فيصل الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008 عدد المساهمات : 12754 نقاط : 24490 تاريخ الميلاد : 07/04/1960 العمر : 64 الموقع : العراق العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقية المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
| موضوع: ابن زريـق البـغدادي ... شـاعر عباسي قتله طموحه الخميس 28 يونيو - 21:15 | |
|
، يعرفه دارسو الأدب ومحبوه ، لكنهم لايعرفون له غير هذا الاثر الشعري الفريد يتناقله الرواة، وتُعنى به كتب الأدب .
ما تساءلنا عن الشاعر ، و عن سائر شعره ، فلن نظفر من بين ثنايا الصفحات بغير بضعة سطور ، تحكي لنا مأساة الشاعر العباسي (ابن زريق البغدادي الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد قاصدا بلاد الأندلس عله يجد فيها لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره..ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب ، ويخلص لها وتخلص له كل الاخلاص، من أجلها يسافر ويهاجر ويغترب، وفي الأندلس يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم لكن التوفيق لا يصاحبه ، والحظ لا يبتسم له ، ويمرض ، ويشتد به المرض ثم تكون نهايته في الغربة .. ذ كر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة فروى: أن رجلا من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب إليه بنسبه فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزراً فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات وشغل عنه الأندلسي إياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا الخانية عنه فقالت إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم أبصره فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة فيها مكتوب: لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل .
ويضيف الرواة بعدا جديدا للمأساة ، فيقولون إن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعر سواها وجدت معه عند موته سنة 420 من الهجرة (أي قبل أكثر من ألف سنه) يخاطب فيها زوجته ، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته. ]ويترك لنا-نحن قراءه من بعده- خلاصة أمينة، لتجربته مع الغربة والرحيل، من أجل الرزق ، وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع لها. وهو في ختام القصيدة نادم..حيث لم يعد ينفع الندم أو يجدي ..متصدع القلب من لوعة وأسى حيث لا أنيس ولا رفيق معين. والمتأمل في قصيدة ابن رزيق البغدادي لابد له أن يكتشف على الفور رقة التعبير فيها ، وصدق العاطفة وعمق التجربة . فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة ، وخياله الشعري الوثاب، وصياغته البليغة المرهفة . يقول ابن زريق البغدادي في مستهل قصيدته مخاطبا زوجته:
لا تعذلـيـه فــإن الـعـذل يولـعــــــــــــه قـد قلـت حقـاً ولكـن ليـس يسمعـــــــــه
جاوزت فـي لومـه حـداً أضـر بــــــــــــه مـن حيـث قـدرت أن اللـوم ينفـعـــــــه فاستعملـي الرفـق فـي تأنيبـه بــــــدلاً من عذله فهو مضنـى القلـب موجعــــه قـد كـان مضطلعـاً بالخطـب يحملـــــــــه فضيقـت بخطـوب الـدهـر أضلـعــــــــــه يكفيـه مـن لوعـة التشتيـت أن لـــــــــه مـن النـوى كـل يـوم مـا يـروّعـــــــــــه مـا آب مــن سـفـر إلا وأزعـجـــــــــــــــه رأي إلـى سـفـر بالـعـزم يُزمـعـــــــــــه كأنمـا هـو فــي حــل ومرتـحـــــــــــــل مـوكــل بـفـضـاء الله يـذرعــــــــــــــــه إنِ الزمـان أراه فـي الرحيـل غـنـــــــى ولو إلى السـد أضحـى وهـو يزمعــــــــه ومـا مجـاهـدة الإنـسـان توصـلــــــــــه رزقـاً ولا دعـة الإنـسـان