علاج تأخر الحمل بالمنظار
لعقم كلمة قاسية ووقعها شديد الوطأة على النفس لذلك من المفضل استخدام كلمة تأخر الحمل بدلا منها ولا تستخدم كلمة العقم إلا فى الحالات التى لا يمكن علاجها كأن تكون السيدة خلقيا لا يوجد لها رحم أو لا تكون هناك حيوانات منوية فى الخصية عند الزوج، أما بقية الأسباب، التى تؤدى إلى عدم حدوث الحمل، فقد أمكن علاج الكثير منها بفضل التقنيات الحديثة من استخدام المنظار الجراحى وكذلك الحقن المجهرى.
والمنظار الجراحى عن طريق البطن هو وسيلة مهمة تشخيصية وعلاجية فى كثير من الحالات التى يطلق عليها (تأخر الحمل غير المبرر)، حيث إن كافة الفحوصات عن طريق التحاليل والأشعات تفشل فى إيجاد سبب واضح لتأخر الحمل، وهنا يأتى دور منظار البطن كناحية تشخيصية، حيث هناك بعض الأمراض المسببة لتأخر الحمل لا يمكن تشخيصها إلا عن طريق العين المجردة بالمنظار وأخذ عينة لإثبات التشخيص عن طريق تحليل الأنسجة وأشهر هذه الأمراض ما يسمى مرض بطانة الرحم المهاجرة (أندوميترويوزيس) وكذلك يمكن علاجه أيضاً عن طريق المنظار سواء باستئصال بعض الأكياس الدموية بالمبيض التى يسببها المرض وتسمى أكياس شيكولاتة أو كى بعض المناطق الموجود بها المرض خلف الرحم والغشاء البريتونى المبطن للحوض.
بالإضافة إلى ذلك فإن دور المنظار يتلخص فى علاج الحالات الآتية:
1-علاج مرض (تكيس المبيضين) وهو من الأمراض الشهيرة التى تسبب تأخر الحمل نتيجة لعدم حدوث التبويض وفى حالة عدم نجاح العلاج فى تنشيط المبيض عن طريق المنشطات الدوائية يتم اللجوء للمنظار لإجراء عملية تسمى تثقيب المبيض وهى ذات نسبة نجاح عالية فى علاج هذا المرض.
2- علاج بعض الالتصاقات الموجودة فى قناة فالوب وتسليك الأنابيب فى حالة انسدادها.
3- علاج بعض مشاكل الأنابيب التى تسبب فشلا فى عمليات الحقن المجهرى والقيام بفصل الأنابيب عن الرحم مما يضاعف من نسب نجاح عمليات الحقن المجهرى.
4- استئصال بعض الأورام الليفية الموجودة فى مناطق فى الرحم تعوق حدوث الحمل.
ولا يتوقف دور المنظار الجراحى عن طريق البطن على علاج تأخر الحمل فقط، بل إنه يمكن علاج الكثير من الحالات التى تؤثر فى الخصوبة المستقبلية للسيدة وذلك مثل الحمل خارج الرحم فى قنوات فالوب والذى يحدث بنسبة 2% من حالات الحمل والتشخيص المبكر لهذا الحمل يؤدى إلى علاجه بطريقة بسيطة عن طريق المنظار وإزالة الحمل من الأنبوبة دون الحاجة إلى استئصال الأنبوبة ذاتها كما هو متبع فى حالة التشخيص المتأخر وبذلك يمكن المحافظة على الأنبوبة وعدم تأثر فرص الحمل القادمة للسيدة.
** يتميز العلاج عن طريق المنظار الجراحى عن الجراحة المعتادة بالكثير:
1- سهولة العملية بالنسبة للمريض، حيث إنه لا توجد معاناة أو آلام نتيجة جروح كبيرة بالبطن، حيث إنه لا يحتاج سوى لثقوب بسيطة فى جدار البطن يدخل من خلالها المنظار والآلات التى تستخدم فى الجراحة.
2- قلة المضاعفات الجراحية مع الأيدى المدربة لإجراء المنظار الجراحى مثل الالتصاقات بعد الجراحة.
3- سرعة العودة للحياة الطبيعية والعمل، حيث إن فترة النقاهة فترة قصيرة جدا فيمكن إجراء الجراحة والخروج من المستشفى فى نفس يوم العملية.
وما زال هناك الجديد للمنظار فى مجال أمراض النساء عامة وتأخر الحمل خاصة.
**************************************************