[size
أحيانا ننظر للوجوه المحيطة بنا نظرة طيبة ونقاء
فيخدعنا زيفها وتصنعها
شروخ وأخاديد محفورة داخلها وصور منحوتة بألوان باهتة
طبيعة هذه الوجوه ... عندما تتأملها بإمعان يهتز كيانك وتشعر بالأسى
كثيرا ما يقبع خلف هذه الوجوه ذات الإبتسامة الشفافه والطيبةالمرسومة بإتقان
ألف وجه ووجه
وجه يسحرك بطيب كلماته وروعة حديثه وعذب صفاته
فتنساق معه في تياراته الزائفة
لتكتشف أخيرا أنك كنت تتأمل لوحة خاليه من الألوان .. لا تحتوي
إلا لون أسود يشعرك بأسى وحزن
حينها لا تلوم إلا نفسك على خداعها وانجرافها في تأمل هذه اللوحة
القاتمة
ووجه آخر يسعدك وينثر أمام عينيك وروداً ورياحينا ً
فتبتهج للحظات قليلة تظن بها أنك ملكت العالم
وفجأة ...
تتعثر خطواتك من تخطي ذلك البساط المزخرف بالزيف
وتُدمى قدماك من السير في دروب الأشواك
!!!!
ووجه آخر تظن أنه حلمك المنشود الذي انتظرته طويلا
يقربك إليه ويتقرب منك
ويستعمل كل أسلحته الفتاكة ليجذب انتباهك
ويبني لك في الخيال ألف بيت وبيت
وفي النهايه تستفيق من حلمك لتكتشف تقوس البناء عليك وحدك
وما كانت قصوره الزائفة إلا من رمال
تخيلتها وأنت راحلاً في بيداء قاحلة تعصف بها تلك الوجوه
المتعددة الاقنعة
!!!
و وجه وآه من هذا الوجه
يتقن دور البريء الضائع الوحيد لا سند ولا معين
المهمش الذي ينتظر الفرصه لإثبات
نفسه وقدراته
فتستعد بطيبتك لانتشاله من وحدته ودمجه في الحياة ليستعيد توازنه
ويثبت إمكانياته
وعندما يقف على قدميه مرة أخرى يكون أول من يسدد لك ضربة قاضية
قاسمة
وتكشر أنيابه عن ملامح نكران الجميل
حينها تتذوق طعم الخيانة المر وتتجرع كؤوس الألم
!!!!
ووجه يتقن دور الصديق الودود
يدور في فلكك وتعيش معه أسعد لحظات حياتك
وتتبادلا سويا لحظات الفرح والهناء
وعندما تتعثر بك رياح الحياة
وتحتاج لسند يدعمك ويعززك
تلجأ لصديقك اللدود في وفائه وحرصه عليك
تكتشف أخيرا أنك وحدك كنت تعيش سراب الإخلاص
!!
هذه طبيعة بعض البشر تختفي خلف أستار زائفة
توحي بالأمل و الإشراق وخلف ملامحها عتمة حالكة
حقا ما أقساها من وجوه وما أظلمها من أقنعة
=24][/size][center]
**************************************************