الجمع ينقص مفرداً .. والوعد كان وعداً يحمل التوكيد ويخرس الشك .. وأتى الآخرون ولم يكن فيهم ذاك الذي في الانتظار .. والساحة عامرة بأهلها وجدباء بآخرين كانوا محط أنظار .. وأولى لحظات الغياب مبررة لأنها قد تحمل الأعذار.. ولكن مرت لحظات ولحظات فلا غيوم هناك ولا أمطار .. وفقط تلك العيون التي تراقب وتنقب في الأسرار .. أما هي فتعبر الغرفة ذهاباً وإيابا في تكرار .. ثم وقفة تشوبها الذهول وفترة انتظار .. والحجة مبهمة وعويصة في الخيار .. فلا يعقل أن تكون الحجة مبررة رغم ذلك الإصرار .. فقد تكون العثرة بكلمة سقطت في غفلة أو هزار .. غير مسبوقة بنية أو سابقة لأضرار .. وقد تكون نقلة من آخرين أرادوا بها قطع ذاك المشوار .. أو هو ذاك المحك الذي أبكى القلوب في ماضي الأغوار .. حيث آخرون ملكوا القلب وتسلقوا الجدار .. فإن يكن الأمر كذلك فلا محال أن الآتي هي درجات من النار .. طرح من الشيطان ووسوسة أنست اللحظات وأشعلت الشرار .. ورغم الغياب هي رسمت له حججاً ثم تناولت الحوار .. ثم طرحت وجمعت وأخيراً هي أخذت ذاك القرار .. الصد بحائط الكبرياء والرد بمقام الكبار .. والابتعاد بمسافات بينها وبينه تحدها البحار والقفار .. ولا حجة لغائب كما تقول الأمثال فإن السد قد بلغ الانهيار .. ثم جلست في هدوء والأحشاء منها تغلي كالبخار .. وفجأة كان في الأفق البعيد يحمل في يده الأزهار .. يهرول إليها ويلعن حظه في محنة الأسفار .. في عجالة ترك المتاع يركض وهو قادم من المطار . وفي لمحة تناست أضابير الخصام وكسرت أغلال الصد وتناست مرارات الانتظار .
( الخاطرة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
**************************************************