فاعلم ان علماء العربية قد اختلفوا في لفظ الاسم المعظم هل هو مشتق او جامد واذا كان مشتقا فمن اي شيء؟
فمنهم: من ذهب الى انه اسم اصلي غير مشتق من شيء جُعل ابتداء علما على ذات الواجب الحق -جل وعلا- إذ لا يشترط في كل اسم أن يكون مشتقا ويعزى هذا المذهب الى الخليل بن احمد الفراهيدي. والزجاج والسهيلي.
وعلى ما افادوا يكون الاسم علما مرتجلا(أي انه وضع من اول الامر على هذه الصيغة واستعمل فيه) من جملة الاعلام المرتجلة كـ(زيد وعمرو).
وجمهور النحويين اثبتوا انه مشتق ثم اختلفوا ايضا:
فمنهم: من ذهب الى انه مشتق من (أَلِهَ إلهة) فهو (إلآه) على وزن (فِعال) مكسور الفاء كـ(عِصام) بمعنى (مألوه) أي (معبود) كـ(كتاب بمعنى (مكتوب) ثم زيدت فيه (أل) وحذفت منه الهمزة التي هي فاؤه فصار (الله) على وزن (العَال) ثم جُعل علما على الذات الواجب الوجود.
ويصحح هذا المذهب قول مولانا الصادق -عليه السلام- في خبر هشام بن الحكم (يا هشام الله مشتق من إله والاله يقتضي مألوها والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد....الخبر)(الكافي-كتاب التوحيد-باب المعبود).
ومنهم: من ذهب الى انه مشتق من (لاه) بمعنى (استَتَرَ)فهو (لاه) واصله: (لَيِهَ) فهو (لَيِهٌ)كـ (فَرِحَ فهو فَرِحٌ) قلبت ياؤه في الفعل والوصف الفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فيهما معا فوزنه (فَعِل) ثم زيدت فيه (ال)فصار (الله) على وزن (الفعِلُ)ثم جعل علما على ذات الباري القادر تبارك وتعالى.
وقد يجيء في كلام العرب بحذف (ال) في النداء كقول عبد المطلب:
لاهُـــــمَّ إن المرء يمــــــ ــنع رحله فامنع حِلالك
يعني : يالله.
وفي غيره كقول ذي الاصبع العدواني:
لاهِ ابن عمك لا افضلت في حسب عني ولا انت ديّاني فتخزوني
أي: لله
وعلى هذين المذهبين فهو منقول من الوصفية الى العلمية.
وفي اشتقاقه ايضا اقوال أُخر:
منها: انه مشتق من (الوله) وهو (التحير).
ومنها: انه مشتق من (ألِهَ إِليهِ) بمعنى (فزع اليه) على قول او بمعنى (سكن اليه) على قول آخر.
ولكل من هذه المذاهب وجه واصح مذاهب الاشتقاق الاول وكلهم متفقون على اختصاصه بالواجب الحق لا يطلق على غيره بوجه من الوجوه.
والحمد لله رب العالمين
م ن
**************************************************