وهناك في جو الغاب
وقع في مرمى عيناي طير كسير
في ظل النخيل فوق حطام عش
تلفعه الأغصان بأكف الريح
من كسر جنحك أيها الطير ؟؟
قال ذئب ..!!
ولكن هذا الطير
رغم الزئير والفحيح اللتان تضاجعان المكان
وكسر الجنح الذي أبتاعه من ذئب لعين
تراه يعج بالتغاريد كأنها أناشيد الأطفال عند الصباح
رغم عميق الحزن أنه متصل بالسكون
يقتاد عشباً وزهراً يبوح شعراً من تغريد
رغم جوعه يقذف بكل ميتة أو جيفة تتركها على الأرض عارية أنياب السباع
يرفض جو الغاب
تمر به النسمات هامسات تنثر في عشه عطر الياسمين
رغم كآبة عويل الريح وعواء الذئاب
فكان يلمس قلبي دفء تغريد ذاك الطير
فيجري دمي في ثرى الغابة
هنيئاً لك يا أيها الطير
رغم حزنك رغم كسر جناحك رغم هشاشة عشك
فهو أنت كما أنت
لا تتحول تغاريدك إلى فحيح أفاعي
ولا تستسلم لجو الغابة
ولا تطلب قوت من أسد
فتبقى طول العمر تغرد للحب للجمال تغفو فوق الورد
حتى وإن عشت في غابة
لا تنظر إلى الذئاب وما تقتاد من جيف
ولا يطربك غراب إذ نشد
ستتعافى أيها الطير
وستطير وتطير
وتفك كل القيود نحو الأثير
نعم ستطير
وتسحر كل عين بألوانك
وتطرب كل أذن بألحانك
ويبقى الذئب الذي كسر جناحك
مصيره العواء والمكر والدهاء
ويبقى فمك ينشد زهواً
ويبقى فم الذئب ملطخ بالدماء
.
.
يا أبن آدم كُن طير حتى وإن كُسرت
ولا تكُن ذئب حتى وإن ظفرت
فلا يدوم إلا الجمال ويسقط الكذب والأحتيال