زهرة البنفسج تنثر أريجها
لتعم المنتدى رائحة الرشد والخبرة والحكمة
ممتزجة بصدق الحكاية وصواب الرأي
حكى لي بعض الشيوخ بقريتي المتواضعة
قال : كانت لي زوجة مشاكسة جدا
ورغم ذلك لم أتجرأ أبدا أن أضربها
أو أتخلى عنها
قلت له : وما السر في ذلك
قال لي : تبتسم وتدير لي ظهرها
مستعدة لأضربها
كلما حاولت ذلك
فأستحي وأبتسم وأغادر كاضما غيضي
قلت : احكي لي بعض وقائعك معها
فقال : ذات يوم أردنا أن نرتحل ونبدل
مكان الإقامة بالخيمة وكل المتاع
وبينما أنا أعمل على قلع أوتاد الخيمة
طلبت منها المعول فرمت به ليصيبني في ظهري
تألمت وكشرت وظننتني اليوم ظافرا بضربها لامحالة
وأنا أهرول إليها فرت هاربة وهي تضحك
لحقت بها فأشارت بأصبعها أن دعني أنهي الضحك
ثم افعل ما تشاء
فضحكت وعرفت أنها تريد إخماد الغضب
فتراجعت خائبا كالعادة
سألته عما إذا كانت زوجته متعلمة
فقال لي : تعلمت عند أمها
وأمها كانت حكيمة القرية وطبيبة الأطفال
رغم أنها لاتعرف كتابة إسمها
وقال لي : الحياة مدرستنا من زمان
والمدرسة حياتكم هذه الأيام
ولا أراكم ستصلون بعلمكم
إذا لم تمارسوه في حياة الناس البسطاء
هذه هي الزوجة الريفية
التي أراد البعض أن يطورها
فأقام لها جمعيات ودور محو الأمية
وبرنامج لإعادة التأهيل
وتحت مسميات عديدة
أرادوا لها أن تكون مثل أغلبية بنات اليوم
مع كل احتراماتي لبنات المنتدى
لأنهن بالتأكيد يفهمن قصدي بالإيجاب
شكرا للكاتبة على سداد رأيها
ورجاحة علها
وبلاغة موضوعها
والسلام عليكم
**************************************************
لايجب أن تقول كل ماتعرف بل يجب أن تعرف كل ماتقول
وما من كاتب إلا سيفنى ... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه