قلعة «مارد»
تقف قلعة «مارد» التاريخية في دومة الجندل في منطقة الجوف شامخة مهيبة ببنائها الفريد وتحتضن داخل أسوارها حقبا مختلفة من التاريخ القديم وتعد من أشهر وأهم القلاع التاريخية في المملكة التي يعود أقدم ذكر لها إلى القرن الثالث الميلادي ولا تزال صامدة إلى الآن في وجه تغيرات المناخ والزمان خصوصاً وأن الجزء السفلي من القلعة مبني من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين
والقادم إلى هذه القلعة يبهر بضخامتها وتحصينها الحربي المتمرس وأيضاً لكثرة مداخلها المتنوعة وتوزع غرفها بين الطابق السفلي والعلوي بطريقة هندسية رائعة وتطل القلعة على مناظر طبيعية خلابة حتى باتت محطة جذب للزائرين من جميع مناطق المملكة الذين يصعدون سلالمها، ويقفون على حكايات وقصص من الماضي العتيق في محافظة دومة الجندل التابعة لمنطقة الجوف والتي تبعد عن مدينة سكاكا 50 كيلو متراً حيث يتمكن الزائر من قمة القلعة رؤية أقصى نقطة في المحافظة
أقدم مئذنة في الجزيرة العربية
تحتوي قلعة «مارد» على مساكن قديمة، وفيها المتحف الوطني ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومئذنة المسجد التي تعد أقدم مئذنة في تاريخ الجزيرة العربية حيث تم بناء المسجد عام 17 هـ وهو ملاصق لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة ـ إن لم يكن أهمها ـ على مستوى المملكة ويكتسب المسجد أهمية من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في مراحله الأولى، وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد كونه من أقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها
وقلعة «مارد» هي عبارة عن قلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها حيث شكل البناء الأصلي مستطيلاً إلا أن بعض الإضافات بما فيها أبراج مخروطية استحدثت في أزمنة متأخرة والجزء السفلي من هذا البناء من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين وقد كشفت الحفريات القليلة والتي جرت على الجزء الأسفل من القلعة عام 1976م كشفت عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد لكن الزمن الذي تعود إليه هذه القلعة تحديداً لم يبت إلى الآن إلا أن الحفريات التي ربما ينفذها عالما الآثار الدكتور عبد الرحمن الأنصاري والدكتور خليل المعيقل للمدينة القديمة ربما توضح التاريخ الحقيقي لبناء هذه القلعة العتيدة
وذكر علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر في كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية الذي قال عن القلعة: «لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتدًا نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهده كل من يقدم إليه من أية جهة من مسافات بعيدة والحصن مرتفع ارتفاعًا شاهقا وهو مبني من الصخر القوي»
صور تاريخية
وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها أثر عبادة صلم وقال إن مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس في هذا الوثن نحو 600 عام قبل الميلاد ويرمز أهل تيماء إلى صلم برأس ثور ووجد هذا الرمز على النقوش الثمودية كما وجدت أسماء بعض الآلهة التي كانت ثمود تعبدها وهناك وصلات ثقافية ودينية بين تيماء وثمود وورد اسم صلم في النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل ويقول عبد الله التميم في كتابه صور تاريخية عن حضارة الجوف إن عصر بناء القلعة هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمود قوم صالح عليه السلام دور في بناء بعض منه والحصن عبارة عن أبنية وقلاع وحصون وشيدت أبراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونها الأحمر الفاتح لأزمنة طويلة من دون أن ينالها أي تغيير والمنطقة كانت محصنة بسور من الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول إليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسيين أحدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال ولهما بابان قويان ومصاريعهما وأقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديدية
شهرته الواسعة جذبت قبائل الحجاز واليمن والعراق
أقدم أسواق العرب .. تحت شموخ «مارد» ومئذنة مسجد عمر
منذ أكثر من ألفي عام.. تقف قلعة مارد شاهدا بارزا على حقبة تاريخية طويلة في منطقة الجوف
مع تثـنّي الخوص وأصوات المطرقة والمنشار والحياكة ورائحة الجريش والمرقوق، يعيش أبناء منطقة الجوف (شمال السعودية) راويات سمعوها منذ قرون لا يعرفونها سوى تاريخ دون عبر الكتب وحكايات تناقلها الأجداد عن أقدم سوق للعرب سوق دومة الجندل تحت شموخ قلعة مارد التاريخية، وبجوار مئذنة مسجد عمر بن الخطاب الشاهقة وسط المنطقة التاريخية التي عايشت أقدم العصور البشرية وحتى العصر الإسلامي.
