أقول لصاحبي والشمس تدنو
لتغرب حيث تغشاها الغواشي
ترى مصفرّةً وبها أرتجاف
كعاشقة تململ في الفراش
وقد لاحت مبرقعة المحيّا
من الغيم الرقيق بثوب شاش
ولاحت كالسراج لنا فطافت
بها قطع السحائب كالفراش
أ نتظر في الأصيل إلى غيوم
بأقصى الأفق مذهبة الحواشي
فإن الشمس قد نضحت ذراها
من النور الرقيق بكالرشاش
فآونةً تفرّق بانبساط
وآونةَ تجمّع بانكماش
بدت ألوانها في العين شتّى
تردّ أخا الفتور إلى انتعاش
وقد نثر الضياء بها نثاراً
يحاكي الوَشي في طرر الرياش
فمن قطع قد انتثرت صغاراً
فكانت كالعهون لدى انتفاش
ومن قطع قد اجتمعت كباراً
فكانت كالقطيع من المواشي
وذروة جَونها لما استنارت
حكت تاجاً على رأس النجاشي
وربّ سحابة دكناء قامت
لخدمته كما قام الطواشي
ألا أن الطبيعة ذات حسن
يجلّ عن التغاضي والتعاشي
فتلك حبيبة لا بدّ منها
وإن عذل الرقيب ولام واش
تملّ جمالها وأنظر إليها
وإلاّ عشت في صدأ المعاش
**************************************************