الكلمة اسم وفعل وحرف
*الكلمة أنواع ثلاثة:اسم – وفعل – وحرف .
ولكل نوع منها تعريف يميزه عن النوعين الآخرين ، وذلك علي النحو التالي.
الاسم في اللغة من : " سمة " ، وسمة الشيء ، أي : علامته.
- واصطلح النحاة علي أن الاسم هو : ما دل علي معني في نفسه غير مقترن بزمان .
مثل : " كتابة " . الكتابة في اللغة هي صناعة الكاتب ، كالحدادة التي هي صناعة الحداد ، والنجارة التي هي صناعة النجار .
فكلمة "كتابة" دلت علي معني ، ولكن هذا المعني غير مقترن بزمان .
إذا اقترنت الكلمة الدالة علي معني بأحد الأزمنة الثلاثة صارت فعلاً.
فالفعل هو : ما دل علي معني في نفسه مقترناً بزمان (الماضي – الحاضر – المستقبل ).
الحرف في اللغة هو : طرف الشيء ..، كحرف الجبل أو حرف المنضدة .
وفي القرآن : " ومن الناس من يعبد الله علي حرف " . الآية 11 من سورة الحج.
أي علي طرف وجانب من الدين ..، أي لا يدخل فيه علي ثبات وتمكن .. ، فهو إن أصابه خير من صحة وكثرة مال ونحوهما اطمأن به ..، وإن أصابته فتنة – أي شر – من مرض أو فقر أو نحوهما انقلب علي وجهه خسر الدنيا والآخرة .
- أما الحرف في الاصطلاح : فهو ما لا يدل علي معني في نفسه .. ، وإنما يظهر معناه مع غيره .
فالحروف كلمات تستعمل مع الأسماء والأفعال للربط بينها ، ولا تظهر معانيها إلا بهذا الاستعمال .
س : السؤال الذي دائماً نطرحه علي طلابنا : ما الفرق بين الاسم والفعل والحرف ؟ كيف أميز
بين أنواع الكلمة الثلاثة ؟
ج : لكل من الاسم والفعل والحرف علامات تميزه عن غيره .. ، بحيث عندما أري هذه العلامة
أستطيع أن أجزم أن هذه الكلمة اسم أو فعل أو غير ذلك .
علامات الاسم :
(1)- ( ال ).
(2)- الجر بـ : [ حرف الجر - الإضافة - التبعية ] .
(3)- التنوين .
(4)- النداء .
(5)- الإسناد .
*ملاحظة هامة : هذه العلامات لا يلزم أن تكون مجتمعة كلها في الاسم الواحد ، وإنما يُكتفي بوجود ولو علامة واحدة ، أو صلاحية الكلمة لدخول العلامة عليها.
بالجرِّ،والتنوين،والندا،وال ومُسْنَدٍ-للاسم تمييزٌ حَصَلْ
ال - من علامات الاسم
من علامات الأسماء : أنها تقبل دخول " ال " عليها بكل أنواعها ، سواء أكانت "ال " للتعريف ، أو " ال " الزائدة .
فأي كلمة نجد بها " ال " ، أو تقبل دخول " ال " عليها .. فإنها تصنف علي أنها اسم .
القرآن – الإسلام – الجنة – النار – الإيمان – الرجل – الفرس – الشجر – إلخ .
"غلام " : لا يوجد بها " ال " ولكنها اسم ؛ لأنها تقبل دخول " ال " عليها ، فيمكن أن نقول :
" الغلام " ... " كتاب " : .................
لكن لو قلنا مثلاً : " يقرأ " ، وأردنا أن نختبر هذه الكلمة بوضع " ال " ، نجد أنها لا تقبل دخول " ال " عليها . إذن فهي ليست باسم .
- ملاحظة: أقصد ب " ال " الزائدة : عندما أقول مثلاً : الحارث – النعمان – الفضل – المنذر
نلاحظ أن " ال " هنا زائدة .. ، ومعني زيادتها أن الاسم الذي دخلت عليه هو في أصل وضعه معرف بالعلمية قبل دخولها عليه ، لأنها أعلام ..، والأعلام من المعارف بطبيعة الحال لا تحتاج إلي دخول " ال " عليها .. ، وإذا دخلت كان من باب الزيادة .. لا أكثر ولا أقل .
-ننتبه إلي : التزم – التحم – التقي - ..وغيرها من الكلمات التي تكون فيها الألف واللام من نفس أصل الكلمة .
بالجرِّ،والتنوين،والندا،وال ومُسْنَدٍ-للاسم تمييزٌ حَصَلْ
الجر - من علامات الاسم
والجر أثره أو علامته في الأسماء الكسرة أو ما ينوب عنها .
والجر يشمل الجر بالحرف ، أو بالإضافة ، أو بالتبعية .
س: ما معني هذا القول ؟
ج : معروف أن الكسرة هي علامة أصلية للجر .. ، فعندما أري الكلمة مضبوط آخرها بالكسرة.. ،
فهذا يعني أن الكلمة مجرورة .
