[size=
الحساسية الموسمية، اعراضها والوقاية منها
تعتبر الحساسية، ردّ فعل بيولوجي لجهاز المناعة، حين يقوم بتعريف المادة التي تدخُل الجسم، عن طريق الأنف، الفم، العينين والجلد، على أنها مادة غريبة (allergen)، ويجب مقاومتها مثل: الغبار، غبار اللقاح لأزهار معينة، ملامسة حيوانات ( القطط، الكلاب والخيول) أو معادن معينة ( الحُلي من غير الذهب الخالص) وتناول أنواعا معينة من الأطعمة كالسمك، البيض، الأجبان، التوت الأرضي, وأخيرا وليس آخرا أنواع عديدة من الأدوية والعقاقير كالبنسلين, ألأوبتلجين واليود. في هذا المضمار يجب التوضيح أن ما يسمى بالعامية "حساسية الفول أو G6PD" لا علاقة له بالحساسية أنما هو تفاعل بيوكيمي ناتج عن نقص أنزيم معين في الجسم.
تظهر أعراض الحساسية على أكثر من شكل، ففي الجهاز التنفسي تسبب رشحا في الأنف وأحيانا انتفاخا للطبقة المخاطية في الحلق والحنجرة ، ربو (Asthma) في الشعب الهوائية؛ في العينين تسبب التهاب لحمية العينين، في الجلد تؤدي لطفح جلدي وفي الجهاز الهضمي خاصة عند الأطفال تظهر على شكل إسهال وتقيؤ، أوجاع في البطن وتأخر في النمو.
جدير بالتنويه أن ظاهرة الحساسية يمكن أن تكون خطيرة جدا وأحيانا قاتلةً. ويصادف الأطباء، خلال عملهم اليومي، أمثلة كثيرة، أذكر منها الاختناق جراء انسداد مجرى التنفس العلوي في الحلق أو الحنجرة, أو الفشل الكلوي أو القلبي الحاد. وأغلبها ناتج عنً تناول المريض أو إعطائه أدوية غير معروفة قبل كمسببة للحساسية عند هذا المريض بالذات.
"من الواضح حسب التعريف، أن الحساسية الموسمية (Seasonal Allergy) تقتصر على المواسم التي تنتشر فيها المادة المسببة (Allergen). هذا هو الحال بالنسبة للحساسية الناتجة عن غبار أزهار النباتات والأشجار والتي تزهر في الفصول الانتقالية - أي الربيع والخريف. أما الحساسية الدائمة على مدار السنة (perennial allergy)، فمسبباتها موجودة في البيئة المحيطة طوال السنة وأشهرها غبار المنزل".
"تبين من خلال الدراسات أن الحساسية تنتشر بشكل عام في الدول المتقدمة والمتطورة، ولانتشارها علاقة بتلوث الجوّ وجودة البيئة، بينما نجد انتشارا أقل للحساسية في الدول النامية. أما أسباب ظهورها عند بعض الناس من نفس البيئة ونفس الوضع الصحي وليس عند آخرين فهو سؤال للبحث، ومما لا شك فيه أنً للعامل الوراثي تأثيرا مهم".
أعراض الحساسية الموسمية:
"في حال كنا نتحدث عن حساسية في الأنف، فإن أعراضها تكون" رشح مع مخاط شفاف - يشبه الماء -، انسداد في الأنف وضيق في التنفس ألأنفي، الحكة، العطس، حكة ودموع في العينين، حكة في الحلق مع تراكم إفرازات مُخاطية.
تشخيص الحساسية:
"يعتمد تشخيص رشح الحساسية، على العوارض التي يشكو منها المريض بالإضافة للمعطيات التي يجمعها الطبيب أثناء فحص الأنف. بعض الحالات تحتاج لإجراء الفحوصات المخبرية للدم أو للسائل المخاطي من الأنف والتي يمكن من خلالها أن نرى ارتفاعا بنسبة الأجسام المضادة ( IgE) ، أو زيادة في نوع من أنواع كُريات الدم البيضاء الذي يشترك في تفاعلات الحساسية في الجسم، (Eosinophils) أو الفحوصات الجلدية، التي يتم من خلالها حقن مواد مختلفة (Allergens)، في طبقة الجلد، عن طريق وخز سطحي للجلد، ومراقبة ردّ الفعل الذي يظهر على الجلد، ومن ثم يتم تشخيص المادة المسببة للحساسية".
