أوّلاً : كيف تكون مؤثراً في النّاس ؟
يكاد يكون حسن واللباقة ودماثة الخُلق لغة عالمية مشتركة ، إذ يندر أن تجد مجتمعاً ينبذ الصدق ويكره العدل ويحبّ السرقة والظلم والعدوان ، وإذا وجد مجتمع كهذا فهو مجتمع بدائي متخلِّف يعيش خارج إطار الإنسانية المتحضّرة ، فهو الشاذّ الذي لا يُقاس عليه .
من هنا كانت المواعظ والحكم والوصايا والنصائح في مختلف الشرائع والأديان واحدة أو قريبة الشبه من بعضها البعض ، ذلك أنّ الإنسان واحد ـ وإن تنوّعت الفوارق الفردية ـ ، وأنّ مصدر الرِّسالات واحد ، وإن تعدّدت تعاليمها ، وأنّ غايتها واحدة في إنزال مكارم الأخلاق منزلة الحركة اليومية المعاشة في حياة الناس ، فليس غريباً أن تكون غاية الرِّسالة الخاتمة ما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : « إنّما بعثت لاُتمِّم مكارم الأخلاق » . ولذا فإنّنا سنعمد إلى ما تشابه من هذه القواعد الأخلاقية وآداب السلوك الجذّابة والفاعلة والمؤثرة في كلّ وقت وكلّ مكان .
فمن بين طرق اكتساب اللباقة واللياقة الاجتماعية :
1 ـ الإبتسامة : فهي مفتاحٌ سحريّ نفتح به قلوب الناس . فهذه الاشراقة العذبة الجميلة التي تتندّى بها الشفاه ويضيءُ بها وجه أحدنا تنطق بكلمات شاعرية شفّافة .. تقول للآخر : أنا أحبّك .. أنا أسالمك .. وأنا أريد أن أعقد معك علاقة ودّ لا تنفصم ، تنبع من القلب وتطفح بالصدق على الشفتين والوجنتين والعينين .
إنّها ساحرة .. لأنّ الآخر ـ شاء أم أبى ـ سوف يقابلها بمثلها أو بأحسن منها ، فإذا الاشراقةُ إشراقتان ، وإذا الحبُّ حبّان ، وإذا قرار السلام قراران . ففي الحديث الشريف : « تبسّمك في وجه أخيك صدقة » .
وفي قواعد السلوك العامّة : « ابتسم .. تبتسم لك الدّنيا ، واعلم أ نّك حين تبتسم تستخدم ثلاث عشرة عضلة من عضلات وجهك ، في حين أ نّك تستخدم (74) عضلة إذا عبست » !! فلم إتعابُ العضلات فيما لا يجدي نفعاً ، أو فيما تكون نتائجه وخيمة
**************************************************