الدين في حقيقته هو الحب القديم الذي جئنا به إلى الدنيا ،
و الحنين الدائم الذي يملأ شغاف قلوبنا إلى الوطن الأصل الذي جئنا منه ، و العطش الروحي إلى النبع الذي صدرنا عنه ، و الذي يملأ كل جارحة من جوارحنا شوقا و حنينا .. و هو حنين تطمسه غواشي الدنيا و شواغلها و شهواتها
و لا نفيق على هذا الحنين إلا لحظة يحيطنا القبح و الظلم و العبث و الفوضى و الاضطراب في هذا العالم . .
فنشعر أننا غرباء عنه ، و أننا لسنا منه ، و إنما مجرد زوار ، و عابري طريق ، و لحظتها نهفو إلى ذلك الوطن الأصل الذي جئنا منه ، و نرفع رؤوسنا في شوق و تلقائية إلى السماء و تهمس كل جارحة فينا
" يا الله أين أنت "
السعادة ليست فى أن يكون عندك الكثير جدا ..
و إنما السعادة فى أن تحب الدنيا و الناس .. و أن تواتيك الفرصة لتأخذ بنصيب قليل من خيراتها ..
إن القليل الذى تحبه يسعدك أكثر من الكثير الذى لا تحبه .
و القليل يحرك الشهية .. بينما الكثير يميتها .. و بلا شهية لا وجود للسعادة ..
و القليل يحفز على العمل .. و فى العمل ينسى الانسان نفسه .. و ينسى بحثه عن السعادة و هذا فى الواقع منتهى السعادة .
حريتي تعذبني ..لأني حينما أختار .. أتقيد بإختياري .. و تتحول حريتي إلى عبودية و مسئولية ..
و هي مسئولية لا ينفع فيها إعفاء لأنها مسئولية أمام نفسي .. أمام الإختيار الذي اخترته أنا ..
و ليس أمامي سبيل غير أن أختار .. لا بد أن أختار في كل لحظة .. فإذا أضربت عن الإختيار .. كان إضرابي نوعاً من الإختيار .. عليَّ إن أدفع ثمنه فورا
**************************************************