ويزور أبناء منطقة الجوف وروادها السياح بين الفترة والأخرى نحو خمسة محال، عادت من سوق دومة الجندل القديم والتي أحيتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وتعمل لأول مرة تزامنا مع فعاليات مؤتمر التراث العمراني الذي أقيم أخيرا
يقول لـ”الاقتصادية” حسين الخليفة، المدير التنفيذي لفرع هيئة السياحة والآثار في منطقة الجوف: إن هيئة السياحة أعادت ترميم خمسة محال كمرحلة أولى لإعادة السوق كاملة وتفتتح للمرة الأولى بمشاركة الحرفيين، مبينا أنه يوجد في هذه المحال أركان لجميع أنواع الحرف فهناك النجار والحداد وصانع الخوص والفخار وصانع الأواني المنزلية والأحذية كما توجد مشاركات داخل متحف النويصر لعدد من سيدات المنطقة بالمأكولات الشعبية التي تشتهر بها منطقة الجوف من الجريش والمرقوق والكبسة والبقل والسمن وخلافه
وأكد الخليفة أن إعادة إحياء سوق دومة الجندل من أهم المشاريع التي تحظى بعناية السياحة وبتوجيهات الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة وذلك ضمن مشروع إعادة تهيئة حي الدرع التاريخي كاملا وقال: إن سوق دومة الجندل أقدم أسواق العرب ويعد من الآثار المهمة الباقية في ذاكرة التاريخ فهو من أقدم أسواق العالم وأهمها وأشهرها نتيجة لموقع المدينة الجغرافي وكانت هذه السوق في الحقيقة أول سوق للعرب أما موقعها فكان في الأرض الواسعة غرب قلعة مارد إلى منابع العيون التي كانت تجري في الماضي وما زالت آثارها باقية وبعضها عامرة ومما يذكر أيضا عن سوق دومة الجندل أن حضورها لا يقتصر على قبائل المنطقة والقبائل المجاورة بل كانت تفد إليها قبائل أخرى من الحجاز واليمن والعراق وأجناس أخرى عديدة وذلك لما تتمتع به من شهرة واسعة لدى العرب في ذلك الحين فاقت شهرة سوق عكاظ وأسواق تهامة
وفيما يتعلق بقلعة مارد فيرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الأشوري خصوصا أن هناك نصوصا مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل فيما لم يحدد بعضها الزمن الذي بنيت فيه أو من قام ببنائها.
وقلعة مارد عبارة عن قلعة مسورة تنصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة وأعيد بناء بعض أجزائها إلا أن القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان وشكل البناء الأصلي مستطيل إلا أن بعض الإضافات بما فيها أبراج مخروطية أحدث في أزمنة متأخرة والجزء السفلي من هذا البناء بني من الحجارة أما الجزء العلوي فهو من الطين وقد كشفت الحفريات التي جرت على الجزء الأسفل من القلعة في 1976 عن بعض الخزفيات النبطية والرومانية التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد
وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قال علامة الجزيرة العربية حمد الجاسر عن قلعة مارد: “لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت أن هذا الحصن يقع على جبل أو تل صخري بمعنى أصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتدا نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله أرض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الصحن والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهده كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة والحصن مرتفع ارتفاعا شاهقا وهو مبني من الصخر القوي”
فيما يذكر عبد الله التميم في كتابه صور تاريخية عن حضارة الجوف أن عصر بناء قلعة مارد هو عصر حياة أمة تتصف بقوة جبارة وقد يكون لثمود قوم صالح عليه السلام دور في بناء بعض منه، والحصن عبارة عن أبنية وقلاع وحصون وشيدت أبراج المراقبة على امتداد الحصن من قطع حجرية صلبة تستطيع الاحتفاظ بلونها الأحمر الفاتح لأزمنة طويلة من دون أن ينالها أي تغيير والمنطقة كانت محصنة بسور من الحجر لصد هجمات الغزاة والدخول إليها يتم عن طريق مدخليها الرئيسين أحدهما قرب الحصن في الجنوب والآخر من جانب البرج في الشمال ولهما بابان قويان أقفالهما حديد وشدت حولهما سلاسل حديد
ومن الملاحظ أن القلعة في طور الترميم لبعض الأجزاء الخارجية والداخلية منها كما أن الزائر للقلعة تأخذه رهبة المكان وهذا دليل على قوة تحصينها واكتفائها بوجود الآبار داخلها وهناك بئر تصعد حتى قمة القلعة ببناء حجري دائري وإلى جانب القلعة هناك مسجد عمر بن الخطاب وكذلك الحي القديم “حي الدرع” وتعتبر منطقة الجوف من المناطق الغنية بالتراث الحضاري والموروث الثقافي والأثري الكبير حيث إن الزائر للمنطقة يجد فيها التنوع التاريخي بفتراته كافة كما أن دلائل الاستقرار في المنطقة ترجع إلى ما قبل التاريخ