الـــوركاء
أوروك أصل ألحضارات الأنسانية
هي بقايا تلك المدينة التاريخية العظيمة من تلول ومرتفعات تشكل شبه دائرة, تبلغ مساحتها ( 7 ) كيلومترات مربعة, وهي من أوسع المدن المدورة إذ يبلغ محيطها ( 9 ) كيلومترات متزنرة بسور طوله حوالي تسعة كيلومترات ونصف.. يحتاج القاصد إليها اليوم إلى قطع مسافة ( 10) كيلومترات شمال مدينة السماوة, لينعطف يميناً إلى ناحية الوركاء في طريق فرعي مُعَبَدْ بطول (6) كيلومترات, ثم يعرج جنوباً ليقطع (40) كيلومتراً قبل أن تتكحل عيناه بذرى زقورتها السامقة.. عرفت عند السومريين باسم (( أونوك )) مملكة جلجامش التي اقترن اسمها بملحمته الخالد.. الوركاء / المدينة / السومرية / الشهيرة / المقدسة / التي ولد فيها حرف الكتابة لأول مرة في التأريخ.. ورد ذكرها في الأخبار العربية القديمة بهيئة (( الورقاء )), فضمها الطبري إلى تأريخه, والحموي إلى معجمه, وما التسمية الحالية إلا تحريفاً للاسم القديم أوروك الذي يعني المستوطن.. يحتمل الباحثون في التراث اللغوي القديم الى أن أوروك هو أصل تسمية العراق التي شاعت في ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين, أي في أواخر العهد الساساني, حيث بدأ أسم العراق يظهر في الشعر الجاهلي مقترناً لدى شعراء البادية بالخير والرخاء, كما زين اسم الوركاء الشعر العربي حيث يقول حرملة بن مريطة :
ألم يأتيك والأنباء تسري بما لاقى على الوركاء جاني
**************************************************