هازيج الهوسات الشعبية العراقية
الهوسة : ذلك اللون الشعري الذي يرجع اصله الى بداية تكوين المجتمعات الصغيرة وظهور خلافات الزعامة والسيطرة ببداية عصر الغزو المحلي بين العشائر والقرى .
وهي شعر الحرب كما صنفت في معاجم العرب وأسانيد الشعر , وشاعرها يسمى المهوال او الهوال او ( المهوسجي ) كما يسمونه في اللغة اللهجة العامية .
فقد وضفت الهوسة (( الاهزوجة )) لشحذ الهمم واستجماع الشجاعة
وهي الجلجلة او القلقلة وسميت بذلك لورود هذه الكلمات في المطلع:
لاتجلجلني وعيط النخيل
ومن اطيح عليك ما تكدر تشيل
وقد تنوعت اغراض واهداف الهوسة (( الاهزوجة )) فمنها :
الحربية او الوطنية او الحماسية
الحزن , العزاء , الرثاء
الافراح , التهاني , التفاخر والمباركة
وقد تكتب الهوسة باللغة الفصحى او العامية لاضير في ذلك
وقد تعدت الاهازيج والهوسات في يومنا هذا لتشمل بقية اللوان الشعر مثل الابوذية والزهيري والنصاري والدارمي وصرنا نرى المهوال يذكر من بعض هذه الالوان ولكن هناك من يميل الى اللتزام بالاهزوجة كنوع مستقل من انواع النظم الشعري
وعادة ماتختم الهوسة او الاهزوجة بقافية تختلف عن باقي النظم كما في الابوذية , يختصر فيها المراد من القول او التأكيد على امر معين يشترك في ترديده الحاضرون بدبكة او رقصة مشتركةوعادة ما تكون بشكل حلقة مستديرة .
كذلك اختلفت اساليب تقديم الهوسة فظهر لكل منطقة اسلوبها الذي يميزها عن باقي المناطق بنظم واداء او القاء الهوسة . فمثلاً لا على الحصر : ان اهالي ميسان والبصرة يرفعون يدهم اليمنى الى الاعلى ويقولون (( اهنا ...اهنا )) لتعيين مكان المهوال
اما اهلنا في الناصرية والديوانية والكوت والحلة فيتقدم هوالهم وسط الجمع رافعا يده اليمنى او يلوح بها ويقول بصوت عالي (( هووووووو ......... )) كأشارة انتباه للجمع
اما اهالي بغداد والنجف وكربلاء فيتقدم هوالهم ويقول (( يمي )) اي مرادكم عندي
وتجري العادة بتناوب الهوالين (( المهوسجية )) بألقاء الاهازيج ومنها ما يكون جواب للقارئ الاول فالثاني وهلم جرى بصيغة التحدي او العتب او الموافقة والتأييد .
كذلك هناك هوسات (( اهازيج )) بحق مدح اهل البيت عليهم السلام اجمعين واستذكار شجاعتهم وتضحيتهم كقياس للشهادة والمرجلة والصدق والتضحية .
وهنا اذكر بعض الامثلة على انواع من الهوسات او الاهازيج :
في فتح مكة المكرمة امر الرسول قائد الجيش بشحذ الهمم فقال هازجاً :
اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة
فعارضة الامام علي عليه صلواة الله وعلى اله
اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة
تأكيد على رحمة الاسلام وعفوه
وقيل في النصح والاخوة
قال الشاعر :
الكبارة موش قوط ولا لحاية متان
العشيرة تريد واحد حافظ الوجدان
اسمع بالفراضة شكال ابن غيلان
كذلك
جبح طير اليطير بغير جنحان
وجبح زلمة اليهد بغير خوان
بس الباع بالميزان ربحان
وكذلك
الغزل لوخلبصة الحلال
هذوله اهلة اليحلونه
نشامة وبالحجي رباط
والعايل يندمونه
وكذلك
دكل سم العقارب والسحكهن مات
وخلص لعب المحيبس وارد اكولن بات
ها العكرب لوحاس ....... اندوسة
العكرب لو حاس اندوسة
وهناك الكثير من الاهازيج ومنتوعة المضمون لايمكن حصرها ابدا
وقد نستذكر القصص التي تروى عن هوسات العشائر ايام الاحتلال وثورة العشرين وهي من الاهازيج التي يتذكرها اهلنا ونعتز بها.
وكما تقسم الهوسات الى أنواع حسب المحافظات أو حسب العشائر
فمنها هوسات أهل العمارة (ميسان) وتكون قصيرة بالعادة
ومثل هوسات أهل البصرة وتكون أطول من هوسات العمارة
وهنا أيضاً هوسات وكما يطلع عليها في اللغة العامية (الحچيمية)
وسنعطي أمثلة عن كل واحدة:
هوسات العمارة (من عيونة عرفوا عباس)
هوسات البصرة (أظهر يالمهدي جدك عالوا بيه)
الهوسة الحچيمية (شلون ببابك حيدر توگف دبابية)
هاي هوسة للفاتحة
جينة الله نرحمة نگول ونرحم للترحم لة
حل يومه يخوتي وحان هذا أجلة
وباچر كلنة نلحگ بيه وياهو الگبر ما طبلة
ها ها ها ها
كلمن جاور حيدر ما ينخاف عليه
**************************************************