وهناك علامات فرعية تنوب عن الكسرة في حال ما إذا كانت الكلمة مثني .. ، أو جمع مذكر سالم .. ، أو اسماً من الأسماء الستة ..، ففي هذه الحالات تجر الكلمة بالياء نيابة عن الكسرة .
وهذا سيرد تفصيله في درس قادم بمشيئة الله .
إذن عندما أجد أن الكلمة مجرورة .. سواء أكانت مجرورة بالعلامة الأصلية " الكسرة " ، أو العلامة الفرعية " الياء " فإن هذه الكلمة تكون اسماً ؛ لأن:الجر خاص بالأسماااء فقط.
*الكسرة أو ما ينوب عنها ..، ذلك هو الأثر أو العلامة . س : فما سبب هذا الأثر ؟
أو السؤال بطريقة أخري : ما سبب جر هذه الأسماء ؟
ج : قد يكون السبب واحداً من الأمور التالية :
أ)- حروف الجر : فعندما تسبق الكلمة بحرف من حروف الجر فإن هذا الحرف يحدث أثره علي الفور .. ، وتضبط آخر الكلمة بالكسرة أو ما ينوب عنها .
س : كم عدد حروف الجر ؟
ج : حروف الجر عددها عشرون حرفاً ..، وهي :
مِنْ – إلي – عن – علي – في – الباء – اللام – الكاف – حتى – الواو – مُذ – منذ – رُب – التاء – خلا – عدا – حاشا – متى – لعل – كي .
-أخذت القلم من محمد . –إلي الله مرجعكم. – لتركبن طبقاً عن طبق.
- وعليها وعلي الفلك تحملون . – وفي أنفسكم أفلا تبصرون . – آمنوا بالله .
- لله ما في السماوات .. – حتى مطلع الفجر . – ليس كمثله شيء .
- والتين والزيتون وطور سينين . – ما رأيت زيداً مذ زمن طويل .
- ما حضر الطالب منذ أسبوع . – رب صدفة خير من ألف ميعاد .
- تالله لأكيدن أصنامكم . – جاء الطلاب عدا طالب .
- ذاكرت النحو خلا درس . – عاقبت الطلاب حاشا طالب .
ب)-الإضافة : ومن مسببات الجر أيضاً : " الإضافة " .
س : ما المقصود بالإضافة ؟
ج : - الإضافة في اللغة : بمعني "الزيادة" .. الزيادة إلي شيء آخر .
عندما أقول مثلاً : أضفت أعمال السنة إلي درجة الامتحان.
أو: أضفت مائة جنيه إلي ما معي .
- والإضافة في الاصطلاح : تعني إسناد اسم إلي غيره،بحيث ينزل الثاني من الأول منزلة التنوين أو ما يقوم مقامه .
عندما أقول مثلاً : - هذا كتابٌ . وأقول:- هذا كتاب النحو .
أضفت "النحو" إلي "كتاب" التي كانت منونة قبل الإضافة ، فلما أضيفت إلي " النحو" حذف التنوين ، وأصبح الكلام هكذا "كتابُ النحو " بضمة واحدة فوق " كتاب " .
قال تعالي : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ".
هذه الآية اشتملت علي مجرورين : الجر بحرف الجر ..، والجر بالإضافة، فكلمة " رسول " مجرورة بالكسرة ؛لأنها سبقت بحرف الجر " في " ، وكذلك لفظ الجلالة " الله " مجرور بالكسرة حيث أضيف إلي لفظ " رسول " .
ج)-التبعية: وقد تكون التبعية أحد أسباب الجر . س : كيف ذلك ؟
ج : لدينا باب في علم النحو يسمي باب " التوابع " ..جمع " تابع " .
س : ما هو التابع ؟
ج : - التابع في اللغة : هو التالي ..، أو المقتدي بغيره .. ، أو السائر خلفه .. ، أو المؤتمر بأمره ..، أو من يحتل المرتبة الثانية .
- والتابع في الاصطلاح : هو الذي يشارك ما قبله في الإعراب .
* والتوابع هي : النعت(الصفة) – التوكيد – العطف – البدل .
مثال : " سلمت علي الطالب المجد نفسه " .. –"المجد": صفة للطالب .
و-"الطالب": مجرور بحرف الجر "علي" ، وبالتالي فإن الصفة تأخذ نفس علامة إعراب الموصوف .
وكذلك كلمة"نفسه":مجرورة ؛ لأنها توكيد معنوي .. والتوكيد من التوابع أيضاً يأخذ نفس علامة إعراب المؤكد " الطالب " .
وأيضاً في قوله تعالي : " الحمد لله رب العالمين " . س: أين التابع هنا ؟
ج : نلاحظ أن لفظة " رب " مجرورة ؛ لأنها صفة الجلالة ..، والصفة تتبع الموصوف في
إعرابه .
والتوابع سندرسها تفصيلاً إن شاء الله في درس قادم .
خلاصة القول :أنه أياً كان سبب الجر ، سواء أكان حرف الجر ، أو الإضافة ، أو التبعية ، فإن الجر عموماً سمة من سمات الاسم ..، أستدل به علي اسمية الكلمة.
