الأحداث الكبرى، المنجزات العظيمة، الاختراعات الضخمة،
غيرت مسارات التاريخ، وحددت توجهات الإنسان بلا شك.
من يحقق شيئاً من هذه الإنجازات، يبقى في سجلات التاريخ، ويغشاه السرور بكل تأكيد
لكننا في لهاثنا لتحقيق الأشياء الكبيرة، يتسرب من بين أيدينا فن عظيم جدا.
هذا الفن هو فن الاستمتاع بالأشياء الصغيرة.
يقول ديفيد جريسون:
سعيدٌ هو الإنسان الذي يستطيع الاستمتاع بالأشياء الصغيرة والمباهج البسيطة،
والأحداث اليومية العادية.
ألا ترون أن هذه المتعة، وهذا الفن،
هو لُب ما جاء في الحديث الشريف:
من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.
لا غرو أن الأمن والصحة وتوفير الزاد، هي قضايا رئيسية،
لكننا نتغافل عن هذه المتع العظيمة، في غمرة الحياة، فتبدو لنا من الطبعيات،
فننسى أن نستحضر عظمتها، وأن نتيقن من أن حصولنا على هذه الأمور،
يجعلنا من المحظوظين على هذه الأرض. من أصبح وهو طيب في صحته قادر
على توفير وجباته الرئيسية ذاك اليوم، فقد حقق كسباً يوازي حجم الدنيا كلها!
الأشياء التي حولنا، وهي مصدر للبهجة كثيرة، لكننا ننساها، أو نتناساها.
أكثر الدراسات العلمية، تؤكد أن البعد عن السعادة،
مرتبط بالأفكار السلبية التي نزرعها في أذهاننا.
والأفكار السلبية تنشأ عادة بسبب التفكير الزائد في الماضي، والمستقبل،
والانشغال عن الاستمتاع بالحاضر.
من لديه طفل فليستمتع بضحكته، واذا كبر، فليأنس بجميل حديثه.
ومن رزق بأم فليستمتع بدعواتها، ومن رزق بأب فليستمتع بحكمته.
الاستمتاع بالأشياء الصغيرة، لا يحتاج إلى مزيد جهد، وكبير عناء.
استمتع، بفنجان قهوة، بتمرة طيبة، بلقمة هنية، بشربة ماء بارد،
بالجمعة واللمة، بالابتسامة.
السعادة حولنا، لكننا كثيرا ما نتعامى عنها...
ننساها، حتى إذا فقدناها، بكينا عليها بدل الدموع دماً.
فلننظر في أنفسنا، في أيدينا، وأرجلنا، فيمن حولنا، وما حولنا، آلاف النعم،
تلك التي كلما تفكرنا فيها، وأحسسنا بقيمتها، لامسنا السعادة بأيدينا،
وعاقرنا حقيقة المتعة.
لنعش اللحظة، ونستمتع بالحاضر، دون أن يقلق مضاجعنا، ألم الأمس، أو قلق الغد!
مما راق لي
**************************************************
أحلى مابيك ومن صفاتك وصلك
أروح وياك للشمس لو تريد أوصلك
ولو تصير بأخر العالم على رموشي زحف أوصللك
ميت وبشوفتك ترد الروح بيه ........