تقطـعــــــــــــه قـد وزع الله بيـن الخـلـق رزقـهـــــــــمُ لـم يخلـقِ الله مـن خـلـق يضيـعــــــــه لكنهـم كلفـوا حرصـاً فلسـت تــــــــرى مسترزقـاً وسـوى الغـايـات تُقنـعــــــــه والحرص في الرزق والأرزاق قد قسمـــت بغـيٌ ألا إن بغـي المـرء يصـرعــــــــــه والدهر يعطي الفتى مـن حيـث يمنعــه إرثـاً ويمنعـه مـن حـيـث يطمـعــــــــه أستـودع الله فـي بغـداد لـي قـمــــــراً بالكـرخ مـن فلـك الأزرار مطلـعـــــــــه ودعـتـه وبــودي لــو يودعـنــــــــــي صفـو الحـيـاة وأنــي لا أودعــــــــــــه وكم تشبث بـي يـوم الرحيـل ضحـــىً وأدمـعـي مسـتـهـلاتٌ وأدمـعـــــــــه وكـم تشفـع لــي كـيـلا أفـارقـــــــــــه وللـضـرورات حــال لا تُشـفـعــــــــــــه لا أكـذب الله ثـوب الصبـر منخـــــــرق عـنـي بفرقـتـه لـكــن أرقّـعُـــــــــــــه إنـي أوسـع عـذري فــي جنايـتــــــــه بالبيـن عنـه وجـرمـي لا يوسـعـــــــه رزقـت ملكـاً فلـم أحسـن سياسـتـــــه وكـل مـن لا يسـوس المُلـكَ يُخلعـــــــه ومـن غـدا لابسـاً ثـوب النعيـم بــــــلا شـكـر علـيـه فــإن الله يـنـزعـــــــــــه اعتضت من وجـه خلّـي بعـد فرقتــــــه كأسـاً أجـرّع منهـا مــا أجـرعـــــــــــــه كم قائـل لـيَ ذقـت البيـن قلـت لـــــــه الذنـب والله ذنـبـي لـسـت أدفـعــــــــه ألا أقمـت فـكـان الـرشـد أجمـعـــــــــــه لـو أننـي يـوم بـان الرشـد اتبـعــــــــه إنــي لأقـطـع أيـامـي وأنـفـدهــــــــــا بحسـرة منـه فـي قلـبـي تقطـعـــــــــه بمـن إذا هجـع الـنـوام بــتُّ لــــــــــه بلوعـة منـه ليلـي لـسـت أهجـعـــــــه لا يطمئـن لجنبـي مضـجـع وكــــــــــذا لا يطمئـن لـه مـذ بنـتُ مضجـعـــــــــه ما كنـت أحسـب أن الدهـر يفجعنـــــي بــه ولا أن بــي الأيــام تفجـعــــــــــــه حتـى جـرى البيـن فيمـا بيننـا بيـــــد عسـراء تمنعـنـي حـظـي وتمنـعـــــــــه قد كنت من ريب دهـري جازعـاً فرقــــاً فلـم أوق الـذي قـد كنـت أجـزعـــــــــه بالله يـا منـزل العيـش الـذي درســــت آثـاره وعفـت مــذ بـنـتُ أربـعـــــــــــه هـل الزمـان معـيـدٌ فـيـك لذتـنــــــــا أم الليالـي التـي أمضـتـه ترجـعـــــــه فـي ذمـة الله مـن أصبحـت منـزلــــــه وجـاد غيـث علـى مغنـاك يُمـرعــــــــه مـن عنـده لـي عـهـد لا يضيـعــــــــــه كمـا لـه عهـد صــدق لا أضيـعـــــــــــه ومـن يـصـدع قلـبـي ذكــــــــــره وإذا جـرى علـى قلبـه ذكـري يصـدعــــــــه لأصـبــرن لـدهــر لا يمتـعـنـــــــــــي بـه ولا بـي فــي حــال يمتـعــــــــــــه علمـاً بـأن اصطبـاري معقـبٌ فرجــــــاًً فأضيـق الأمـر إن فكـرتَ أوسـعـــــــــه عسـى الليالـي التـي أضنـت بفرقتنـا جسمـي ستجمعنـي يومـاً وتجمـعـــه وإن تـغُـل أحــداً مـنــا منـيـتــــــــه فمـا الــذي بقـضـاء الله يصنـعــــــــه؟
************************************************** | |
|
العراقي عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 9 الجنس : تاريخ التسجيل : 23/11/2008 عدد المساهمات : 5179 نقاط : 8875 الجنسية : عراقية
| موضوع: رد: ابن زريـق البـغدادي ... شـاعر عباسي قتله طموحه الجمعة 29 يونيو - 9:03 | |
| يعطيكي العافيه على الموضوع الرائع ************************************************** | |
|
اطياف كريم عضومتقدم
علم الدولة : تاريخ التسجيل : 17/08/2013 عدد المساهمات : 3634 نقاط : 5471
| موضوع: رد: ابن زريـق البـغدادي ... شـاعر عباسي قتله طموحه الخميس 7 مايو - 20:43 | |
| بارك الله فيك علـى المـوضوع ************************************************** | |
|