حفصة بنت حمدون
من وادي الحجارة، ذكرها في المغرب، وقال: من أهل المائة الرابعة ومن شعرها:
رأى ابن جميل أن يرى الدهر مجملاً ... فكل الورى قد عمهم سيب نعمته
له خلق كالخمر بعد مزاجها ... وأحسن من أخلاقه حسن خلقته
بوجه كمثل الشمس يدعو ببشره ال ... عيون ويثنيها بإفراط هيبته
ولها:
لي حبيب لا ينثني لعتاب ... وإذا ما تركته زاد تيها!!
قال لي: هل رأيت لي من شبيه؟! ... قلت أيضاً: وهل ترى شبيها؟
ولها تذم عبيدها:
يا رب، إني من عبيدي على ... جمر الغضا ما فيهم من نجيب
إما جهول أبله متعب ... أو فطن من كيد لا يجيب
حمدة بنت زياد
حمدة بنت زياد من بني الغيث المؤدب من أهل وادي آش. قال ابن الأباري في
تحفة القادم: إحدى المتأدبات المتصرفات المتغزلات المتعففات. حدثت عن أبي
الكرم جودي بن عبد الرحمن الأديب قال: أنشدني أبو القاسم بن البراق، قال:
أنشدتني حمدة بنت زياد العوفية قال ابن الأباري: أنشدني الكاتبان: أبو جعفر
بن عبيد الأركشي وأبو إسحاق بن الفقير الحياني قالا: أنشدنا القاضي أبو
يحيى عتبة بن محمد بن عتبة الجرادي لحمدة هذه الأبيات:
ولما أبى الواشون إلا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار
وشنوا على آذاننا كل غارة ... وقلت حماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والسيل والنار
وحدثني بعض الناس: أن هذه الأبيات لهجة بنت عبد الرزاق الغرناطية. وقال
الصلاح الصفدي في تذكرته: الأبيات التي اشتهرت بهذه البلاد، ونسبها الناس
إلى القاضي المنازي وهي:
وقانا وقدة الرمضاء واد ... وقاه مضاعف الظلم العميم
الأبيات لمجموع رأيت الشيخ شهاب الدين أبا جعفر أحمد بن يوسف بن مالك
الرعيني وقد ذكر أنها لحمدة الوادي آشيه. وقال: إن مؤرخي بلادنا أثبتوها
لها من قبل أن يوجد المنازي. وقال ابن سعيد: غرناطة ... يقال لنسائها
المشهورات بالحب والجلالة العربيات المحافظات على المعاني العربية. ومن
أشهرهن: زينب بنت زياد الواد آشى، وأختها: حمدة بنت زياد: وحمدة هذه هي
القائلة - وقد خرجت إلى نهر منقسم الجداول بين الرياض مع نسائها في بعض هوى
- فسبحن في الماء وتلاعبن:
أباح الدمع أسراري بواد ... له في الحسن آثار بوادِ
فمن نهر يطوف بكل روض ... ومن روض يطوف بكل وادِ
ومن بين الظباء مهاة أنس ... لها لبي وقد سلبت فؤادي
لها لحظ ترقده لأمر ... وذاك الأمر يمنعني رقادي
إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر في أفق السواد
كأن الصبح مات له شقيق ... فمن حزن تسربل بالحداد
قال ابن دحية في المطرب: أنشدني الأديب زياد المؤدب لنفسها. فذكر هذه الأبيات.
خديجة بنت المأمون
خديجة بنت أمير المؤمنين عبد الله المأمون
خديجة بنت أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد العباسي قال ابن النجار: كانت أديبة شاعرة ظريفة من شعرها:
تالله قولوا لمن ذا الرشا ... المثقل الردف الهضيم الحشا
أظرف ما كان إذا ما صح ... وأملح الناس إذا ما انتشى
وقد بنى برج حمام له ... أرسل فيه طائراً مرعشا
يا ليتني كنت حماماً له ... أو باشقاً يفعل بي ما يشا
لو لبس القوهي من رقة ... أو جعه القوهي أو خدشا
خديجة بنت أحمد بن كلثوم المعافرية
خديجة بنت أحمد بن كلثوم المعافري وتعرف بخدوج قال ابن رشيق في الأنموذج:
هذه المرأة من أهل رصفة بساحل البحر شاعرة مشهورة بذلك، ومن شعرها:
جمعوا بيننا فلما اجتمعا ... فرقوا بيننا بالزور والبهتانِ
ما أرى فعلهم بنا اليوم إلا ... مثل فعل الشيطان بالإنسانِ
لهف نفسي علام تلهف ... منك إن نأيت يا أبا مروانِ!!
