رحلة في بساتين الطفولة
مع أني أصبحتُ كهلاً واشتعل الرأس مني شيباً ، إلا أني راضٍ بقضاء الله وطامع في نعم الله ، حامداً له على عظيم عطاياه ، سائله الصحة والعافية والأمن والأمان فهما والله هناي في هذه الحياة وبهما أتقوى على طاعته وأتلذذ بحلو لقائه وأتعطر بأريج مناجاته ..
اخوتي: سأعود بذاكرتي للوراء خاطراً مرحلة القوة تلك المرحلة التي لا أعلم إن كنتُ سخرتها في طاعة الله أم ضيعتها في ملذات النفس ، لكن ما أعلمه أن الله عقو رحيم وكريم وهاب وغافر للذنوب وإن كانت بوزن الجبال ما لم أكن مشركاً به وجاحداً بربوبيته ، وهذا والحمد لله مستجير بالله منه وبعيد بإذن الله عنه ، لأني خُلقتُ في بيئة ساد فيها الإسلام وطاب فيها الإيمان وتزينت فيها الحياة بذكر الله الواحد القهار لتبقى ناصعة بيضاء ..
نعم أحبتي: سأخطر مرحلة الشباب راجعاً بفكري للوراء حيث الطفولة البريئة والحياة الباسمة الخالية من الأكدار والأحزان ..
سآخذكم معي أيها الأحبة في رحلة شيقة لتلك المرحلة الجميلة الخالية من الحقد والمفعمة بالبراءة والمشعة بإشراقة الوجوه الباسمة والمفعمة بالتعامل الجميل والذي إن امتزج بالضجيج والصراخ إلا أنه ذو نغمات جميلة خالية من اللغو ورائعة كأناشيد الأطيار ..
مرحلة فيها نعيش يومنا ولا نفكر في مستقبل لا نعرف نتائجه ولا نخطط لأمر لن يكون لنا ..
مرحلة تفيض فيها مشاعرنا بالحب وأحاسيسنا بالود وقلوبنا بابضة بالحياة ..
مرحلة ننسى فيها الإساءة ونسلى عما كان بيننا من شجار ..
مرحلة نحمل فيها قلوباً بيضاء تستقبل الكلمة الطيبة بنبض الحب ، وتعرض عن الإساءة بالود ، تُمتعنا بحياة السعادة والهناء ..
مرحلة نُملك فيها من يمسح على رءوسنا كل مشاعرنا ، ونهاب فيها من يعاملنا بخشونة ، لنراه وحشاً مفترساً يفتك بالحياة ..
باختصار وبكلمة واحدة في نهاية رحلتنا في هذه المرحلة أقول إن الطفولة صفحة بيضاء وحياة نقية بقلوب نابضة بالحب وعقول مستقبلة للعلم ونفوس حاملة لصفات الكمال
**************************************************