منتديات العرب
أهلا بكم في منتديات العرب , نرحب بأعضائنا الأحبة و كذلك الزوار الكرام اللذين نرجوا منهم التسجيل لدينا
منتديات العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العرب

عام لكل العلوم والمعرفة المتعلقة بالمجتمع
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غدر أمراة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سومري
عضومتقدم
سومري


علم الدولة : غدر أمراة 123
رقم العضوية : 16
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 12/09/2009
عدد المساهمات : 4956
نقاط : 7566
الجنسية : عراقية

غدر أمراة Empty
مُساهمةموضوع: غدر أمراة   غدر أمراة Emptyالجمعة 29 يونيو - 16:40

يقصون في بعض الأساطير القديمة أن حكيما من حكماء اليونان كان يحب زوجته حباً ملك عليه قلبه وعقله ، وأحاط به إحاطة الشعاع بالصباح المتقد ، وكان يمازج هناءته الحاضرة شقاء مستقبل يسوقه إالى نفسه الخوف من أن تدور الأيام دورتها ، فيموت ... ويفلت من ديه ذلك القلب الذي كان مغتبطاً باعتلاقه إلى صائد آخر يعتلقه من بعده !

وكان كلما أبث زوجته سره وشكا إليها ما يساور قلبه من ذلك الهم ، حنت عليه ، وعللته بمعسول الأماني ، وأقسمت له بكل محرجة من الأيمان أ،ها لاتسترد هبة قلبها منه حياً وميتاً !

فكان يسكن إلى ذلك الوعد سكون الجرح الذرب تحت الماء البارد ، ثم لايلبث أن يعود إلى هواجسه ووساوسه ، حتى مر في بعض روحاته إلى منزله في إحدى الليالي المقمرة ، بمقبرة المدينة ...فبدا له أن يدخله ليروح عن نفسه هموم الموت بوقفة بين قبور الموتى...فرأى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة متسلبة جالسة أمام قبر جديد لم يجف ترابه .. وبيدها مروحة من الحرير الأبيض مطرز بأسلاك من الذهب ، تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها بلل ذلك التراب !..

فعجب لشأنها .. وتقدم نحوها فارتاعت لمرآه ، ثم أنست به حين عرفته ، فسألها ما شأنها؟ وما مقامها هنا ؟ ومن هذا الدفين؟ وما هذا الذي تفعل؟ فأبت أن تجيبه عما سأل حتى تفرغ من شأنها .

فجلس إليها وتناول المروحة منها ، وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب ، فحدثته أن هذا الدفين زوجها ، وأنه مات منذ ثلاثة أيام ، ,انها جالسة من الصباح مجلسها لتجفف تراب قبره وفاءً بيمين كانت قد أقسمتها له في مرض موته ألا تتزوج من غيره حتى يجف تراب قبره .. وأن هذه الليلة هي ليلة بنائها بزوجها الثاني ، فأبى لها وفائها لهذا الدفين الذي كان يحبها ويحسن إليها أن تحنث بيمين أقسمتها له أو تخيس بما عاهدته عليه !

ثم قالت له : هل لك يا سيدي أن تقبل هذه المروحة هدية مني إليك ، وجزاء لك على حسن صنيعك معي؟

فتقبلها منها شاكراً بعد أن هنأها بزواجها الجديد !.. ثم انصرف وليس وراء ما به من الهم غاية .. ومشى في طريقه مشية الرائح النشوان يحدث نفسه ويقول : إنه أحبها وأحسن إليها .. فلما مات جلست فوق قبره لا لتبكيه ... ولا لتذكر عهده .. بل لتحلل نفسها من يمين الوفاء التي أقسمتها له ..

ومازال يحدث نفسه بمثل هذا الحديث حتى رأى نفسه في منزله من جيث لا يشعر!..ورأى زوجه ماثلة أمامه..مرتاعة لمنظره المؤلم المحزن ، فقال لها:

إن امرأة غادرة خائنة أهدت إلي هذه المروحة ، فتقبلتها منها إليك!...لأنها أداة من أدوات الغدر والخيانة وأنت أولى بها مني

ثم أنشأ يقص عليه قصة المرأة حتى أتى عليها.

