يقتلان عروساً يوم خطبتها
هي جريمة بشعة أصبحت ولا تزال حديث الناس ،فقد دفعت الشابة شيماء حياتها ثمنا في ليلة خطبتها على يد امرأتين أقل ما يمكن وصفهما به أنهما ” ريا وسكينة ” لكن بشكل معدل ،ويبدو أن سبب قتلها وشنقها وإلقاء جثتها في ” منور العمارة ” هو 1600 جنيه وسرقة خاتم وسلسلة . لماذا فعلتا هذا وهما على يقين أن أصابع الاتهام ستشار إليهما ،ولم تحاولا إبعاد الشبهة عن نفسيهما بإلقاء الجثة بعيدا عن مسرح الجريمة ؟!.
كانت شيماء فتاة طيبة محبوبة من الجميع ،ولا تعرف الكراهية أو الغيرة او الحقد وهمها الوحيد مساعدة والدها البسيط في العيشة الصعبة .وكانت تحلم بمصنع ملابس صغير ” مشغل”..عملت في مصانع وفي محلات وكانت توفر الجنيه حتى تصل إلى هذا الحلم . وتعلمت الخياطة حتى تكون على خبرة ودراية بنشاطها الجديد .ولم تنس أبدا أنها جاءت من أقصى الصعيد ، فقد احتفظت بعاداتها وتقاليد أهل الجنوب ومزجتها بحضارة المدن والتكنولوجيا إلى أن وقعت الحادثة التي سطرت آخر كلمات لها في هذه الدنيا عندما وقعت فريسة لامرأتين قتلاها طمعا .
التقينا بالأم المسكينة داخل شقتها بحي امبابة بعد أن غادرت شقتها بعين شمس بعيدا عن هاتين الشريرتين اللتين قتلتا شيماء ابنتها قالت الأم معبرة عن غضبها وهي تبكي بحرقة: شيماء ابنتي لم تكن طائشة كانت تعمل ليلا ونهارا وتحفظ القرآن رغم عدم استكمالها لتعليمها ،وعندما انتقلنا إلى عين شمس للعيش هناك كانت المتهمة إيمان ” أم إسلام ” تقيم في الدور الأول وكنا في الدور الرابع ، تعرفت علينا وبدأت تأتي لنا وفي أحد الأيام عرضت علي عمل جمعية لآخذ منها 3 آلاف جنيه.
ورفضت فعرضت على ابنتي شيماء،التي نصحتها بالابتعاد عنها فنحن لا نعرفها ،لكن إيمان بدأت تلف خيوطها على ابنتي وأقنعتها وبالفعل دخلت الجمعية دون أن أعلم وبعد ذلك عرفت بالصدفة لكني لم أقف كثيرا عند هذه النقطة وكان دور ابنتي الرابعة وفوجئت شيماء أن إيمان تعرض عليها أن تنتظر هذا الشهر لأن هناك سيدة لديها ظروف خاصة وبالفعل وافقت ابنتي بقلبها الطيب وقالت لي ” يا ماما الناس لبعضها ومرت الأيام وجاء الدور وبدلا من أن تأخذ شيماء 3 آلاف جنيه قبضت 1600 جنيه سألتها عن باقي المبلغ قالت إن هناك فتاة لديها ظروف خاصة وسوف تحضر منها المبلغ المتبقي.
وتضيف الأم قائلة : طبعا تحججت المتهمة ياسمين بان المبلغ ليس معها وطلبت من ابنتي أن تراجعها غدا وعندما ذهبت شيماء في اليوم التالي فوجئت بإيمان هناك وقامت بقتلها بمساعدة ياسمين ثم ألقيتا بجثتها في ” منور العمارة ” ثم هربتا.
وتأخرت ابنتي ولم تعد الى منزلها ما جعلني أقلق وأبلغت والدها وأخاها اللذين ذهبا إلى قسم شرطة عين شمس وحررا بلاغا بغياب شيماء، وتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة و رئيس مباحث قطاع شرق القاهرة.
وكان الوقت يمر وابنتي لم تعد ،وخلال تلك الفترة شاهدت باب جارتي إيمان مغلقا،وهنا عرفت بأنها وراء اختفاء ابنتي فهي كانت خبيثة وحاقدة ، وبعد يومين فوجئت بها وابنها الصغير وسألتها على شيماء فرد ابنها قائلا وهو ينظر إلى أمه ” أنا عارف أقول يا ماما وهنا ضربته على وجهه وقالت ” أنت هتوديني في داهية”.
ومر يومان وفوجئت برئيس المباحث يتصل بي لأذهب إليه حتى أتعرف على ابنتي .وذهبت إلى المكان ووجدت رجال الشرطة. وأخذوني إلى المنور وعندما دخلت حاولوا أن يهدئوا من روعي لم أكن أعرف أنها قتيلة اعتقدت أنها بالداخل فقط وفور رؤيتي لها ظللت أصرخ وفقدت الوعي فقاموا بحملي بعيدا عنها ثم فوجئت بياسمين في الشقة المجاورة لهذا المنور تعطيني مياه حتى أشرب. دلفت إلى الداخل وجدت إيمان ايضا على الفور صرخت في وجهها وقلت لها ” أنت اللي قتلتي ابنتي هنا قبض عليها رئيس المباحث وفي قسم الشرطة اعترفت بارتكابها الجريمة بمساعدة زميلتها ياسمين.
يلتقط أخوها محمد طرف الحديث قائلا : كانت تساعد والدها.. كان في حياتها أحلام كثيرة تحفظ عشرة أجزاء من القرآن رغم أنها لا تقرأ ولا تكتب ،وفي يوم الخميس الذي قتلت فيه كان خطيبها وأمه ذاهبين لشراء شبكتها لكن قضاء الله نفذ.. وقررت النيابة العامة حبس المتهمتين على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهما تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة وتم إحالتهن الى محكمة الجنايات في انتظار حكم الإعدام.
**************************************************