من روائع الرافعي
لَا عِصمَة عَلَى المُحِب "إلا" إذَا وُجِدَ بَينَ إيمَانَين، أَقوَاهُمَا الإيْمَان باِلحَلَالِ وَالحَرَام؛
وَبَينَ خَوفَيْن، أَشدّهُمَا الخَوفُ مِن الله؛ وَبَينَ رَغبَتَين، أَعظَمُهُمَا الرَّغبَة فِي السُمُو ..
فإنْ لَم يَكُن العَاشِق ذَا دِين وَفَضِيلَة فَلا عِصمَة عَلَى الحُبّ .. !
"إلا" أن يكون أقْوَى الإيمَانَيْن الحِرص عَلَى مَكَانَة المَحبُوبِ فِي النّاسِ،
وَأشَدُّ الخَوفين الخَوفُ مِن القَانُون ... وَأَعظَمُ الرَّغبَتيَن الرَّغبَة فِي نَتِيجَة مَشرُوعَة كَالزَوَاج !
فإِن لَم يَكُن شَيء مِن (هَذَا) أَو (ذَاك) !
فَقَلَّمَا تَجِد الحُبَّ إلا وَهُوَ فِي جَرْاءَة كُفْرَين، وَحَمَاقَة جُنُونَيْن، وانحِطَاط سَفَالَتِين؛
وَبِهَذَا لَا يَكُونُ فِي الإنسَان إلا دُونَ مَا هُوَ فِي بَهِيمَتَين .. !
مصطفى صادق الرافعي
**************************************************