عشيرة بني عكيل
نسب قبيلة عكيل كما جاء في موسوعة العشائر العراقية لمؤلفها ثامر العامري
جاء في الموسوعة الفذة : ـــ موسوعة العشائر العراقية ـــ ( ج 3 / ص 109 ، 110 ) لمؤلفها ثامر العامري :
( لا شكّ أن عشيرة عقيل ( عكيل ) كما يلفظها البغداديّون في عصرنا هذا ، هي من أعرق العشائر العربية وأكثرها غورا في العمق التاريخي ، وقد ورد ذكرها في العديد من المخطوطات والوثائق القديمة ومنها ما ورد على لسان ابن خلدون في كتابه ( العبر ) .
كانت لعشيرة ( عقيل ) مآثرها في كلّ الأحقاب والأصقاع وقد لمع اسمها في الشجاعة والكرم كما برزت في قيادتها لقوافل التجارة بين بلاد العرب وتركيا والهند ومدن الشرقين الأقصى والأدنى .
ويعود نسب هذه العشيرة التي تعمقت جذورها في أرض العرب منذ الأزل إلى ( عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ) ومنهم ( ميمونة ) زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحميد بن ثور الشاعر .
إن عشيرة عقيل كانت في كل العهود سيدة المواقف في ازدهار الحياة الاقتصادية آنذاك وفي حديث للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن عشيرة عقيل في هذا المضمار ( أمطرت عقيل ذهبا ) وهذا ما يبرهن على تضلّعها وتميّزها في التجارة إلى جانب مآثرها في الكرم والشجاعة والبلاغة .
و ( عقيل ) وجودها في معظم الأقطار العربية ، إلا أن وجودها في العراق له حجمه الأكبر ، و ( عقيل ) حتى الأربعينات من هذا القرن يتوافدون بقوافل إبلهم من البصرة وبادية العراق والشام وشبه الجزيرة العربية قاصدين بغداد بتجارتهم من الحرير والمسك والحلي والمسابح وغيرها ليحلوا في جانب الكرخ حتى أطلق على المكان الذي كانوا يفرغون فيه حمولتهم ( محلة اعكيل ) وهي الآن وراء شارع حيفا من جهة دجلة وسوق حمادة .
أما في مدينة الحرية من بغداد فهناك منطقة ما تزال تحمل اسم ( حي أعكيلات ) وكانت لهم في الأربعينيات علاقات حميمة مع ( الجبور وشمر ) وغيرهم من سكنة الكرخ ومنهم الشخصيّة البارزة آنذاك ( مهدي العكيلي ) من وجهاء محلة المشاهدة الذي كان يستقبل قوافلهم ويهيئ لهم تجار بغداد .
لقد كان جد العشيرة الأعلى ( عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ) من الرجال الأفذاذ وكان لأحد أبنائه أمارة واسعة في الكوفة وعلى امتداد الفرات .
وقد لعبت هذه العشيرة دورا ريادا في صدر الإسلام إذ وقفت بكل شجاعة لترسيخ الرسالة المحمدية كما وقفت بشدة ضد التيارات الأجنبية المعادية للعرب والإسلام بحكم سلالتها العربية الأصيلة ، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الجد الثاني لعقيل ( عامر بن صعصعة ) هو الجد الأقدم الذي تفرعت عنه عشيرة ( البوعامر ) .
وهناك من ينسب ( عقيل ) إلى ( عمرو بن ود العامري ) كما جاء في بعض المصادر إلا أن اطّلاعي المباشر على شجيرات العديد من العشائر التي ينتهي نسبها إلى ( عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ) وهم أجداد ( عقيل بن كعب ) أعطاني الدليل القاطع الذي يؤكد بما لا يقبل الشك أن عشيرة ( عقيل ) هي حلقة من حلقات متصلة بجدها الحقيقي ( عقيل بن كعب ) ، وللمؤرخين والموثقين ما يحلو لهم من الاجتهادات ولكني أقول أن من يتعب نفسه في التقصي والبحث والخدمة للحق والحقيقة سيثبت للأجيال القادمة وللتاريخ والأنساب روافدها الأساسية ومنابعها الأكيدة ، وإذا ما تناولنا كل ما له علاقة بعشيرة ( عقيل ) من المعلومات والمآثر العربية والإسلامة التي يحفل بها تاريخها المجيد فإننا سنحتاج حتما إلى مجلدان إن لم أقل إلى مجلدات ، لكننا أردنا من هذا التوثيق المتواضع إحاطة من يهمه أمر الأنساب علما لا غبار عليه بنسب هذه العشيرة العربية البارزة وما تفرع عن جناحيها من أفخاذ كريمة ،ومنها فخذ الرئاسة المطلقة التي يتزعمها بيت الشيخ ( مطشر الفالح ) .
انتهى ما قصدت نقله وأنوّه بأن ما ذكره المؤلف من قوله في مستهلّ حديثه :
( لا شكّ أن عشيرة عقيل ( عكيل ) كما يلفظها البغداديّون في عصرنا هذا )
لا يُفهم منه بأن الأمر قاصرٌ على لهجة البغدادييّن ـ فحسب ! ـ في نطقهم القاف بالكاف .... ولذا نجد انتشار من يحملون هذا اللقب ـ أعني : العكيلي ـ في غير جمهوريّة العراق كنجد ، والجزيرة العربية عموماً ، والشام ، ومصر ، والمغرب العربي ...
وإنما ـ حقيقة الأمر ـ هي لهجة فصحى لبني عُقيل ـ أنفسهم ـ حيث إنهم ينطقون القاف كافاً .
م ن
**************************************************