اما حيدر الحلي الشاعر الحولي الذي كان يصدر قصيدته كل عام بعد التنقيح والمراجعة الدقيقة حتى ينسبها له لتخرج قصيدة ناضجة وتحوي صور وشاعرية تامة تعيشك في الواقعة التي يصفها وفعلا نجح بهذا الاسلوب وكتبت عليه الدراسات والاطروحات وعلى نصوصه التي تركها جارية يمتعن منها طلاب العلم والدراسات في الادب العربي ، فيقول في قصيدته التي حاكى فيها واقعة ألطف :
تـركتُ حشاك وسـلوانَها فخـلِ حشـأي وأحـزانَهـا
كفاني ضنىً أن تُرى بالحسيـ ن شفت آلُ مروانَ أضـغانَهـا
فأغضبتِ اللهَ في قتـلـه وأرضت بـذلك شـيطانَهـا
عشيةَ أنهضهـا بـغيُـها فجـاءته تسـحبُ طغيـانَها
بجمعٍ من الأرض سدَّ الفرو جَ وغـطَّى النجـودَ وغيطانَها
وطا الوحش إذ لم يجد مهرباً ولازمـتِ الـطيـرُ أوكـانـَهـا
وحفَّتْ بِمن حيثُ يلقى الجمو عَ يُثـنَّـي بِمـاضيـه وحـدانَهـا
وسـامته يركبُ أحدى اثنتيـ ـنِ وقـد صرَّتِ الحربُ أسنانَهـا
فإمَّـا يـُرى مـذعنـاً أو تمو تُ نفسُ أبـى العـزُّ إذعـانـَهـا
فقـال لهـا:اعتـصمي بالإبـا فنـفسُ الأبـيُّ ومـا زانـَهــا
إذا لم تجـد غيـرلبس الـهوا نِ فبـالموتِ تخـلـع جثـمانَهـا
رأى القتلَ صبـراً شعارَ الكرا مِ وفـخـراً يُزيـن لـها شانَهـا
فشمـرَّ للحـرب في معـركٍ بـه عـرك المـوتُ فـرسانَـها
فأضـرمهـا لعنـان السمـا ءِ حمـراءَ تـلـفـح أعنــانَـها
ركيننٌ ولـلأرض تحت الكمـا ةِ رجيـفٌ يـزلــزل ثـهـلانَها
أقرُّ على الأرض من ظهـرهـا إذا ملـمـل الـرعـب أقــرانَها
تـزيـد الطلاقـة في وجـهه إذا غيــر الخــوف ألـوانَـهـا
ولـما قضى للعـلى حـقهـا وشيـد بالســيف بـنـيانَـهـا
تـَرَجَّلَ للمـوت عن سابـقٍ لــه أخـلتِ الخيـلُ ميـدانَهــا
كـأنَّ المنيـة كـانت لـديـ ـهِ فتـاةٌ تــواصل خلـصانَهـا
جـلتها لـه البِيضُ في معـركٍ به أثـكل السـمر خـرصـانَها
فبـات بـها تحت ليـل الكفا حِ طـروبَ النقيـبـة جـذلانَها
وأصبـح مشتجـراً للـرمـا حِ تُـحلّـِي الـدمـا منـه مُرانَها
عفـيراً متى عاينتـه الكـمـا ةُ يختـطف الـرعب ألـوانَـهـا
فـما أجلتِ الحربُ عـن مثلهِ صـريـعـاً يـجبِّـنُ شـجعانَها
غـريباً أرى يا غـريبَ الطفو فِ توسـدَ خـديـك كثبـانَهـا
ألسـتَ زعيـمَ بـني هـاشمٍ ومـطعـامَ فـهـرٍ ومطعَـانَهـا
**************************************************