ما تأثير الحساسية على البالغين والأطفال:
تأثير الحساسية على الأشخاص البالغين يكون أقل من الشبيبة والأطفال، فمن المعروف أن أعراض الحساسية تخف بعد جيل 40-50 عاما. في كثير من حالات الرشح الدائم لدى ألأطفال دون سن الخامسة أو السادسة ينسب سبب الرشح لوجود اللوزة الثالثة (Adenoid) بينما في الحقيقة ما هو إلا أول علامة من علامات الحساسية، والتي لن تختفي بمجرد استئصال اللوزة الثالثة.
العلاج:
"أول خطوة في العلاج هي الابتعاد عن المادة المسببة للحساسية (Allergen)، مثلاً في حالة حساسية الغبار يُنصح بتنظيف البيوت بشكل يومي تقريباً، إزالة السجاد والموكيت، الستائر، تهوئة المنزل وغرف النوم والأسرة، الامتناع عن أنواع أطعمة مِعروفة كمسببة للحساسية مثل: السمك، البيض والتوت الأرضي وما شابه...".
"في حال لم يساعد الامتناع ولم يكن كافياً، هنالك إمكانية للاستعانة بالأدوية., وهنا، لا بد من التوضيح، أن ألأدوية هي مهدئة للحساسية وليست شافية، ويجب تناولها بشكل دائم طالما هناك مواجهة مع المسبب, والتوقف عنها يعني ظهور الحساسية مجدداً، فعلى الطبيب أن يشرح للمريض أنه لا يوجد شفاء تام من الحساسية إلا في بعض الحالات المعالجة بالتطعيم. والتطعيم عبارة عن حقنة أسبوعية تؤخذ على مدار أشهر (يمكن أن تصل لنصف سنة أو أكثر) ويتكون المصل من نفس المادة المسببة للحساسية، أي الـ Allergen بتركيز منخفض يتم رفعه تدريجيا, وينصح أطباء الحساسية بإعطاء هذا العلاج في ظروف مهيئة للتصدي لأي تفاعلات حساسية حادة".
أهم ألأدوية المقاومة لظواهر الحساسية التي تحدثنا عنها هي مجموعة الاسترويدات ( steroids)، والأدوية المضادة للهيستامين (Anti Histamin)، التي تقاوم تفاعل الحساسية في محطات مختلفة، ويتناولها المريض إما عن طريق الفم أو بشكل موضعي في ألأنف. ويتعلق اختيار نوع العلاج بحدة الأعراض، تجربة الطبيب والمريض وتفضيل الأخير أنواعا من الأدوية دون غيرها. ولكي نحصل على نتيجة مُرضية للعلاج، يجب أن تؤخذ الأدوية في بداية الحساسية الموسمية كعلاج وقائي، وفي حالة الحساسية الدائمة يكون العلاج طوال السنة، مع مراعاة الابتعاد عن مصدر الحساسية".
نصيحة:
"من المهم عدم التخوف من تناول الأدوية، وخاصة ذات الأعراض الجانبية الخفيفة والنادرة، كما هو معروف عن مضادات الهستامين الجديدة (New anti-histamins). إضافة إلى ذلك، أود التنويه إلى أن العلاج الموضعي عن طريق البخاخ في الأنف لا يؤثر على الوضع العام للجسم حيث يكاد تسربه للدورة الدموية يصل إلى الصفر، ومنها ما هو بدون طعم أو رائحة".
إن علاج رشح الحساسية، يُحسن من جودة الحياة، ولا يضُر بالجسم، نصيحتي لكل من يعاني من رشح الحساسية أن يزور طبيب الأنف الأذن والحنجرة، أو طبيب أخصائي الحساسية لتلقي العلاج دون تردد24][/size][center]
