مانديلا: ثائر لا يموت

مانديلا: ثائر لا يموت

مانديلا: ثائر لا يموت 201306130242195

نيسلون مانديلا وخلفه جدار مكتوب عليه رقم معتقله 46664 (أرشيف)
الجمعة 6 ديسمبر 2013 / 09:37
24- دانة الشيخ
لم يخطر على بال زعيم إحدى القبائل في جنوب أفريقيا وهو يسبغ على مولوده الذي رأى النور في العام 1918 اسم "دوليهلاهلا" ومعناه المشاغب، أن طفله سيقود قارة بأكملها إلى الحرية.

كما لم يخطر على بال هذا الأب أن هذا الاسم الاستفزازي، سيثير حفيظة معلمي ابنه ما يدفعهم لتغييره إلى "نيسلون"، لأن "دوليهلاهلا" كلمة صعبة على لسان يرطن بالإنجليزية كما أن لمعناه دلالات غير مستحبة.

وكان فرض معلمي المدرسة اسم نيلسون على الطفل ذي الأعوام السبعة أول أشكال القمع الذي تعرض له مانديلا في حياته، وربما لذلك احتفظ بمعنى اسمه القديم، وظل مشاغباً.

حظي مانديلا بما لم يحظ به السواد الأعظم من أبناء جلدته من تعليم حتى وصل الجامعة، لكن شغبه السياسي ومشاركته في الاحتجاجات الطلابية المناهضة لسياسة التمييز العنصري تسببت في طرده من الجامعة في 1940، ليستكمل دراسته بعدها بالمراسلة ويحصل على شهادة في الحقوق من جامعة جوهانسبرغ.

والتحق في تلك الفترة بصفوف "حزب المجلس الوطني الأفريقي" المعارض للتمييز العنصري، ونشط إلى جانب جيله في الحراك السياسي على نهج مثله الأعلى في المقاومة السلمية المهاتما غاندي، لكن تمادي حكومة بلاده العنصرية في القمع الدموي الذي وصل مداه في مذبحة شاريفيل العام 1960، وصب الرصاص في صدور مئات المتظاهرين، دفعه إلى استبدال غاندي بالزعيم الكوبي فيديل كاسترو ماضياً في خيار الكفاح المسلح.

واعتقل مانديلا الذي بدأت شخصيته الكاريزمية وخطاباته الملهبة للمشاعر في اقتلاع الخوف من قلوب شعبه، ليمضي القسط الأوفر من عمره وراء قضبان المعتقل، وطيلة 33 عاماً رفض العدول عن قرار الكفاح المسلح أو المساومة عليه، حتى أذعن جلادوه وألغوا نظام الفصل العنصري، ليصبح في 1994 أول رئيس أسمر البشرة لجنوب أفريقيا.

لكن ما أدهش العالم، هو تململ المعتقل رقم 46664 من مقعد الرئاسة فلم يترشح لولاية ثانية، وذلك على عكس نظرائه من رؤساء العالم الثالث الذين جعلوا من نضالهم ضد الاستعمار "حقاً غير قابل للمساومة" في احتكار السلطة.

وحاز الوجه النضالي الأبرز في القارة السمراء، أكثر من 100 جائزة دولية وإقليمية في مجال حقوق الإنسان من بينها جائزة نوبل للسلام.

قبل أشهر، تحلق الأطباء حول مانديلا، يقيسون ضغطه ويراقبون نبض قلبه الذي يتحول إلى خط أزرق متعرج في شاشة سوداء إلى جانب سريره، لم يذهب هذا "البطل" إلى مشافي مستعمريه السابقين لتلقي العلاج، فهو كغيره من أبناء شعبه راض بأدوية بلده وأطبائه.

وعندما رحل مانديلا، نعاه العالم كله، نعى الزعيم المبتسم دائماً بوجه تشبثت به ملامح طفولية لا تخطئها العين، فهو يعرف أن قبره لن يكون أكبر كثيراً من طول زنزانته، ويعرف أكثر أن الثائر لا يموت.

**************************************************

**************************************************

مانديلا: ثائر لا يموت 3dlat.net_31_17_727b_15f31f0c397c5

مشاركة رائعة
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء

**************************************************

مانديلا: ثائر لا يموت Images?q=tbn:ANd9GcTTlFi_J7m_goy_4fG8y3oItWmmq8SrzgREY8U98e6PX8Emr0G0&s

» كيف انتقل مانديلا من اتهامه بالخيانة الى أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا؟
» من هو العظيم نيلسون مانديلا
» صور محرجة لأوباما في حفل وداع مانديلا
» اجمل كلمات نيلسون مانديلا
» بعد وفاة حفيدته ..مانديلا يتغيب عن افتتاح مونديال 2010