ليست كل امرأة أنثى ، و لكن كل أنثى امرأة. يقول نزار قباني "أريدك أنثى.. ولا ادعي العلم في كيمياء النساء.. ومن أين يأتي رحيق الأنوثة.. وكيف تصير الظباء ظباء.. وكيف العصافير تتقن فن الغناء.."
ليس نزار فقط ، بل الكثير إن لم يكن الجميع من الرجال يبحثون عن أنثى في قالب امرأة فيكمل قباني في وصفه" أريدك أنثى ..ويكفي حضورك كي لا يكون المكان...ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان.. وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان.. فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان".
الأنوثة مقاييس تختلف عن معرفتنا للجمال و الشكل الخارجي لأنها تدخل في صميم الروح ككائن استثنائي يستطيع خرق جميع الجدران والدخول بحنان و بلا استئذان:
أريدك أنثى..
كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين..
وما جاء في كتب العشق والعاشقين...
وما جاء في كتب الماء.. والورد .. والياسمين..
أريدك وادعة كالحمامة..
وصافية كمياه الغمامة..
وشاردة كالغزالة..
ما بين نجد.. وبين تهامة..
كلما سألت رجلا عن صفات فتاة أحلامه ، يغدق في وصف أنوثتها ويدور كثيرا هنا وهناك وينتهي عند ذات العبارة"
أريدك أنثى ..
لتبقى الحياة على أرضنا ممكنة..
وتبقى القصائد في عصرنا ممكنة..
وتبقى الكواكب والأزمنة..
وتبقى المراكب ، والبحر ، والأحرف الأبجدية..
فما دمت أنثى فنحن بخير..
لطالما حلم الرجل بقصة استثنائية تصنعها أنثى استثنائية ، أنثى تدرك متى عليها أن تكون ذكية ومتى يتوجب عليها أن تسقط على ذكائها شًباك سذاجتها لتأسر بالعقل قلب الرجل وفكره وكيانه لذا استوجب عليها ان تكون مختلفة.
الأنثى مزيج يجمع من كل بستان زهرة وشيء يحسه الرجل أكثر من أن يراه فأحيانا تعطي الملامح طابعا أنثويا جذابا وأحيانا تبرز طباع المرأة بأنوثة ودلال يجعلها تتربع على عرش الأنوثة دون أن تكون بالضرورة الأجمل بين النساء .
التعامل والأسلوب والذكاء وطريقة الكلام والرد والتعاطي مع الأمور وردود الفعل السريعة والمتروية كلها وغيرها أيضا تكشف عن المرأة الأنثى بالإضافة إلى الملابس وتسريحة الشعر وطبيعة قصته والمشية وطريقة تناول الطعام.. تجعل أيضا من السهل التوصل للفرق بين المرأة الأنثى وأخرى لا تملك الأنوثة.
ربما يتوجب على المرأة الأنثى أن تكون بطبيعتها شخصية جذابة ، مهذبة وقريبة من القلب وتشعر بالراحة للحديث معها غير أنها بالتأكيد شخصية لبقة وذات حضور مميز وجاذبية والتي لا تخضع لمقاييس أو صفات معينة بل هي أحساس قوي اتجاه الآخر وارتياح له.
الآراء حول الأنثى تتباين بين الرجال أنفسهم وبين الرجال والنساء أيضا.. فهل هناك بالفعل امرأة لا تمتلك أنوثة؟ ومن هي المرأة الأنثى أو الأكثر أنوثة؟
"عبد الله" 25 عاما يقول: بالتأكيد هناك فرق ، فبعض النساء يتصرفن بحدة أو بهجومية وأحيانا برجولية ، وهذا يزعجني في المرأة وقد يفقدها أنوثتها كالصوت العالي مثلا الذي بالفعل يقلل من أنوثة المرأة. ويضيف: استطيع الجزم بأن الرجال يفضلون المرأة الملفتة بأنوثتها ، وهذا يظهر بسهولة ، فمن الحديث معها وطريقة كلامها وتصرفاتها ونعومتها أيضا تستطيع تحديد ذلك. وشخصيا أحب الارتباط بامرأة مفرطة الأنوثة. والمرأة الأنثى بنظري هي تلك الناعمة بكل شيء قلبا وقالبا.