ومنه:
أبغي رضاك بطاعة مقرونة ... عندي بطاعة ربي القدوسِ
فإذا زللت وجدت حلمك ضيقاً ... عن زلتي أبدا لفرط نحوسي
ولقد رجوت بأن أعيش كريمة ... في ظل طود دائم التعريسِ
ببقاء عزك ... لأعدمت بقاءه فإذا أنا أصلي بحر شموسِ
يا سيدي ما هكذا حكم النهى ... حق الرئيس الرفق بالمرءوسِ
فإذا رضيت لي الهوان رضيته ... وجعلت ثوب الذل خير لبوسِ
سلمى البغدادية الشاعرة
قال
ابن النجار: ذكرها القاضي أبو العلاء محمد بن محمود النيسابوري في كتاب سر
السرور الذي جمعه في شعراء عصره، وأورد لها هذه الأبيات:
عيون مها الصريم فداء عيني ... وأجياد الظباء فداء جيدي
أزين بالعقود وإن نحري ... لأزين للعقود من العقودِ
ولا أشكو من الأرداف ثقلاً ... ويشكو من ثقل النهود
قال ابن الحصين: وبلغت هذه الأبيات المقتفي فقال: اسألوا عنها: هل تصدق
صفتها قولها؟ فقالوا: ما يكون أجمل منها! فقال: اسألوا عن عفافها.. فقيل:
هي أعف الناس!!. فأرسل إليها مالاً جزيلاً وقال: تستعين به على صيانة
جمالها، ورونق أدبها.
شمسة الموصلية
قال أبو حبان: كانت شيخة عالمة: ومن شعرها:
وتميس بين معصفر ومزعفر ... ومكفر ومعنبر ومصندلِ
كبهارة في روضة أو وردة ... في جونة أو صورة في هيكلِ
هيفاء إن قال الزمان لها انهضي ... قالت روادفها:اقعدي وتمهلي
شهدة بنت أحمد بن الفرج
بن عمر الأبري الدينورية
شهدة بنت أبي نصر بن أبي الفرج بن عمر الدينوري ثم البغدادي الأبري الكاتبة
فخر النساء ومنشدة العراق كانت ذات دين وورع وعبادة، سمعت الكثير، وعمرت،
وكتبت الخط المنسوب على طريقة الكاتبة بنت الأقرع، وما كان من زمانها من
يكتب مثلها، وكان لها الإسناد العالي، ألحقت الأصاغر بالأكابر.
سمعت من أبي الخطاب نصر بن البطرواني والحسين بن أحمد بن طلحة النعالي،
وطراز الزينبي، وفخر الإسلام أبي بكر الشاشي، وغيرهم، واشتهر ذكرها، وبعد
صيتها، واختصت بالخليفة المقتضي، وقاربت المائة، وماتت سنة أربع وسبعين
وخمسمائة. قال الصلاح الصفدي: رأيت بحظ، بعض الأفاضل قال: نقلت من مجموع
بخط الصاحب كمال الدين بن العديم لشهد بنت الأبري الكاتبة:
مل بي إلى مجرى النسيم العاني ... واجعل مقيلك دوحتي نعمانِ
وإذا العيون شنن غارة سحرها ... ورمين عن حصن المنون جوانِ
فاحفظ فؤادك أن يصاب بنظرة ... عرضاً فآفة قلبك العينانِ
من كل جائلة الوشاح يهزها ... مرح الشباب اللدن هز البانِ
بيض غنين بحسنهن عن الحلي ... ولذاك أسماء النساء غوانِ
سكنوا العقيق وحركوا بغرامهم ... قلباً يكاد يطير بالخفقانِ
حملته ثقل الهوى فلم يطق ... فأطعته في طرحه وعصاني
سلبته يوم الدوحتين طليعة ... نزلت بهذا الحي من غطفانِ
حتام تفرط في الصبابة أضلعي ... وتلح من عبراتها أجفاني
وإذا تبسم ثغر برق منجد ... أغرى دموع العين بالهملان
يا حادي النكران هل لك روحة ... بالعمر عند مسارح الرعيان؟
فتذكر الناسين عهدي بالحمى ... فجديده أبلاه من أبلاني
وذكرت ميدان الوداع فأرسلت ... عيني إلى أمد البكاء عناني
لم أخش من ظمأ الحوادث إذ عرت ... ومعي نظير الجدول الريان
إن مسني سغب قراني غربه ... أو قلني ظمأ فري فسقاني
وإذا السيوف تحدثت لجفونها ... فحديثها منه بأحمر قاني
قال الصفدي: أنا أستبعد أن يكون هذا الشعر لشهدة قال: على أنني رأيته في مجموع قديم بخط فاضل وقد نسبه إليها.
صفية البغدادية الشاعرة
صفية البغدادية الشاعرة: قال ابن النجار: ذكرها أبو العلاء محمد بن محمود
النيسابوري قاضي غزنة في كتابه: سر السرور الذي جمعه في أخبار شعراء عصره.
