ليالي الصيف على السطوح البغدادية
قبل ان يحل المساء الصيفي تكون للعائلة البغدادية جملة من التحضيرات للصعود الى السطوح ترافقها المواقف المفرحة مع النسمات العذبة في الصيف الحار يضيؤها ضوء القمر وفانوس نفطي اذا غاب القمر , سطوح البيوت البغدادية تعد المكان الواسع الذي يروم الجميع الوجود فيه منذ ان تميل الشمس الى الاصفرار ويدخل الغروب وقبل ان يحل المساء تبدأ الاستعدادات من قبل الام وافراد العائلة من الاناث بتهيئة جميع مستلزمات التنظيف حيث تكون السطوح مرصوفة بالطابوق الفرشي ويبدؤون بعملية تنظيفه وتهيئته لفرش ما موجود من فراش.
لايخلو السطح من السرير ويسمى ( تخت ) فهناك الآسرة المصنوعة من السعف المخصصة لشخص او اثنين وتباع في مناطق خاصة مثل الشواكة وهناك الاشخاص المختصون بهذه الصناعة ايضاً
عند بداية سطح الدار وفي اكثر البيوت هناك غرفة صغيرة تسمى ( البيتونة ) لخزن الفراش والاغطية والقليل من مستلزمات البيت غير الضرورية وهذه الغرفة تكون الحاوية لفراش السطح فقبل الغروب يتم فرش الفرش وتهيئتها ومن ثم تحضير الماء الذي يرافقهم في السطح بأوعية ( التنكة ) وهي من الفخار تلف بقطعة قماش نوع الململ وتبلل بالماء كي تقوم بعملية سحب الهواء لتبريد الماء بها وتوضع على مرتفع او على جدار السطح في مكان معرضة للهواء لكي تكتسب الرطوبة.
ومن الادوات المهيأة لامسية العائلة في السطح السماور وادوات اعداد الشاي وما يتطلبه من ادوات اخرى حيث يتم نقله الى السطح ايضاً لتقديمه بعد العشاء.
واحضار المهافيف المصنوعة من الخوص لها الاثر وهي من المستلزمات المهيأة ايضا في الجلسة تتداور بين افراد العائلة وينفرد الاولاد بتحريكها المستمر بقرب من هو كبير بالسن لتحريك الهواء وتقديم نوع من المساعدة لهم كالجد والجدة اضافة الى احضار السجادة لاداء الصلاة على السطح
وبعد ساعة او اكثر يحل وقت العشاء ويحمل ما موجود من اطعمة وفواكه صيفية لتناولها وباجتماع افراد العائلة جميعهم ملتفين حول ( صينية العشاء ) على ضوء القمر.
اما خلال هذه الساعة فيتم تبادل الاطعمة بين الجيران قبل العشاء وهذا ما يزيد من الالفة والمحبة بينهم.
ومع أذان الصبح يستيقظ الجميع ويتم نقل ما موجود في السطح وتغليف الفراش ووضعه في البيتونة.