قصة المثل (مد رجلك على قدر إلحافك)
هذا المثل يتداوله الناس يومياً في محادثتهم وفي نصائحهم لبعضهم ويعني المثل مد أو إمغط رجلك
على قدر لحافك وهو الغطاء الذي يتغطى به الإنسان أثناء النوم فإذا كان هذا اللحاف صغيراً لا
يغطي الجسم فلا يمد الإنسان رجليه بل يثنيها حتى لا تخرج عن اللحاف ومن ثم يصاب الإنسان
بالبرد والمرض وغيره. وقصه المثل هناك شاب ورث ثروة طائلة عن والده وهو وريثه الوحيد فلم
يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروة بل اخذ يبعثرها ويلعب بها . كثر عنده أصحاب الرخاء
كثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والإسراف والتبذير وهم يأكلون ويضحكون ويمدحون هذا الشاب
في وجهه وهو لم يعلم ولم يحفظ قول الشاعر:
إياك خلان الرخا عدهم قـــــوم....................خلان من دامه نعيمه ودامـــي
إلى أدبرت دنياك عدوك معدوم.....................مروك ما ردوا عليك السلامي
فعلا أدبرت دنياه نفد جميع ما يملك من ثروة والده وأصبح لا يملك فوت ليله عندها تخلوا عنه
ضاقت عليه الأرض فخرج من بلدته باحثاً عن عمل يحصل منه على لقمه العيش انتهى به
المطاف عند صاحب بستان استأجره صاحب البستان لكنه لا حظ لأنه لا يعرف للعمل ولم يسبق أن
عمل وأنه ابن ترف لكن ظروفه ألزمته بذلك استدعاه صاحب البستان وقال أنت لا تعرف العمل ولم
يسبق لك العمل .ما الذي أجبرك على ذلك ؟ومن أنت؟أخبره الشاب بكامل قصته ذهل صاحب
البستان لأنه يعرف والد الشاب وأنه صاحب ثروة كبيرة لا يمكن أن تنفذ ولكن هذا الشاب أنفقها
ونفذها بغير تصرف. قال الرجل لاحول ولا قوة الا بالله !!.لا أريد أن تعمل وأن تهان وتذل وأنت
ابن فلان ثم قام وعقد له الزواج على ابنته ثم زوجه إياها وأسكنه في بيت صغير قريباً منه وأعطاه
جملاً وقال : (( يا ولدي احتطب وبع وكل من عمل يدل وأنصحك بأن تمد رجلك على قد
لحافك))فعلاً أخذ هذا الشاب بنصيحة هذا الرجل البار الملازم على صداقة والده ومد رجله على
قدر لحافه .فصارت مثلا يجب أن نأخذ به .
**************************************************