كم
هو شجاع ذلك العالم الفذ جاليلو جاليلي أو (غاليلو) كما نعرفه نحن العرب
وهو يقف أمام أقوى سلطة في ذلك الزمن الغابر ((الكنيسة الكاثوليكية)) التي
لم تقبل بما قاله عن دوران الأرض حول الشمس وأن الأرض ليست هي مركز
مجموعتنا الشمسية ...
كان على حق بعد
تجاربه ونظرياته التي أمضى فيها سنين عديدة ولم يهمه الأمر بأن تصدر
الكنيسة أمراً بنفيه ولم يكترث بأن يبقى منفياً وملازماً لمنزله حتى مماته
...لكنه اكتفى بقوله ((ولكنها تدور))
ترى
من منّا يمتلك هذه الشجاعة لكي يبقى صامداً رغم كل هذه المواجهات مع
السلطة أو مع أي جهة أخرى إلاّ أنه مع الأسف أغلب حياتنا عبارة عن تنازلات
....فكم من شخص تنازل عن حلم حياته بالدراسة في مجال معين لكي يرضي
والديه ؟؟ و كم منا تنازل عن حبه الأزلي بسبب ظروف مادية أو ضغوط عائلية
؟؟ بل كم منا ترك عمله بسبب نقاش حاد مع مسؤوله ؟؟ وكم وكم والقائمة تطول
وتطول ....!!
لا أدعوا إلى التمرد
المطلق ولا إلى نبذ كل ما هو مقيِّد والحمد لله لدينا من هذه القيود
الكثير في مجتمعنا القاسي.... لكنها دعوة صادقة لتحمل مسؤولية أنفسنا إن
كنا على صواب فلا داعي لأن نقبل بالهزيمة وإن كنا مخطئين فليس عيباً أن
تعترف بالخطأ وتتحمل تبعات الأمور لكن العيب كل العيب أن تقضي عمرك وأنت
مجرد ورقة في مهب الريح تلعب بك الرياح كيفما شاءت وتأخذك إلى حيث تريد
وأنت كأوراق الخريف التي تتساقط مع أول نسمة من نسمات الشتاء الباردة ....
أنظر
إلى المرآة واسأل نفسك هل أنا راضٍ عن حياتي ؟ هل وصلت إلى ما أصبوا إليه
؟ هل أعيش أحلامي؟ هل حققت إنجازاتي ؟ وهل أنا مستمر في سلوك طريق نجاحي
المليء بالتحديات ؟ أم أنا مجرد ورقة من أوراق الخريف
**************************************************