أما "منير حكم" 24 عاما فيؤكد: كل امرأة في داخلها أنثى ، انا أرفض هذه المقولة لأنه وبتأكيد هناك أنثى داخلية ستخرج ، وتظهر على المرأة ملامحها ، ولكن من المستحيل أن تكون ليست كل امرأة أنثى ، مع أنني بالفعل أرى بعض الفتيات يتصرفن بغرابة أو بما لا يتناسب وأنوثتهن ، لكني أعود وأقول أنني متأكد من ان المرأة هي أنثى ساكنة تتحرك بفعل محفز قوي ، والرجل هو المسؤول عن تحفيز هذه الأنوثة للظهور.
"إسلام" 29 عاما يقول: أظن أن الأنوثة فن تتقنه امرأة عن امرأة ، وليست كل النساء تجيد ذلك ، ولأنه فن فهو يحتاج لذكاء وحنكة وقلب صاف وطاهر ، بالتالي فإن الأنوثة شيء مكتسب ويمكن تعلمه منذ الطفولة وليس في سن متأخرة ، فالتربية لها دور كبير في ذلك ، ثم ، كما هناك رجولة فهناك أنوثة ، وكما هو متعارف فإن ليس كل ذكر رجل ، وهذا صحيح. بالتالي ليست كل امرأة أنثى. و يضيف: اسمع كثيرا بمقولة "أريدها ضعيفة معي وقوية مع غيري" ، وأتصور أن هذا أيضا جزء من الأنوثة وهي شيء جميل يرغبه الرجل وليس أي رجل لكن الرجل الذكي.
"أحمد" 27 عاما يقول : أهم شيء في هذا الأمر هو أن ندرك أن الجمال شيء والأنوثة شيء آخر. فكثيرات هن جميلات جدا ، لكن لا يملكن طابعا أنثويا ، بالتالي فأنه إحساس ومضمون يشعر به الإنسان ويدركه عن طريق التعامل ، وأوافق فكرة أنه ليست كل امرأة أنثى ، لأننا في الواقع نصادف نساءً محددات نصفهن بهذه الصفة ، وشخصيا أول ما ابحث عنه في زوجة المستقبل بعد التدين والخلق الكريم هو الأنوثة.
"علاء" 22 عاما يقول: قد أتفق مع الجميع وابحث عن الأنوثة في المرأة والنعومة ، لكن أكره جدا المبالغة في الأمور والتصنع الذي قد تختلقه الفتاة ظنا منها أنها بهذا تصل للأنوثة ، وهذا بصراحة شيء غير مقبول ومنفر بالنسبة لي ، لأن المرأة على طبيعتها تبدو أنثى أكثر من لو انها تصنعت لتكون أنثى ، فمثلا ان تجيد المرأة الطبخ فهذا لا ينقص من أنوثتها ، أو أن تقتل حشرة منزلية فهذا لن يجعلها تصنف كرجل ، أظن ان الأنوثة تتركز في البساطة والتميز.
في الواقع ، فأن الأنوثة هي روح تداعب القلب قبل العين ولكن يبقى الكمال لله ،
حيث يقال أن خالد بن صفوان وجد إحدى الخاطبات وقد اجتمع عندها الرجال ، فقال لها : اخطبي لي امرأة. فقالت وما هي مواصفاتها؟ فقال: أريدها ،
حلوة من قريب ،
جميلة من بعيد ،
كانت في نعمة فأصابتها فاقة
، فأترفها الغنى وأدبها الفقر
، عزيزة في قومها
، ذليلة في نفسها
، فإذا اجتمعنا كنا أهل دنيا
، وإذا افترقنا كنا أهل آخرة،،
فقالت: وجدتها لك
، قال وأين هي؟
قالت: في الرفيق الأعلى من الجنة فاعمل لها، .
**************************************************