محافظة الأنبار
تقع محافظة الأنبار في نهاية القسم الغربي من العراق تبلغ مساحتها 138579 كم مربع وهي تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة بين محافظات القطر حيث تؤلف 32% من مجموع مساحة العراق.
اسماها الآراميون الأنبار لأنها كانت مخزناً للعدد الحربية أو لأنها كانت مخزناً الحنطة والشعير والتبن. تعد من أهم المدن في فترة الاحتلال الساساني على العراق ومن أهم مدن بابل، لأنها ذات مركز حربي مهم لحماية العاصمة بغداد من هجمات الروم. وفي العصر العباسي اتخذها الخليفة أبو العباس محمد بن عبد الله العباسي سنة 134 هـ عاصمة للدولة العباسية وبنى فيها قصوراً حيث أقام فيها أبو جعفر المنصور إلى أن بنى مدينة بغداد سنة 145 هـ. تعد طريقاً برياً يربط نهر الفرات والبحر المتوسط بالخليج العربي لذلك فأن الجيوش الداخلة والخارجة من العراق تمر بهذه المنطقة. وقد تعرضت المنطقة إلى عدد من الهجرات القادمة في الجزيرة واستقر المهاجرون فيها وشيدوا القصور والمعابد. وهي إحدى المناطق المشهورة بإنتاج القير وصناعة السفن في العراق القديم.
تعد محافظة الأنبار جزءاً من بادية الشام، سطحها متموج تظهر عليه بعض التلال الصغيرة وعدد كبير من الوديان مثل وادي حوران ونظراً لانحدار أراضيها وفقر نباتها الطبيعي فهي معرضة للتعرية الشديدة. تعمل المياه السطحية والباطنية والرياح على تنويع سطحها حيث يصل أعلى ارتفاع للهضبة الغربية بالقرب من الحدود الأردنية إلى ما يزيد على 800 متراً فوق مستوى سطح البحر وتنخفض في مناطق الحبانية إلى 75 متراً فوق مستوى سطح البحر. يقطع نهر الفرات طريقه في الهضبة الغربية والتي تنحدر صخورها تدريجياً باتجاه منخفضات الثرثار والحبانية والرزازة، وفي بعض المناطق يكون مجرى نهر الفرات وعراً ولذ ا تظهر الصخور الكلسية والجبسية على طريق النهر.
تتميز بمناخها شبه الصحراوي وقلة سقوط الأمطار والتباين الكبير بين حرارتي الليل والنهار وانخفاض الرطوبة. ترتفع الحرارة فيها صيفاً إلى 32 درجة مئوية، وتنخفض شتاءاً فتصل إلى 9 درجة مئوية. الرياح فيها شمالية غربية وجنوبية غربية أحياناً وتبلغ أقصى سرعة لها 21 م/ثانية. يبلغ معدل سقوط الأمطار شتاءاً إلى 115 ملم.
من أهم المحاصيل الزراعية فيها البطاطا الربيعية والخريفية ثم الحنطة والشعير والذرة الصفراء ومجموعة الخضراوات والأبصال والأعلاف. فيها عدد من البساتين وتحوي 5ر2 مليون شجرة. تعتمد الزراعة فيها على الإرواء السيحي أو بالواسطة وعلى الآبار والعيون والأمطار.
مدنها : الرطبه،عــنه،الحديثه،راوه،الوليد،النخيب،القائم،الع بيدي،فلوجه،الخالديه
الرمادي
وردت بأسم لواء الدليم في القرن العشرين. وتكمن في المنطقة مواقع أثرية،تعود لحقب موغلة بالقدم، وقد يدلل على ذلك موقع هيت في كنفها، حيث ورد بأنه كان قديما مكمنا لعنصر (القير) الذي أستثمره السومريون وأستعملوه في مبانيهم وزوارقهم،وكذلك الحال لدى البابليين.
والرمادي اليوم هي أوسع محافظات العراق مساحة،وحتى تفوق مساحة الأردن، لكنها الأقل سكانا، وأقلها عمرانا،حتى الثمانينات،حينما بدأت بها نهضة عمرانية بسبب موقعها البعيد عن جبهات القتال في الحرب العراقية الإيرانية،وأمست لذلك مدينة مرور مهمة للتجارة العراقية عبر الأردن وسوريا،وتكرس ذلك حينما ربطها خطا سريعا للمواصلات مع بغداد والمدن العراقية مع الحدود الغربية.
ومدينة الرمادي تقع بين بغداد والحلة وكربلاء والحدود السورية والأردنية. حيث يحده الموصل و سورية شمالا، و بغداد شرقا، و كربلا والحلة جنوبا، وبادية الشام غربا. و أرضه سهلة وصحراوية على الاكثر. وتسقى اكثر زروعه تقليديا بالدواليب المتحركة بمجرى المياه تسمى النواعير (جمع ناعور)،بسبب وجود جرف صخري عالي يمنع سيح الماء وصعوده. ولوان تبدل الحال اليوم وأقبل الآهلين على استخدام المضخات في العقود الأخيرة.
و الرمادي تقع على مسافة125 كيلومترا من بغداد غربا،وعلى مسيرة كيلومرتين من شاطىء الفرات الأيمن وفيها من النفوس زهاء 9850 نسمة في الخمسينات من القرن العشرين. وهي من المدن التي مصرها مدحت باشا والي بغداد مدة ولايته من عام 869 1- 1872م،وتبعت لتخطيطات ناظمة ومظاهر حضارية من ضمن خطط مدحت باشا. فقد تم تشييد ما بدأ به سلفه نامق باشا من المشروعات العامة، وأضاف إليها شيئا كثيرا. وقد أهملت الرمادي بعد نقل مدحت باشا، فمكثت قرية صغيرة يتزود منها المسافرون ما يحتاجون اليه في سفرهم من طعام وشراب ومرافق، وبقيت على هذا المنوال زهاء خمسين عاما.