فغضبت وانتزعت المروحة من يده ومزقتها إرباً إرباً ...وأنشأت تسب تلك المرأة وتشتمها ، ةتنعي عليها غدرها وخيانتها وسفالتها ودناءتها !

ثم قالت : ألا يزال هذا الوسواس عالقاً في صدرك ما دمت حياً؟ وهل تحسب أن امرأة في العالم ترضى لنفسها بما رضيت تلك المرأة الخائنة؟

فقال لها : إنك أقسمت لي ألا تتزوجي من بعدي ، فهل تفين بعهدك؟

قال : نعم ، ورماني الله بكل ما يرمي الغادر إن أنا فعلت ... فاطمأن لقسمها وعاد إلى هدوئه وسكونه .

مضى على ذلك عام ، ثم مرض الرجل مرضاً شديداً ، فعالج نفسه فلم يجد العلاج حتى أشرف على الموت ، فدعا زوجته وذكرها بما عاهدته عليه فاذكرت...

فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه ، فأمرت أن يسجى بردائه ، ويترك وحده في قاعته حتى يحتفل بدفنه في اليوم التالي . ثم خلت بنفسها في غرفتها تبكيه وتندبه ما شاء الله أن تفعل .

وانها لكذلك ، إذ دخل عليها الخادم وأخبرتها أن فتى من تلاميذ مولاها ، حضر الساعة من بلدته ليعوده حينما سمع بخبر مرضه . فلما سمع حديث موته ذعر ذعراً شديداً ، وخر في مكانه صعقاً ، وأنه لايزال صريعاً عند باب المنزل لاتدري ما تصنع بأمره ، فأمرتها أن تذهب به إلى غرفة الأضياف ، وأن تتولى شأنه حتى يستفيق ... ثم عادت الى بكائها ونحيبها

فلما مر الهزيع الثاني من الليل دخلت عليها الخادم مرة أخرى مذعورة مرتاعة وهي تقول : رحمتك وإحسانك يا سيدتي ، فإن ضيفنا يعالج من آلامه وأوجاعه عذاباً أليماً .. وقد حرت في أمره ، وما أحسب إن نحن أغفلنا أمره إلا هالكاً!

فأهمها الأمر ، وقامت تتحامل على نفسها حتى وصلت إلى غرفة الضيف .. فرأته مسجى على سريره ، والمصباح عند رأسه ...فاقتربت منه ونظرت في وجهه ، فرأت أبدع سطر خطته يد القدرة الالهية في لوح الوجود!.. فخيل إليها أن أن المصباح الذي في يدها قبس من ذلك النور المتلألئ في ذلك الوجه المنير!.. وإن أنينه المنبعث من صدره نغمة موسقسة محزنة ترن في جوف الليل البهيم!..

فأنساها الحزن على المريض المشرف ... الحزن على الفقيد الهالك!..

وعناها أمره.. فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج إلا توسلت بها إليه حتى استفاق ، ونظر إلى طبيبته الراكعة بجانب سريره نظرة الشكر والثناء ، ثم أنشأ يقص عليها تاريخ حياته .. فعرفت من أمره كل ما كان يهمها أن تعرفه .فعرفت مسقط رأسه وسيرة حياته وصلته بزوجها ، وأنه فتى غريب في قومه ، لاأب له ولا أم ، ولا زوجة ولا ولد.

وهنا أطرقت برأسها ساعة طويلة ، عالجت فيها من هواجس النفس ونوازعها ما عالجت ، ثم رفعت رأسها وأمسكت بيده وقالت له :

إنك قد ثكلت أستاذك ، وأنا ثكلت زوجي ... فأصبح همنا واحداً . فهل لك أن تكون عوناً لي وأن أكون عوناً لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعداً ولا معيناً!..

فألم بخبيئة نفسها ..فابتسم ابتسامة الحزن و المضض وقال لها :

من لي ياسيدتي لأظفر بهذه الأمنية العظمى!..وهذا المرض الذي يساورني ، ولا يكاد يهدأ عني ... قد نغّص عليّ عيشي ، وأفسد عليّ شأن حياتي ، وقد أنذرني الطبيب باقتراب ساعة أجلي إن لم تدركني رحمة الله ، فاطلبي سعادتك عند غيري فأنت من بنات الحياة وأنا من أبناء الموت !

