اشتهرت بغداد بحماماتِها.. وفي رحلة ابن بطوطة وصف للحمامات البغدادية في الطور المغولي يفيد إنها كانت مفروشة بالقار وجدرانها مطلية به إلى نصفها والنصف الأعلى مطلي بالجص الأبيض.
وكان في كل حمام خلوات وفي داخل كل خلوه حوض من الرخام عليه أنبوبان احدهما يجري بالماء الحار والآخر بالماء البارد وفي زاوية كل خلوة حوض آخر للاغتسال فيه أيضا أنبوبان للماء البارد والحار.
وقد بالغت بعض المصادر بعدد حمامات بغداد فأوصلتها إلى مئة ألف.
لكن هلال الصحابي يقول إنها بلغت في زمانه مئة وخمسين ونيف، وهو رقم معقول ويكفي حاجة مدينة مولعة بالنظافة, مع الأخذ بنظر الاعتبار إن بيوت الطبقتين العليا والوسطى كانت تحتوي علىحمامات تغني أربابها عن الذهاب إلى الحمامات العمومية. وكان الصابون مادة أساسية للغسل وكان يصنع في بغداد لكن أجوده هو ماكان يأتي من بلاد الشام.
ولا يزال العراقيون يسمون صابون الغار بالصابون الرقي نسبة إلى مدينة الرقّة التي اشتهرت بضاعته وقد تحدث ابن بطوطة عن الصابون المطيّب الذي كان يصنع في اللاذقية ويقصد به الصابون المعطر( ورد في ألف ليلة وليلة باسم الصابون الممسٍّك نسبة إلى المسك) . وكانت المادة الثانية هي الأشنان المأخوذ من نبات بري من الفصيلة الشوكية ويستعمله الفقراء العاجزون عن شراء الصابون. وللأشنان رغوة كرغوة الصابون وقدرة إزاحة مماثلة
**************************************************