الرحالة العربي : ابن بطــــــوطة
* * *
الرحالة العربي الذي فاق كل رجال عصره وشخصية الأزمنة
هو كذلك مؤرخ وقاضي وفقيه
لقد كان ابن بطوطة من أهمّ وأشهر الرحّالة على الإطلاق في عصره، لم يكنْ جغرافياً لكنّه استطاع أنْ يصوّر الأماكن والمناطق التي زارها وصفاً دقيقاً، وقد يكفي أنْ نقول إنّ المسافة التي قطعها في رحلاته، ولنا أنْ نتصوّر صعوبة التنقّل في ذلك الوقت لمسافةٍ تقدّر بـ120 ألف كم، وكان حريصاً على أنْ لا يتردّد على طريقٍ أكثر من مرة، وقد شملت رحلاته الكثيرة مناطق شتى، شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً، ومن البلاد التي زارها على سبيل التقدير لا الحصر مصر وشمال وشرق أفريقيا، فبلاد الشام، وزار حوض الفولجا الأدنى وبلاد القرم، والقسطنطينية، وخوارزم وتركستان والهند والصين وأفغانستان وبخارى وبلاد الأندلس، ومن القاهرة سافر شمالاً عبر صحراء سيناء ونزل في غزّة هاشم، ومنها سافر إلى الخليل فالقدس. وغيرها من البلاد التي دوّن عنها ما يعتبر توثيقاً لمشاهداته في تلك الفترة
وُلِد ابن بطوطة في مدينة طنجة 24 شباط 1304م الموافق 14 رجب 703هـ، وكان فقيهاً عالماً من أُسْرةٍ كان جلّ اهتمامها دراسة العلوم الشرعية والتفقّه فيها، وعمل قاضياً على الحُجّاج في مواسم الحج، كما وليَ قضاء جزر المالديف، وخدَم ملك دلهي ثمان سنوات
بدأ رحلته إلى المشرق في شهر رجب 735هـ/1325م
وطاف العالم ونقل لنا مشاهد حقيقية وحوادث تاريخية واقعية
كثير منها مازال مجهولاً بالنسبة لنا
وبالنسبة لأمم عديدة ، لم يترك قرية أو مدينة إلا وقد زارها وتعرّف على أهلها ، وذكر معالمها الجغرافية والبيئية وأشهر بيوتها وعلمائها وما زالت أسفارة حديث العالم
وقد تُوفِّيَ ابن بطوطة في العام 770هـ/1369م، وكان قد فرغ من كتابة مذكرات رحلاته في العام 1356م، وقد كلّف السلطان أبو عنان كاتبه ابن جزي لتدوين يوميات رحلات ابن بطوطة وما تحمِل من صورٍ فريدة ومشرقة للمجتمع الإسلامي في الربع الثاني من القرن الرابع عشر الميلادي
ويعتبر كتاب (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) من أهمّ كتب الرحلات قاطبة لما تحتويه من توثيق ووصف بليغ
اعتبره ماركو بولو أشهر رحالة العالم في العصور الوسطى ، فقد كان رجلاًاستثنائياً خرج في مغامراته إلى أراض بعيدة مجهولة ، واستكشف أرجاء مثيرة من العالم في أسفاره
أطلق علماء العصر اسم ابن بطوطة على إحدى الفوهات البركانية على سطح القمر ، وتوزع جوائز سنوية باسمه فى الادب الجغرافي
**************************************************