الملحفه الزي النسائي الموريتاني الرائع والجميل
يكتسي موضوع الأزياء التقليدية بالمناطق الموريتانية طابعا خاصا ومتميزا يتجلى عمقه كثيرا في شعبيتها والوظائف الكثيرة التي تؤديها على عدة مستويات وأبعاد, سواء كانت مظهرية جمالية, أو نفسية صحية, أو أخرى مرتبطة بإيقاعات الحياة اليوميةهذه الأزياء هي عموما رجالية كالدراعة واللثام وسراويل لعرب (أو سراويل كشاط, وهي سراويل فضفاضة تضم أحزمة جلدية طويلة تمتد حتى القدمين), وأخرى نسائية أهمها الملاحف التي تشكل موضوع هذا المقال خصوصا فيما يميزها من أصباغ وتلاوين وأشكال زخرفية أشبه بلوحات تجريدية تكثر فيها التبقيعات والتسريحات اللونية المتشاكلة.
في هذا الإطار تغدو الملحفة, كزي نسائي مرئي متميز في موريتانيا , مجالا خصبا لتطبيق مجموعة من العناصر التشكيلية والجمالية (أبرزها اللون والوحدات التعبيرية الصباغية المعادلة له) التي تظهر في ضوئها المهارة الفنية التي يتميز بها الصباغون الموريتانيون
وإذا قيل قديما إن جمالية المنتوج الفني (عامة) لا تنحصر بالضرورة في جمالية الموضوع الذي يمثله, بل تتجلى أكثر في صميم مظهره الحسي والمرئي, فلأن الصباغ التقليدي (الذي يحترف صباغة وتلوين الأزياء) يحاول أن يروض عيوننا على التمتع بالمظاهر البصرية الجمالية حيث نراه يضع أمام أنظارنا بعض التكاوين التشكيلية المتجانسة شكلا ولونا التي تسم إنتاجاته الفنية المتعددة وصباغة الملاحف إحداها.
و طولها أربعة أمتار وعرضها لا يتجاوز المتر الواحد والستين سنتيمتر تلبسه المرأة الموريتانية أينما حلت وارتحلت. لكن ليست كل الملاحف متشابهة ، ذلك أن المرأة الموريتانية تميز بين ملحفة المناسبات والملحفة التي تلبس يوميا بالخيمة وبدون مناسبة ، كما أن المرأة الموريتانية تميز بين ملحفة المرأة الشابة وملحفة المرأة كبيرة السن
في قديم الزمان كان للفتيات لباسا شبيها بالدراعة وهو يتكون من قطعتين بلونين مختلفين ، أزرق و أسود ، مع "ظفيرة" واحدة ، وعن بلوغها سن الرشد تلبس الشابة الملحفة إلى حين زواجها .
وعموما لم يحدث تغيير كبير على طريقة لباس الملحفة، وتنحصر التغييرات على نوع الثوب الذي تصنع منه الملحفة، حيث أصبحت العديد من الأثواب غير المعروفة قديما تغزو الأسواق، كما أدخلت عليها تطورات تساير الركب الحضاري الذي عرفته المرأة الموريتانية
رائعة الشاعر محمد ول الطالب لابسات الملاحف
أقم صلوات الوجد بين المعازف= علي وله من لابسات الملاحف
عشية راق الجو وانداح افقه= وماس بارواح الشتا والمصائف
تمشين في رمل اثيل ممهد= يطأن على أطرافها والشراشف
تلحفن منها بالسواد غرائبا=حدادا على من رام برد المراشف
وجاذبن هبات النسيم معاطفا= وأدلين من أبرادها بمعاطف
وكم زاد فى حسن الوجوه سوادها=وقد آلف الاضداد حسن تخالف
فلا حسن في زي الأعارب مثلها=على تالد للحسن فيها وطارف
لبسن بها الستر الجميل جآذرا= وشلن نعام الغيد بين المواقف
وخلفن من غنج الدلال وسحره= صريعا على أعتابها والمشارف