علم الدولة : الجنس : تاريخ التسجيل : 16/05/2009عدد المساهمات : 2530نقاط : 7889الموقع : مصر ام الدنيا --اسكندريهالمزاج : معتدل
موضوع: السعادة أم ... الرضا ؟؟ الثلاثاء 28 يوليو - 13:08
مقتبس
السعادة أم ..... الرضا ؟؟
كل انسان فى العالم يتمنى السعادة لنفسه ... ويسعى الى امتلاكها بكل الوسائل التى يحسب أنها تحققها له ... ومن ذلك الثروة والسلطة والحب والاولاد .
والمشكلة هنا ان معظم الناس يظنون ان السعادة حالة ممتدة ... بحيث اذا امتلك الانسان وسائلها ... اصبحت بين يديه وراح يتنعم فى اجوائها ... والواقع ان هذا التصور وهم كبير .
السعادة أولا : لا تأتى للأنسان الذى يقصد اليها قصدا ... وانما هى قد تأتى وقد لاتأتى . والسعادة ثانيا : هى حالة عابرة وليست دائمة ... تتميز بالسيولة وليس الثبات ... وبالحركة وليس الاستقرار .
بل انها قد لا تزيد احيانا عن لحظة خاطفة وكما تأتى الى الانسان فى اليقظة تمر به احيانا فى حلم جميل ... يصحو منه وهو منشرح الصدر ... ومن اهم خصائص السعادة انها لا تجتمع ابدا مع الفكر والمقصود هنا ... هو الانشغال بالحاضر أو المستقبل ... وهذا ما يحدث للكثير منا حين يشعر بالسعادة ... فيشغل فكرة بكيفية استمرارها ... ويتزايد همة وحرصه على عدم التفريط فى وسائلها ... لكنه يشبه الشخص الذى يحاول ان يمسك بالماء بين اصابعه ... فلا يلبث ان يجدها فارغة الا من الحزن ... والاسف ... والكثير من الندم !
واذا كانت السعادة فى الغالب عزيزة المنال ... بخيلة فى مجيئها وعطائها ... فان الشعور التالى هو
الرضا : هو مزيج من القناعة بالوجود ... والاكتفاء بالمتاح ... وعدم التطلع الى ما فى ايدى الغير ... أو الخوف من توقعات المستقبل .
ولاشك ان الاحساس بالرضا قد تطول مدته اكثر من الشعور بالسعادة ... وقد يستمر فى مختلف الاحوال ولايرتبط بحالة واحدة فقط ... كما انه يمنح القلب طمأنينة ... ويغلف الروح بالسكينة ... ويريح الاعصاب من هموم الدنيا .
وقد تناول الصوفية المسلمون حال الرضا او مقامه على خلاف بينهم فى ذلك قالوا : ان الانسان الراضى بالله هو الذى لايعترض على تقديره ... وقالوا : ليس الرضا الا تحس بالبلاء ... انما الرضا الا تعترض على القضاء .
وسئلت رابعة العدوية : متى يكون الانسان راضيا ؟ ... فقالت : اذا سرته المصيبة كما سرته النعمة ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه قائلا : " أسألك الرضا بعد القضاء " ... ومعنى ذلك ان الرضا قبل نزول البلاء عبارة من نية على الرضا ... اما بعد نزولة فهو الرضا نفسه !.
ويتبين لنا ان الشعور بالرضا يرتبط ارتباطا وثيقا بالايمان ... فالقلب الذى يمتلىء بالايمان هو الذى يمكن ان يعمره الرضا لانه يدرك انه جزء من الخطه الالهية التى تسير الكون كله .
اما القلب الخالى من الايمان فهو ذلك القلب الذى يظل دائما متحسرا على الماضى خائفا من مشكلات الحاضر ... ومتوجسا من مصائب المستقبل بالاضافة الى انه يحس بأنه وحيد بدون رفيق ... سائر فى الظلام بدون قنديل ... ولذلك يكون معرضا لان تكسره الاحداث من اول ضربة ... ويتمزق شرايينه عند استقبال أى مصيبة!!.
S.M.S
" اللهم أسألك اللطف !!"
انوار عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 8 الجنس : تاريخ التسجيل : 04/04/2009عدد المساهمات : 5760نقاط : 11263الموقع : ارض الرافدينالجنسية : عراقية
موضوع: رد: السعادة أم ... الرضا ؟؟ الجمعة 26 أكتوبر - 19:41