فقالت له : إنك ستعيش ، وسأعالجك .. ولو كان دواؤك بين سحري ونحري !

قال : لاتصدقي ما لايكون يا سيدتي ، فأنا أعلم بدوائي ، وعالم بأني لا أجد السبي إليه .

قالت : وما دواؤك؟

قال : حدثني طبيبي أن شفائي في أكل دماغ ميت ليومه ، ومادام ذلك يعجزني ... فلا دواء لي ولا شفاء!...

فارتعدت وشحب لونها ، وأطرقت إطراقة طويلة ... لايعلم إلا الله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها..ثم رفعت رأسها

فقالت : كن مطمئناً ...فدواؤك لا يعجزني.

ثم أمرته أن يعود إلى راحته وسكونه ، وخرجت من الغرفة متسللة حتى وصلت إلى غرفة سلاح زوجها ، فأخذت منها فأساً قاطعة ، ثم مشت تختلس خطواتها اختلاساً ، حتى وصلت إلى غرفة الميت .. ففتحت الباب..فدار علىعقبه ...وصرّ صريراً مزعجاً ، فجمدت في مكانها رعباً وخوفاً ... ثم دارت بعينها حولها فلم تجد شيئاً ... فتقدمت لشأنها حتى دنت من السرير ، ورفعت الفأس لتضرب بها رأس زوجها الميت الذي عاهدته ألا تتزوج بعده أبداً!.. ولم تكد تهوي بها حتى رأت الميت فاتحاً عينيه ينظر إليها!... فسقطت الفأس من يدها ، وسمعت حركة ورائها فالتفتت ، فرأت الضيف والخادم واقفين يتضاحكان ، ففهمت كل شيء!..

وهنا تقدم زوجها وقال لها:

أليست المروحة في يد تلك المرأة أجمل من هذه الفأس التي في يدك ؟ أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه أفضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه؟؟

فصارت تنظر إليه نظراً غريباً .. ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها!...

منقول

**************************************************


غدر أمراة 78bc947fa275d05150ff41f9825f69d6


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمامة الرافدين
عضومتقدم
حمامة الرافدين


علم الدولة : غدر أمراة 123
رقم العضوية : 31
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 20/11/2010
السمك
التِنِّين
عدد المساهمات : 4907
نقاط : 7786
تاريخ الميلاد : 04/03/1988
العمر : 36
الموقع : ارض الله الواسعة
العمل/الترفيه : الحمد لله
الجنسية : عراقية
المزاج : عادي
الاوسمة : غدر أمراة Images?q=tbn:ANd9GcSnXr5Z4IzeY8xmDnokzyrJlpeKU3ap-LI70fxm_pMNz0aDC4vh

غدر أمراة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غدر أمراة   غدر أمراة Emptyالإثنين 2 يوليو - 20:16


[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

**************************************************


غدر أمراة F820d9f755fa0e0af5141b5240347c2d311376e7


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد احمد
عضومتقدم
محمد احمد


علم الدولة : غدر أمراة 123
رقم العضوية : 77
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 15/01/2012
عدد المساهمات : 2927
نقاط : 4371
الجنسية : عراقية
المزاج : احيانان سعيد جدا واحيانان غاضب جدا

غدر أمراة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غدر أمراة   غدر أمراة Emptyالجمعة 27 سبتمبر - 8:10

غدر أمراة 391845_1373129634
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
علي
عضومتقدم
علي


رقم العضوية : 10
الجنس : ذكر
تاريخ التسجيل : 14/07/2009
عدد المساهمات : 4339
نقاط : 6974

غدر أمراة Empty
مُساهمةموضوع: رد: غدر أمراة   غدر أمراة Emptyالجمعة 2 أغسطس - 22:10


طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع


**************************************************


غدر أمراة Images?q=tbn:ANd9GcTTlFi_J7m_goy_4fG8y3oItWmmq8SrzgREY8U98e6PX8Emr0G0&s


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
غدر أمراة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أمراة .. تحب ...!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب  :: منتدى القصص والامثال الشعبيه-
انتقل الى: