أنا العبد الذى أغلق الأبواب مجتهداً
على المعاصى وعين الله تنظرنى
تمر ساعات أيامى بلا ندمِ
ولا بكاء ولا خوف ولا حزن
ولى بقايا ذنوب لست أعلمها
الله يعلمها فى السر والعلن
ما أحلم الله عنى حيث أمهلنى
وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى
فأنى لى بين تلك الأهل منطرحاً
على الفراش وأيديهم تقلبنى
وقد أتوٌ بطبيب كى يعالجنى
ولم أرى الطبيب اليوم ينفعنى
واشتد نزعى وصار الموت يجذبها
من كل عِرق بلا رفق ولا هونِ
وقام من كان أحب الناس فى عجلِ
نحو المغسل يأتيه يغسلنى
فجائنى رجلً منهم فجردنى من الثياب
..وأعرانى.. وأفردنى ..
وصب الماء من فوقى
وأودعنى على الألواح منطرحاً
وصار خرير الماء ينظفنى
وغسلنى غسلاً ثلاث ونادى القوم بالكفنِ
فحملونى على الأكتاف اربعة
من الرجال وخلفى من يشيعنى
وقدمونى الى المحراب وانصرفوا
خلف الإمام .. فصلى ثم ودعنى
صلوا عليا صلاة لا ركوع لها
ولا سجود لعل الله يرحمنى
وأخرجونى من الدنيا فواااااااااأسفاه
على رحيل بلا ذاد يبلغنى
وأنزلونى إلى قبرى على مهلٍ
وقدموا واحداً منهم يلحدنى
وكشف الثوب عن وجهى لينظرنى
فأسكب الدمع من عينيه أغرقنى
وقال هلٌوا عليه التراب وانصرفوا
وقال هلٌوا عليه التراب واغتنموا
حسن الثواب من الرحمن ذى المنن
ومنكر ونكير ما أقول لهما
قد هالنى أمرهما جداً فأفزعنى
وأقعدانى وجدا فى مسائلتى
مالى سواك إلهى من يخلصنى
مالى سواك إلهى من يصدقنى
وتقاسم الأهل مالى بعدما انصرفوا
وصار وزرى على ظهرنى فأثقلنى
فلا تغرنٌك الدنيا وزينتها
وانظر الى فعل الأهل والوطنِ
يانفس كفى عن العصيان..واكتسبى
فعلاً جميلاً لعل الله يرحمنى
يانفس ويحكى.. توبى واعملى حسناً
عسى تجزين بعد الموت بالحسنِ
وامنن عليا بعفو منك يا أملى
فإنك انت الرحمن ذو المنن
........................................
وقال الشاعر
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
قال الشاعر :-
امر على المقابر كل حين ولا أدري بأي الارض قبري
وأفرح بالغنى ان زاد مالي ولا أبكي على نقصان عمري
وقال الشاعر
الموت لا شك آت فاستعد له ان اللبيب بذكر الموت مشغول
فكيف يلهو بعيش أو يلذ به من التراب على عينيه مجعول
تيقظ للذي لا بد منه فأن الموت ميقات العباد
يسرك أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
هذه المواعظ
اشكر من كتبها
جزاه الله خير