إلَى كل رجل يقول بأن النساء مخلوقات يستحيل فهمها
يُحكَى أن رجلا وجد مصباحا سحريا ولما مسحَه إذا بجني يَخرج منه فيَقول له : لَقد أنقذتني مِن سجن عشت فيه لأعوام فاطلُب ماشئت وساحققه لَك ..
قال له الرجل : أتمنى زيارة جزر الهاواي ولكنني أخشى السفن فحبذا لو صنعت لي جسرًا يمتد مِن مكانِي هذا إلى جزر الهاواي ..
أجابه الجني : هذا أمر صعب فهو يتطلب جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلًا كما أنه يحتاج إلى آلاف العمال .. أُطلب شيئا واقعيا
قال له الرجُل : أتمنى فهم النساء
أجابه الجني : تريد الجسر بمسارين أو أربعة !!
هذه وَاحِدة من الطَّرائِف التي يتم تداولها والتي تشير إلى أن المرأة كائن يستحيل فهمه وترجَمة تصرفاته وأفكاره أو التنبؤ بردود أفعاله ، فهي تبقى دائما غامضة ، تحكمها المزاجية ، تراها ضاحكة وبعدها بثوان ينقلِب حالها فتراها حزينة ، تُزعجك بثرثرتها وحكاياتها اللامحدودَة وتَصمُت تارة حتى تَظن أنهَا اعتَزلت الكَلام ، اليوم تُغدق عليكَ من حنانها وغدًا تَنزعج منكَ لأتفه الأسباب ، تَقوم بتحليل أي شيء تَقوله وتَصنع من الحبَّة قُبَّة ، تغَار عليكَ من خيَالِك تارَة وتتجاهَلك تارة ، حَسَّاسَة (أكثر من اللزوم ) وتبكِي بدُون سبَب ...الخ
هكذَا يقولون عنها ، غريبة الأطوار ، متقلبة ، يستحيل فَهمهَا ...
إليكَ أقول أيهَا الرجُل :
المَرأة بسيطَة جدًا أكثر مما تتَصور ، تَبدو ضَعيفَة ولكِن لَن تجِد مَن هو أقوَى منهَا ، تارَة تراهَا ضيقَة الأُفق ولا يُمكنهَا فهمك ولكِن جرِّبهَا وسَترى بنفسِك ! كُل ما تُريده منكَ المرأة هو أن تَحترِمها ، أن تُقدِّرهَا ، أن تَقبَل اختلافهَا عنكَ فهي ليسَت رجُلًا مثلَك ، أن تستَمع إليهَا ، لثَرثراتِها ، فالمرأَة لن تُثرثرَ لكَ إن لَم تكُن تُحبُّك ، لا تتدَمر من أسئلَتها عنكَ فهذِه طريقَة تعبيرِها عن اهتمامِها بِك ، أحبَّها بكُل مافيهَا ليسَ شكلَها فقَط ، أحبَّ طريقَة تفكيرِها ، شارِكهَا مبادئهَا ، حاوِرهَا ولا تتذَمر إذا فتحًت معكَ موضوعًا سياسيًا ، اجتماعيًا ، أو أيًا يَكُن ، فهِي لا تُريد إلا لأفكَاركما أن تتقَارب تمامًا كقُلوبِكما ، استَشرهَا في أمورِك ولا تَحتقِر آراءَها وخُذها بعينِ الإعتِبار ، لَا تجعلهَا بمتَابة خادِمَتك وامتدَح ماتَقوم بِه من أجلِك حتى وإن كَان ذلِك من واجِباتِها ، عَبِّر لهَا عن مَشاعِرك ولا تَكتُمهَا ، قُل لهَا بين الفَينَة والأخرَى أنكَ تُحبُّهَا ، هُنَاك رجال يَقولون هيَ عارفة إني أحبهَا مو بالضرورَة أقولهَا ، هناكَ من يقُول : الحُب بالأفعَال وليسَ بالأقوال ..لا ! صحيح أن الحُب بالأفعال ولكِنه بالأقوالِ كذلك ، ولَو علِم الزَّوج بتأثيرِ كلِمات الحُب والإطرَاء على زوجَته لأغدَق بِها عليهَا ليلَ نهَار ، ولمَا حرمَها مِن ذلك ، وسَيَجد مُقابِل تِلك الكَلِمات فيضًا مِن المَشاعر المُرهَفة وفيضًا مِن حنَانٍ لا يُعَوَّض ، عامِلهَا كَقَلب ، وعَقل ، وحتَّى عِندمَا يَرزقكُما الله بأطفَال ، أُترُك مساحَة خاصة بِكما أنتمَا الإثنَين ، لا تَدع الحياةَ الأبَوية تُبعِدكمَا عن بعضِكما البَعض ، ساعِدها في تربيَّة أطفالِكما ، إيَّاكَ أن تَقول لهَا : ربِّي عيَالِك .. أبعِد "كاف المخاطَب " فهُم ليسُوا أطفالهَا لوحدِها ، قُل لهَا عوضًا عن ذلِك : لنُربي أطفالَنا (((((أطفالَنا))))) ، وأحبَّهَا أكثَر ، كُن حنونًا عليهَا أكثَر ، ولَا تَقُل :" إحنَا خلفنَا وخلَاص خلي عنَّا شُغل المراهِقين " لَاا ! لا يُوجَد شيء إسمُه :"عجزنَا على هالحَركَات " ، هذِه تعَابير خاطئَة قد أشاعَها المُجتَمع للأسَف والعَكس هو الصَّحيح ، كُلمَا كبرتُمَا ، كُلما يَجب أن تتقوَّى علاقَتكمَا ، وبالتَّالي حُبكما وتقديركمَا لبعضكُمَا البَعض . وفالأخير باستِطاعَة أي زوجين أي يَجعلَا مِن حياتِهمَا جنَّة ، وذلِك كُله بيدهِمَا بإذنه سُبحَانه .
**************************************************