ليت || الأحبة || يع ــلمون كم نشتاق اليهم
كنا صغاراً بالمدرسة !!
حين ينادي المـُدرس عـلى إسم أحدنا
يكاد يطير فَرحاً .. يرفع سـبابته عَاليا
حتى تكاد تلامس سقف الفصل ويصرخ
حاضر
وحين يصل إلى اسم تلميذ تخلف عن الفصل
تكاد تخرج حناجرنا ..
غائب
ساعـتها لم يكن الغياب في قامـوسنا الصغير
سوى صرخة جماعية تـهز أركـان الفصـل
لم نعـرف معناها حتى فـرقتنا دروب الحـياة
لكن ما زلنا نصرخ ليس فرحاً
لنملئ الفصل ضجيجاً
لكن حزناً ..
لمـاذا الغياب ؟
في إحدى المرات حملت رسالة فارغة ..
كان القصد من ورائها المزاح !!
واستودعتها عند أختي الكبرى .. وقلت لها
حين أموت إفتاحيها !!
لأجد الدموع تنهمر من عيونها .. وتلتحفني
بدراعها ..
حفظك الله من كل شر
بكيت ساعتها .. وأيقنت كم هو مؤلم
الغياب
أستيقظ كل صباح .. وأسأل نفسي سؤال وحداً
أين هـم ؟
ثم يبدأ وابل من والوساوس المظلمة .. بعد أن
إنطفئت كل الشموع المظيئة من حولي
ماذا صنعت بهم الحياة ؟
كيف يقضون أوقاتهم ؟
هل هم أحـــياء ؟
هل يبتسـمون الآن ؟
لا أحد يجيب !!
ثم ألملم ما تبقى من ذكـرى غيابهم وأمـضي
هل سأعود هنا هذا المساء ؟
وماذا .. إن لم أعــد ؟
ماذا لو سرقني الغياب .. وتركت باب الإنتظار
مفتوحا .. هل سأكون أهلا للإنتظار .. ؟
أم سأكون في طي النسيان ..
وكيف تكون درجة الألم الذي سأتركه في قلوب أحبتي ؟
أحاول أن اُلهي قلبي قليلا عن أوجاعه ..
لكن أبسط التفاصيل تذكرني بهم ..
في الأماكن .. والصور !!
وكأن الكون خلق لذكراهم !!
حقاً هم لا يعلمون ماذا فعلوا بنا ..
**************************************************