في الفقه العربي وقواعده هنالك ضمائر ولكل ضمير عمل وفق القواعد اللغويه ومن هذه الضمائر ضمير الغائب والضمير المستتر ويتعامل اللغويون والشعراء بتصريف الافعال والضمائر في قصائدهم ليخرجوا لنا قصيدة شعريه او نثريه يكون لها صدى واسع عند المتلقي ,لكن سياسين هذا الزمن اتخذوا من الضمائر اقنعة لهم بين الغائب والمستتر فهنالك سياسين غاب عنهم الضمير تماما ,ويفكرون من اقدامهم لا من عقولهم كما قال الروائي الايطالي (ألبرتو مورافيا" عندما استضافت بلاده كأس العالم 1990م ورأى بعينيه حجم الهوس وقمة الاهتمام والاستعدادات والأموال التي تصرف والحشود الإعلامية والمتابعة الشديدة لعامة الشعب الايطالي وشعوب العالم ... " يبدو أن العالم أصبح يفكر بقدميه بدلا من رأسه.!! ) للاسف الشديد ان سياسيي هذا الوقت اصبح تفكيرهم غائب عن الضمير والوعي متسترين بالطائفية المقيته من اجل ديمومة كراسيهم فنراهم اليوم منشغلين في هذه الفترة بالذات بالتسقيط السياسي كون الانتخابات على الابواب فغابت عنهم روح الوطنية وحب الوطن .
وتنكروا لابسط القيم والاخلاق متناسين ان العراق واحد من زاخو الى الفاو متناسين ان في العراق ديانات متعدده وقوميات متعدده وكونهم لم يقدموا شيئا للعراق فبات من الضروري ان يفكروا في ديمومة كراسيهم عن طريق التفرقه والتجزئه والطائفية .حتى اختلط الحابل بالنابل على المواطن , عندما يسمع خطاباتهم الديماغوجيه الطنانة والرنانه كون كل حزب او كتله تتعكز على الدستور وانها تسير وفق الياته , ولانعرف كم دستور اصبح لدينا ! الاخوة الكورد في خطاباتهم يريدون تطبيق الماده (140 ) ووفق الدستور. الاخوة السنه واعوذ بالله من هذه التفرقه يدعون انهم مهمشون ويطالبون بتطبيق الدستور . الشيعة ايضا تنادي وتطالب بتطبيق الدستور . التركمان والفيليه والاخوة المسيح ايضا يقولون انهم مهمشون . طيب من هو الذي بقى غير مهمش !!
اذا كان الدستور ملغوما لدرجة ان كل الطيف العراقي يقول انه مهمش ويعاني من عدم تطبيق الدستور والدستور ملغوم !عجبي ماهو دور القيادات السياسيه والنواب المنتخبين لماذا صم بكم لايفقهون . هل ان البرلمان قهوة عزاوي مجرد ان يجلسون على الكراسي ليشربوا المرطبات ومن ثم يغادرون البرلمان .
دورتان انتخابيه والحال كما هو عليه لاتغيير في الخطاب كل يوم ازمة مفتعله , وغالبية النواب تغادر البرلمان متعمدين من اجل عدم اكتمال النصاب القانوني ,فهل هذه الاخلاق السياسية . وهل هذه الامانة التي امنكم بها الشعب العراقي باجمعه ايها البرلمانيين .
يقال في موروثنا الشعبي ان الشيخ عبد القادر الكيلاتي رحمه الله ارسلته والدته الى بغداد مع احد القوافل القادمة من ايران كي يدرس العلوم الاسلاميه . وقد وضعت والدته له خرجيه (مصرف ) في ياخة قميصة خشية من الضياع , وقد اوصته وصية ان لايكذب ويصون الامانة . واثناء مسير القافلة تعرضت لقطاع طرق (سلابة ) اوقفوهم فعزلوا الاطفال والنساء جانبا وسلبوا الرجال ومن ثم ما تحتويه القافله بعدها نادى رئيس العصابة من منكم يحمل مالا او ذهبا , فوقف راسا الطفل عبد القادر الكيلاني وقال له نعم عمي انه عندي فلوس فضحك عليه وقال له تعال يمي انت شنو والفلوس منيلك فقال عمي هذه الفلوس في ياخة قميصي فتعجب شيخ السلابه وقال له ليش ما سكتت انت منو يعرفك طفل واحنا الاطفال ما نفتشهم , فقال له عبد القادر الكيلاني لا عمو مو هاي امانة اوصتني والدتي بها ان لا اكذب واصون الامانه , فانتفض قائد السلابه وقال عجيب انت طفل لاتكذب وتصون الامانه , فاشار على جماعته فورا اكراما لهذا الطفل والذي يحفظ الامانة ولا يكذب , فأرجعوا الاموال الى القافلة . اما السلابة وقائدهم عادوا الى رشدهم واستقاموا .
فيا سياسيننا اتقوا الله واحفظوا الامانه التي عهدنا بها اليكم ولا تخونوا ضمائركم واصحوا من الغائب والمستتر لنسمع منكم المبتدأ والخبر .
علي الغزي
العراق ... ناصرية
منقول
**************************************************