آية وإعجاز

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بيانٌ يدل على أن اللغة العربية الفصيحة أعظم اللغات قاطبة، وأنها تحمل
ما لا يمكن لأي لغة أخرى أن تحمله، كما وأنه بيان بأن إعجاز اللغة في
القرآن الكريم، تجده في كل آية.
وقعتُ على هذه الدرة في الإعجاز، ورغبت في مشاركتكم لي، إن رغبتم.

عليهُ: على: حرف جر مبني على السكون لا محل له منَ الإعراب.
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر (على).

بالنسبة للإعراب ليس فيه إشكال لكن ربما يكون الإشكال لماذا الضمير مبني
على الضم مع أننا اعتدنا على الكسر فنحن نقول عليهِ، واليهِ، فلماذا عليهُ؟

الهاء ضمير مبني على الضم في كل حالاته:
إذا سبقه ساكن مثل: منْهُ
إذا سبقه مفتوح مثل: لَهُ
إذا سبقه مضموم مثل: مثلُهُ
لكن إذا كان قبله "كسرة" أو "ياء" يثقل الانتقال منَ الكسرِ إلى الضم (بِهُ) فنقولُ (بِهِ).
ولذلك في إعراب "به" نقول: الباء حرف جر مبني على الكسر لا محل له منَ الإعراب.
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر، (أو وقد كُسِر لمناسبة الكسرة ).

وفي إعراب "فيه" نقول: في حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بحرف الجر (في)، (أو كُسرَ لمناسبة الياء).

لكن لغة قريش تُبقي الضمير على حال واحدة وهي البناء على الضم.

وفي القرآن الكريم نرى أنَّ الضمير يُكسرُ بعد حرف الجر أو الياء، إلا في موضعين بقي الضمير على أصله (الرفع) وهما:
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ
إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن
نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ
عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } الفتح: 10
قال تعالى: { قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى
الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا
الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً } الكهف: 63
والسؤال ما سبب اختيار (عليهُ) أو (أنسانيهُ)؟

الموضع الأول: في الحديبية، وبما أَنَّ الضمة أثقل الحركات، فجاء بها
للدلالة على ثقل هذا العهد وعظمته، وهذه أثقل العهود لأنها معاهدة على
الموت، وبيعة الموت هي أثقل بيعة، فجاء بأثقل الحركات لأثقل العهود. ثم إن
لام لفظ الجلالة تُفخم إذا سُبقت بضم (عليهُ الله)، فتفخيم لفظ الجلالة
لتفخيم هذا العهد.
إذن هي؛ جاء بأثقل الحركات لأثقل العهود، وأيضا لتفخيم لفظ الجلالة.

الموضع الثاني: السبب في (أنسانيهُ) لأنه يثقل على الإنسان أن ينسى شيئاً
كما نسيه هذا الغلام، سمكة مجهزة للأكل تخرج وتقفز إلى الماء وتسبح في
الماء بسرعة، بحيث تحدث حولها أشبه بالنفق "سرباً" من الماء.
كيف يُنسى هذا؟ أي أنه شيء ثقيل ولذلك قال: (وما أنسانيهُ) حتى يبقي الثقل.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فهذه أغرب حالات النسيان، فكيف تُنسى؟
كيف لم يخبر صاحبه وقد شاهد هذه الحالة؟
الغلام شاهد هذه الحالة وموسى عليه السلام لم يشاهدها.
هذه أندر حالات النسيان. فكان أن بقي الضمير على حاله، أي؛ الضم.

مع أن هناكَ قراءات تقرأها بالكسر.
وهذه تجعل لفظ اسم الجلالة رقيقًا، والأنسب أن يُفخم.
والله أعلم

**************************************************

آية وإعجاز %25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D8%25A9%2B-%2B%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AA%2B%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25A2%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D9%2587%2B%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF%25D8%25A9%2B-%2B%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25B1%2B%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A%25D9%2587%2B%25D9%2585%25D8%25AA%25D8%25AD%25D8%25B1%25D9%2583%25D9%2587%2B%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B9%25D9%2587%2B-%2B%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A9%2B%25D8%25A8%25D8%25B5%25D9%2585%25D8%25A9%2B%25D9%2586%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25AD

اكثر من رائع ومفيد

سلمت يداك وننتظر

المزيد

**************************************************

آية وإعجاز F820d9f755fa0e0af5141b5240347c2d311376e7

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

**************************************************

آية وإعجاز 3dlat.net_04_16_5db8_5b4ffb7ed2fb2

أسعدني كثيرا مروركم وتعطيركم هذه الصفحه
وردكم المفعم بالحب والعطاء
دمتم بخير وعافية

**************************************************

» الإبل أسرار وإعجاز