وأورد لها:
أنا فتنة الدنيا التي فتنت حجا ... كل القلوب فكلها في مغرمِ
أترى محياي البديع جماله ... وتظن يا هذا بأنك تسلمِ
صفية بنت عبد الرحمن
صفية بنت عبد الرحمن بن محمد بن علي بن يعيش. قال أبن النجار: كانت واعظة أديبة فاضلة. أنشدتني لنفسها مجيزة هذا البيت:
إذا ما خلت أرض من أحبتي ... فلا سال واديها ولا اخضر عودها
فقالت:
ولا نطقت في الربع بعدك جارة ... يلذ بسمعي شدوها ونشيدها
وإني لأبكي الربع مذ بان أهله ... وأنشد ليلات قضت من يعيدها؟
ماتت يوم الجمعة لأربع خلون من ذي الحجة سنة عشرين وستمائة.
طيف البغدادية الشاعرة
طيف
البغدادية الشاعرة: كذا ذكرها ابن النجار وقال: قرأت في كتاب صاعد بن فارس
بن السلطان اللبان. بخطه قال: لبعض نساء بغداد وسمها طيف:
وظبية من بنات الروم قلت لها ... لما التقينا وقلبي عندها علق
هل في زيارة صب عاشق دنف ... أجر؟ فقالت: ودمع العين يستبق
لولا الوشاة وأن الخوف يقلقني ... لهان ذاك، وعل الأمر يتفق
وقال: ولها أيضاً:
فتكت بنا يوم القداح ... بيضاء تهزأ بالملاح
تبدى الظلام بفرعها ... وبوجهها ضوء الصباح
ويجد في قتل السليم ... الجد في ظل المزاح
وقال لها أيضاً:
أسفت على ما نلت منها ... بعد ما جذت حبالي
وتقول: وا حراه آه ... على النوى وعلى الوصال
عائشة بنت الخليفة المعتصم
عائشة بنت الخليفة المعتصم محمد بن هارون الرشيد العباسي قال ابن النجار:
كانت أديبة شاعرة. كتب إليها عيسى بن القاسم بن محمد بن سليمان بن علي بن
عبد الله بن عباس أن توجه إليه بجاريتها وكان يهواها:
كتبت إليك ولم أحتشم ... وشوق المحبين لا ينكتمْ
صبوحي في السبت من عادتي ... على رغم أنف الذي قد زعمْ
وعيشي يتم بمن تعلمين ... ولا تشك شكوى امرئ قد ظلمْ
ولا تحبسيها لوقت المبيت ... كما يفعل الرجل المغتنمْ
عائشة بنت أحمد
بن محمد بن قادم القرطبية
قال أبو حيان في المقتبس لم يكن في زماننا في حرائر الأندلس من يعدلها
علماً وأدباً وشعراً وفصاحة، تمدح ملوك الأندلس وتخاطبهم بما يعرض لها من
حاجة!! وكانت حسنة الخط، تكتب المصاحف، ماتت عذراء - لم تنكح - سنة
أربعمائة.
وقال في المغرب من عجائب زمانها وغرائب أوانها، وأبو عبد الله الطيب عمها،
ولو قيل: أنها أشعر منه لجاز. دخلت على المظفر بن منصور أبي عامر وبين يديه
ولد له، فارتجلت:
أراك الله فيه ما تريد ... ولا برحت معاليه تزيدُ
فقد دلت مخايله على ما ... تؤمله وطالعه السعيدُ
تشوقت الجياد له وه ... ز الحسام هوى وأشرقت البنودُ
فسوف تراه بدراً في سماء ... من العليا كواكبه الجنودُ
وكيف يخيب شبل قد نمته ... إلى العليا ضراغمه أسودُ
فأنتم آل عامر خير آل ... زكا الأبناء منكم والجدودُ
وليدكم له رأي كشيخ ... وشيخكم لدى حرب وليدُ
وخطبها بعض الشعراء ممن لم ترضه فكتبت إليه:
أنا لبوة لكنني لا أرتضي ... برقى مناخاً طول دهري من أحدْ
ولو أنني أختار ذلك لم أجب ... كلباً وكم غلقت سمعي عن أسدْ
عائشة الإسكندرانية
عائشة الإسكندرانية المعروفة بزهرة الأدب!! قال ابن سعيد: كان مجلسها يعرف
بالروض. قالت تخاطب من بعث إليها بشعر ذكر فيه أن قلبه من الحب يتقلب في
جمر الغضا.
إذا كان قلبك ذا صاحب ... فلا تبعثن بأسراره
فإني لأشفق من ناره ... على الروض أو بعض أزهاره
**************************************************