المولد والنشاة
ولد صدام حسين عبد المجيد التكريتي في 28 نيسان من عام 1937م في قرية العوجة
بمدينة تكريت العراقية الواقعة على بعد نحو 170كم شمال غرب بغداد.
ودرس في ابتدائية تكريت قبل أن ينتقل إلى مدرسة الكرخ الإعدادية ثم الثانوية
ثم حاول الالتحاق بالأكاديمية العسكرية، إلا أن درجاته الضعيفة حالت دون ذلك
تزوج عام 1962م من ابنة خاله ساجدة خير الله طلفاح وأنجب منها عدي وقصي وثلاث بنات ر
غد
و
و
حلا
وكان صدام حسين تزوج بعد ساجدة خير الله، في الثمانينات سميرة شهبندر
(لم يعلن الزواج رسمياً ولا يرد ذكرها ابداً).
[size=21] وله ثلاثة إخوة غير أشقاء من والدته، وهم: برزان إبراهيم التكريتي،
وسبعاوي إبراهيم الحسن، ووطبان إبراهيم الحس
ن
والده
كان حسين عبد المجيد والد صدام رجلاً فقيراً عاش يتيم الأبوين وكان يعمل
حارساً تزوج من صبحة وهي إحدى قريباته وأنجبا طفلاً مات بعد أربعة شهور من
ولادته بسبب المرض ثم حملت بعد ذلك بصدام وأثناء حملها أصيب زوجها بكسر
في أسفل ظهره لقفزه من فوق سطح منزله إلى الأرض للانقضاض على أحد الأشقياء
كان يحاول التحرش بزوجة جاره ثم مات حسين المجيد قبل ولادة صدام بثلاث شهور.
وأقام له صدام لاحقاً ضريحاً فخماً في تكريت.
إبراهيم الحسن
مات جد صدام وهو في الثانية من عمره فانتقلت به أمه ليعيشا في كنف خاله في
بغداد ثم حدث التحول الأهم بعد ذلك في حياة صدام والذي كان له أكبر
الأثر في تكوين شخصيته في ما بعد وذلك أن أمه تزوجت من شخص يدعى
إبراهيم الحسن والد إخوة صدام غير الأشقاء برزان ووطبان وسبعاوي.
فالذين عرفوا إبراهيم الحسن يصفونه كما ذكر صلاح عمر العلي أحد قادة
حزب البعث السابقين بأنه كان صاحب شخصية شريرة لا حدود لمشاعر القسوة
فيها وأنه لم يحمل أي مشاعر ود لصدام وقد عامله بعداء مفرط وكان يضربه بلا رحمه
على رغم من صغر سنه وكان إبراهيم الحسن يصر على أن يتعلم صدام كل
فنون الزراعة والرعي وهو في سن صغيره جداً وحين كانت تحاول أم صدام أن
تحميه من بطش زوجها كان ينهرها ويعنفها فقد كان يرى أن الأسلوب الأفضل
في تربيته هو الشدة والقسوة حتى يصبح رجلاً.
ولم يتوقف الأمر على ذلك بل إن إبراهيم الحسن قد منع صدام من دخول المدرسة
رغم أن صدام كان تواقاً لذلك ليكون مثل باقي الأطفال من ناحية وليهرب من
قسوة زوجة أمه.ثم عاش بعد ذلك فترة من الثالثة حتى التاسعة انتهكت فيها طفولته
بكل ألوان القسوة والغلظة والرفض والحرمان.ورعى صدام الغنم في صغره
وتعلم السباحة والرماية وركوب الخيل أيضاً.
والدته
والدته صبحة طلفاح المسلط امتازت بتعدد زيجاتها وأنجبت له ثلاثة أخوة غير أشقاء
وعاشت في تكريت حتى وفاتها عام 1982م.
تزوجت أمه بعد وفاة والده للمرة الثانية من رجل قريب لها يدعى إبراهيم الحسن الذي
كان فقيراً ويعمل بواباً لمدرسة في تكريت. احتفظ صدام بعلاقات جيدة مع
إخوته من أمه وإن كانت العلاقات صعبة أثناء الطفولة. عند وصوله إلى الحكم
أسند صدام لكل من برزان وسبعاوي ووطبان مناصب رسمية مهمة بعد أن أصبح
رئيساً للعراق.
عاش مع أمه وإخوته من أمه في غرفة واحدة في قرية العوجة غير مزودة
بالاحتياجات الأولية كالمياه الجارية والكهرباء وقد حكى صدام لأمير اسكندر
كاتب سيرته الذاتية قائلاً: لم أشعر أنني طفل أبداً كنت أميل إلى الانقباض
وغالباً ما أتجنب مرافقة الآخرين. ولكنه وصف تلك الظروف بأنها منحته الصبر
والتحمل والاعتماد على الذات. ومن ضمن ما حكاه صدام حياة صعبة اندفع عليها
بسبب الفقر فكان يبيع البطيخ في القطار المار بتكريت في طريقه من الموصل
إلى بغداد كي يطعم اسرته.
خير الله طلفاح
في سن الحادية عشرة انتقل إلى العاصمة بغداد حيث انتقل للعيش مع خاله خير الله طلفاح
عام 1947م في قرية شاويش بالقرب من تكريت كان خير الله طلفاح يعمل ضابطاً
في الجيش وعرف بأنه من القوميين العرب المتحمسين وكان تربطه بصدام علاقة قوية
وقد كافأ صدام خاله بتعيينه محافظاً لبغداد حين أصبح نائباً لرئيس الجمهورية.
وأدى حماس خير الله للنازيين إلى طرده من الجيش عام 1941م وسجنه خمس سنوات
عمل بعدها مدرساً وكنتيجه لعيش صدام مع خاله في بغداد فقد تعلم الكثير من
رفاق خاله من العسكريين ثم اندمج صدام فيما بعد في النشاط السياسي حيث
التحق بحزب البعث المعارض آنذاك وتلقى الصبي عن خاله كراهية عميقة للملكية
التي كانت تحكم العراق في ذلك الحين. ومن يدعمهم من الأجانب وبتوجيه
وإشراف من خاله التحق صدام بالثانوية الوطنية في بغداد.
فإذا كانت تجربة صدام مع زوج أمه قد ساعدته في تشكيل شخصيته فإن الفترة
التي أمضاها مع خاله في تكريت وبغداد أسهمت بوجهات نظره السياسية وبينما
كان خير الله لاعباً في النضال الأوسع من قبل الشعب العراقي للحصول على حق
تقرير المصير فإن مشاركته الفعالة في تيارات القومية في ذلك الوقت تركت
بصمه لا تمحى لدى صدام الصغير خصوصاً أن أنشطة خاله قد حرمته من صحبته خلال
خمس سنوات من طفولته. وأثناء غياب خاله القسري كان صدام قد تخرج بجدارة
كفتى قوي وصلب من الشوارع وبسبب زوج والدته كان أمياً وبالنسبة لمعظم
الفتيه الذين هم في مكانه صدام الاجتماعية فإن التعليم لم يكن يشكل أولوية
بالنسبة لهم ولو لم تكن هناك رغبة لدى صدام في محاكاة خاله وتقليده لكان
قد بقى مثلهم يعتاش على السرقة والبلطجه.