كلمات لروح حائرة
إن القلوب - إذا امتدَّ بها الزمانُ بدون جِلاءٍ - صَدِئَتْ وأظلَمت وقَسَت،
وأصبحت قلوبًا متصحرة ميتة،
كتلك الخطب الميتة التي نَسمعها أحيانًا يوم الجمعة، لا تحيي قلبًا، ولا توقظ
روحًا، والقلوب الميتة لا تتألم،
لا لفوات طاعة، ولا لضياع فرصة لعمل الخير، يقول محمد الحجار:
"إن المسلِم اليوم لم يَفقِد العِلمَ، ولم يفقد المال بمثل ما فَقَدَ القلبَ الحيَّ
الولوع، والقلبَ الحنون،
والقلبَ المشرق العامر بالإيمان، والقلبَ النابض، القلب الذي يتحرَّق على
خسارة الرُّوح، وفقْدِ الضمير،
أكثرَ مما يتحرَّق على خسارة التصدير والتوريد".
فأنَّى لروح قلِقة، وقلب ميت، أن يخشع في الصلاة؟! أو أن
يستشعر حلاوتَها؟!
فصاحبُ هذا القلب يؤدِّي حركاتِ الصلاة، ويَنطق بأدعيتها، ولكنَّ قلبَه
لا يعيش معها، ولا يعيش بها،
وروحَه لا تستحضر حقيقةَ الصلاة، وحقيقةَ ما فيها مِن قراءاتٍ،
ودعواتٍ، وتسبيحات!
وأما أصحاب القلوب الحية، فيقول الله عنهم:
{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2]،
**************************************************