من المتعارف علية دائما ان البكاء هو دليل على الضعف والحزن ، كما ان البكاء مرتبط ايضا بالنساء والشئ العجيب الذى سوف نتحدث عنه هنا فى موقع النادى هو بكاء الرجل ما بين الفوائد الصحية والاضرار المجتمعيه التى تؤثر على قوة الشخصية .
انها الحقيقة المرة الموجعة ..فالرجل يبكي ! .. لحظة عجزه .. وقهره وضعفه وقلة حيلته .. وربما يبكي لحظة فرحته !! ..ولكني سأتطرق لبكاء الحزن بشكل اوسع ..ففي لحظةٍ ما يقف الرجل حزيناً يائساً .. وان كان يبكي في اغلب الأحيان سراً تحت جنح الظلام .. كمن اقترف اثماً !! .. ربما لاتدمع عينه !! .. لان هناك شيء بداخله متى مابكى فأنه أشد ألماً وقسوه من دموع العين ! ..
انه القلب .. فان الرجل متى احس بالظلم والقهر .. بكى قلبه حزناً وأسى ! .. فدموع القلب ابلغ أثراً من دموع العين .. وان كانت لاترى بالعين المجردة ..حقاً .. الرجل يبكي وله العذر ! .. فهو إنسان بكل مافي الإنسان من ضعف وحزن وحنين .. يبكي تعبيراً عن صدقه وقهره وعجزه ..والدمعه تغسل شيئاً من حزنه حتى لاينفجر من الأسى واللوعة الحرمان ..
واننى اتسائل الان هل بكاء الرجل يدل على ضعف الرجال وهل يؤثر بكاء الرجل على شخصيته وهناك بعض الاشعار التى تحدثت عن بكاء الرجال من فلسفه ابوفراس الحمدانى وهى
ابو فراس الحمداني في ابيات يترجم فيها فلسفة البكاء لدى الرجال و يقول :
اقول وقد ناحت بقربي حمامة .... ايا جارتا لو تشعرين بحالي
ايا جارتا ماأنصف الدهر بيننا......تعالي اقاسمك الهموم تعالي
ايضحك مأسور وتبكي طليقة .... ويسكت محزون ويندب سالي !
لقد كنت اولى منك بالدمع مقلة....ولكن دمعي في الحوادث غالي
يعتقد الكثيرون أن بكاء الرجل ضعف منه، إلا أنه في الحقيقة ما هو إلا وسيلة للراحة النفسية، وكثيراً ما نسمع البعض يقول بأن الرجل لابد أن تكون كرامته قوية بحيث يتماسك ولا يبكي أمام الاخرين، ولا يضعف أمام أي مشكلة تواجهه دون أن يفرقوا في المفاهيم بين البكاء والضعف، فلا علاقة لأحدهما بالآخر، ويتناسون كذلك أن الرجل في النهاية إنسان بين جوانحه قلبٌ ينبض، ويحتاج أن يعبر عن نفسه ومشاعره وينفس عن همومه كالمرأة تماماً.
هذا بالتأكيد يرجع إلى البيئة الشرقية وطبيعة التفكير في مجتمعنا الشرقي الذي يعتبر الرجل الذي يبكي كأنه استسلم وأنه ضعيف الشخصية، فمع الأسف أن الرجل في مجتمعاتنا الذكورية تربى على أن البكاء عيبٌ، حتى أننا ما زلنا نسمع الأمهات يقلن لأطفالهن " لا تبكِ أنت رجل" بطريقة عفوية دون أن يأخذن في الحسبان أن هذه العبارة ستجعل منه إنساناً يدفع طوال عمره ضريبة عالية جداً، لأنه زُرع في داخله أن البكاء ضعف.
إن البكاء هو انفجار يحدث داخل جسم الإنسان نتيجة لبعض الضغوط أو المشاكل التي قد تواجهه، هذا الإنفجار إما أن يظهر فيخرج على شكل دموع، وإما أن يكبته الشخص في داخله فيتحول إلى حسرات وآهات قد تؤدي في النهاية إلى دمار الصحة وهلاكها.
ولدمعة الرجل معانٍ لا يعرف مدلولاتها سوى الرجل نفسه، فتلك الدمعة التي تنزل من عينيه ليست بالهينة؛ بل إنها دمعة شجاعة منه يحطم بها كل معاني الكبرياء والمنعة، وقد تكون المرأة أكثر بكاءً من الرجل، إلا أن هناك مواقف لا تفرق بين المرأة والرجل مثل وفاة الأولاد، الأقارب، أحد الأصدقاء، وأحياناً البعد عن الأهل فترة طويلة.
ومع ذلك يبقى لبكاء الرجل خصوصية مختلفة تماماً عن بكاء المراة؛ فالمرأة تعودت أن تذرف الدموع في كل مناسبة ولكن الرجل لا تنحسر دمعة من عينيه إلا إذا فقد شيئاً ثميناً من حياته، لذلك فإن الدموع التي تنزل من عينيه لا تعبر إلا عن مشاعر صادقة.
واننا كثيرا ما قد نجد رجال يبكون فى احضان زوجاتهم من الضغوط اليوميه التى يتعرضون لها خلال يومهم الشاق وهذا لن يعيب الرجل شئ فهكذا الزواج انه نوع من الموده والرحمه والاحتوا
**************************************************