كان بهلول يوماً يجلس في السوق ليبيع الأمثال والحكم
وكما يقول المثل خذ الحكمة من أفواه المجانين.
ولكن بهلول كان حكيماً ولم يكن مجنوناً ولكنه يتظاهر بالجنون
فأتى الرشيد يوماً وقال له: ما ذا تفعل يابهلول؟
فقال بهلول : إنني أبيع الأمثال والحكم
قال الرشيد : وما هو سعر الأمثال وما هو سعر الحكم
بهلول : يختلف سعرها هناك 100 دينار و200 دينار و10 دنانير
الرشيد: وما هي أغلى حكمة لديك .
بهلول : أغلى حكمة بألف دينار.
الرشيد : أعطني تلك الحكمة حتى أكتبها وأعلقها في قصري.
بهلول : الحكمة هي
(العاقل إذا أراد أن يفعل شي فكر في عاقبته)
دفع الرشيد المال وأخذ الحكمة معه وكتبها بخط كبير وعلقها فوق الكرسي الذي يجلس عليه.
وذات يوم احتاج الرشيد للحجامة وأتى بأحد الحجامين .
فلما أعطاه ظهره ليحجم له ووضع الكؤوس على ظهره كان الحجام يحمل سماً في
الأمواس التي يريد إستخدامها للحجامة وكان السم قد أعطاه له مجموعه من
الناس ليتخلص من الرشيد.
وعندما أخرج الكؤوس وأراد إستخدام الموس المسموم إنتبه للحكمة التي كتبت
فوق كرسي الرشيد وتوقف برهة يتأمل بها ويقول لنفسه: إذا أنا قتلته فسوف
يعلم جلاوزته وأولاده أنني أنا الذي تسببت في قتله ثم يقتلونني فالأفضل أن
أحافظ على حياتي فضلاً من محافظتي على الأموال التي تريد قتلي .
إنتبه الرشيد وقال له مابك يارجل ولما أنت خائف فتلكأ الحجام في الكلام ثم أخبر الرشيد بما حصل وأنه قد قرأ هذه الحكمة وتراجع .
فكافأه الرشيد على صنيعه
**************************************************