أبى الدهر إلا أن يسود وضيعه
ويملك أعناق المطالب وغده
فحتام نسري في دياجير محنة
يضيق به عن صحبة السيف غمده
إذا المرء لم يدفع يد الجور إن سطت
عليه فلا يأسف إذا ضاع مجده
ومن ذل خوف الموت كانت حياته
أضر عليه من حمام يؤده
وأقتل داء رؤية العين ظالما
يسئ ويتلى في المحافل حمده
علام يعيش المرء في الدهر خاملا
أيفرح في الدنيا بيوم يعده
يرى الضيم يغشاه فيلتذ وقعه
كذي جرب يلتذ بالحك جلده
من العار أن يرضى الفتى بمذلة
وفي السيف مايكفي لأمر يعده
وحسب الفتى مجدا إذا طلب العلى
بما كان أوصاه أبوه وجده
أصد عن المرمى القريب ترفعا
وأطلب أمرا يعجز الطير بعده
أبت لي حمل الضيم نفس أبية
وقلب إذا سيم الأذى شب وقده
محمود سامي البارودي
**************************************************