملة فهي معاملة الناس بما يرضيهم ويحمد عندهم في العرف، قال في لسان العرب: والمجاملة : المعاملة بالجميل. وقال الفراء: المجامل الذي يقدر على جوابك فيتركه إبقاء على مودتك, والمجامل الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويحقد عليك إلى وقت ما.
والمُدَارِي ( وهو المُجَامِلُ أيضا ) لا يُضمِرُ الشر لأحد، ولا يسعى في أذية أحد في ظاهر ولا في باطن، ولكنه قد يظهر المحبة والمودة والبِشر وحسن المعاملة ليتألف قلب صاحب الخلق السيء، أو ليدفع أذاه عنه وعن غيره من الناس، ولكن دون أن يوافقه على باطله، أو يعاونَه عليه بالقول أو بالفعل .
والمجاملة فيما لا ضرر فيه على الدين أو النفس أو الصحة تعتبر نوعاً من المداراة وهي مرغّب فيها ودليل حسن خلق الإنسان، خاصة من تولى للناس ولاية مثل المديرين والمسؤولين وغيرهم، وكل عمل يتعلق بالجمهور فلا بد لصاحبه من أخلاقيات معينة تسمى في العصر الحديث بأخلاق المهنة، ومنها هذه المجاملة التي لا تحوي مفسدة في الدين أو الأخلاق.
هذا هو بيان لما اختلط معناه على كثير من الاشخاص الذي اصبحوا يعتبرون المجامله سلوك سيء
م ن
**************************************************