وفي سنة 1932 م فتحت طريق للسيارات بين بغداد ودمشق تقطعه في عشرين ساعة مارة بالرمادي، فبدأت في هذه البلدة نهضة واسعة شملت كل ناحية من نواحيها، وانتشرت فيها المساكن والشوارع فأصبحت مركزا عمرانيا حديثا وبلدة جميلة،وتنتشر في ارجائها البيوت والمرافق العامة والمدارس ومراكز خدمية كالبريد والبرق والماء والكهرباء وغيرها.
وفي الخمسينات كان الداخل إلى الرمادي من دمشق يشاهد أول ما يشاهده شارعا واحدا مستقيما مبلطا، تحفه المساكن العصرية، ثم تليها دائرة الكمرك، فدائرة جوازات السفر،يقابلها المستشفى الملكي ويقع كل ما تقدم على طرف القصبة الغربي. أما القرية القديمة، التي لاتزال تحتفظ ببداوتها،وكذلك بمبانيها الكلسية البيض ومناظرها القروية،وحوانيتها العتيقة، ومقاهيها العديدة،ومسجدها الكبير، فتقع في طرفها الشمالي، وقد فتحت فيها شوارع عريضة وأقيمت فيها عمارات حديثة.
ومساحة المحافظة 238،145 كيلومترا مربعا. ونفوسها بحسب الاحصاء العام الذي جرى عام 1957م 150،254 نسمة. وهو من أكثر المناطق العراقية بداوة، وتقطنه تجمعات عشائرية تحكمها منظومات العشائر المتوارث من القدم وقد أسهب الرحالة العابرون للبادية أو الهابطون بالسفن مع الفراتالى خطر أعراب تلك الديار وممارستهم لقطع طرق القوافل. وعلى العموم فأن أهم قبائل تلك المحافظة أربع رئيسية وهي 1 - الدليم 2 - زوبع 3 - عنزة 4 العكيدات. والدليم قبيلة كبيرة تقطن على طرفي الفرات بين (الفلوجة) و (القائم) ويقول الدليميون انهم جاءوا من جزيرة العرب من الموضع المسمى الدليميات في نجد قبل خمسة قرون. لكن الكثير منهم شقر السحنة،بما يثير لغطا أنثروبولوجيا باصول القوم. والدليم كانوا فئتين حتى عقود قليلة ماضية، الأول يدعون (نزالة) وهم الذين يمتهنون الزرع، والآخرين (رحالة)وهم الذين يمتهنون الضرع والرعي. أما (النزالة) فهم الذين استوطنوا الأراضي الخصبة واشهر فرقهم : 1 - أ لبوعساف 2 - ألبوعيثه 3 - أ لبوريشه 4 - المحامده 5 - ا لجميلات. واما (الرحالة) فهم الذين بقوا على بداوتهم يتجولون في الجزيرة بين (دجلة) و(الفرات) واشهر فرقهم : 1 -ألبو محل 2 -ألبو نمر 3 ألبو فهد 4 - الجغايثة. على ان بين الفرق الرحالة من يمتهن الزرع، وبين الفرق النزالة من يمتهن الضرع. وتكاد تنحصر افخاذ الدليم فيما يلي : البو عساف و القره غول و ألبوخليفه و ألبو مرعي و ألبوريشه و ألبوهزيم و ألبوجابر و ألبوجليب وألبوعصوه وحي البوربيع والموالى والجريسات والبوسودة والبوعلوان والبوفهد والفلاحات والبو عيسى والمحامدة والبوشجل والملاحمة والبوبالي والبوعبيد والبوذياب وأ لبوجاووش و ألبوعيثه وأ لبو نمر وألبومحل وأ لبوغنا م والمعاضيد والبوحيان والجغايثة والبوعلي الجاسم واللهيب والجميلة والحلابسة والبوشها ب والبوفراج والبومفرج والسلمان والكرابلة والغرير ألبو صكر والجواعنه و البو حردان.
وبالإضافة لسكانها الأعراب يذكر عبدالرزاق الحسني في تاريخها في الخمسينات بأن يقطنها تجمع كبير للأكراد يشكل نسبة معتبره بخليط متجانس مع أهلها و موظفي الدولة المعينين فيها. ويقع بين " الرمادي و الفلوجة مطار (سن الذبان) الذي أنشأه البريطانيون غربي الفرات بجوار (الحبانية) عام 1935م. وهو معسكر كبير نقلت إليه قوات السلاح الجوي البريطاني العسكري من معسكر الهنيدي (معسكر الرشيد لاحقا) ومن معسكر الموصل فدبت فيه الحياة والعمران حتى اصبح مدينة على طراز غربي. وقد سكنها الجيش العراقي منذ العام 1955م بعد إلغاء معاهدة 30 حزيران 1935م العراقية - البريطانية التي عقدت على أساس إقامة قاعدتين جويتن بريطانيتين إحداهما في الشعيبة بجوار البصرة والأخرى بين الرمادي والفلوجة.
وقد تم فتح ثلاث ترع لملئ أو تفريغ بحيرة الحبانية، ودشن المشروع في الخامس من نيسان 1956 م باحتفال رسمي. وتطورت الرمادي في سنوات السبعينات والثمانينات مع ملحقها الفلوجة،واليوم تعتبر من أمهات المدن العراقية،ولها أن تكون مفتاح تنمية تجارية ومرور وصناعة تعدينة وزراعة ونقل نهري لما لها من منافذ على الهضبة الغربية ومكامن الفوسفات وغيرها من ثروات العراق.