بالجرِّ،والتنوين،والندا،وال ومُسْنَدٍ-للاسم تمييزٌ حَصَلْ
التنوين
العلامة الثالثة من علامات الاسم هي : " التنوين " .
س : ما هو تعريف التنوين ؟
ج : التنوين هو نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم نطقاً لا خطاً .
كالنون التي تنطق في آخر كلمة : " محمد " ، عندما أقول :- محمدٌ يقول الحق =في حالة الرفع.
- قابلت محمداً=في حالة النصب . – أثنيت علي محمدٍ=في حالة الجر .
أنطق بالنون ، ولكنها نون غير مكتوبة ، أو غير مخطوطة ..، وإنما أري فقط ضمتين أو فتحتين أو كسرتين .
والتنوين من أبرز علامات الأسماء ..، فأي كلمة منونة هي اسم ، ولا يمكن أن تكون غير ذلك .
* حتى التنوين له أنواع كثيرة ..، هناك تنوين يسمي :
- تنوين التمكن . – تنوين التنكير . - تنوين المقابلة . – تنوين الترنُّم .
- غير أن أشهر هذه الأنواع علي الإطلاق تنوين يسمي : " تنوين العِوَض " بكسر العين وفتح الواو .
وتنوين العوض : هو الذي يلحق آخر الاسم عوضاً عن محذوف .
* وقد يكون هذا المحذوف حرفاً نحو قولنا : - هذا قاضٍ عادل .
- أثنيت علي ساعٍ أمين .
فالتنوين في اللفظين : قاضٍ – ساعٍ عوضاً عن الياء المحذوفة .
وكذلك الحال مع كل اسم منقوص في حالتي الرفع أو الجر إذا تجرد من الألف واللام والإضافة.
= والاسم المنقوص : هو كل اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها
نحو : قاضي – ساعي – داعي – راعي – ماضي .
* وقد يكون المحذوف كلمة .. كما في كلمات : كل – بعض – أي
نحو قوله تعالي : " وإن كلٌ لما جميع لدينا محضرون " .. يس
فالتنوين عِوَض عن كلمة " الناس " .. أي كل الناس .
أو: " وكلاً ضربنا له الأمثال " .. الفرقان. ، والتقدير : كل إنسان .
أو : " أياً ما تدعو فله الأسماء الحسني " .. الإسراء . ، والتقدير : أي اسم .
* وقد يكون التعويض عن جملة محذوفة .. وذلك في كلمة : " إذ " إذا نونت مضافاً إليها أسماء الزمان ، مثل : يومئذ – حينئذ – وقتئذ – ساعتئذ .
قال تعالي : " ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله " .
وقال أيضاً : " وأنتم حينئذٍ تنظرون " .
فالتنوين في الآية الأولي عوض عن جملة ، والأصل : " يوم إذْ يُغْلب الروم والفرس ."
وفي الثانية عوض عن جملة ، والأصل : " حين إذْ بلغت الروح الحلقوم ."
بالجرِّ،والتنوين،والندا،وال ومُسْنَدٍ-للاسم تمييزٌ حَصَلْ
النداء
هو العلامة الرابعة من علامات الأسماء ، والمراد بهذه العلامة : كون الكلمة مناداة ، بأن يُطلب منها الإقبال بأحد حروف النداء المعروفة بغرض الدعاء أو التنبيه ، مثل : - يا محمد .
- أيا صديقي.
-قال تعالي :"يا موسي إني أنا ربك " .. " يا أيها النبي" .. " يا نوح اهبط" .. " يا صالح ائتنا".
فكل هذه الألفاظ التي دخلت عليها أداة النداء هي أسماء .. ، وهكذا كل منادي .
ومن المعلوم طبعاً أن الفعل والحرف لا يتوجه إلي أي منهما بدعاء أو تنبيه ..، فلا يمكن أن يكون أياً من الحرف أو الفعل منادي .
س : كم عدد أحرف النداء ؟
ج : ثمانية ( 8 ) : (يا – أيا – هيا – آيْ – أيْ – آ – أَ – وا للندبة).
* النُّدْبة :بضم النون لغة : مصدر " ندب " ..، وندب الميت : إذا ناح عليه وعدد خصاله ، فهو
مندوب .
- واصطلاحاً: نداء المتفجَّع عليه ، أو المتوجَع منه ، نحو : واإسلاماه – وارأساه – وامعتصماه – وامصيبتاه..
وأحياناً قد يحذف حرف النداء .. ، كل ذلك سنتحدث عنه تفصيلاً إن شاء الله عندما نتناول باب النداء بالشرح والتفصيل .
المهم أن نعلم أن النداء من العلامات التي تختص بها الأسماء فقط.
بالجرِّ،والتنوين،والندا،وال ومُسْنَدٍ-للاسم تمييزٌ حَصَلْ
خامس علامات الأسماء وآخرها هو الإسناد .
س : ما المقصود بالإسناد؟
ج : الإسناد في اللغة : هو ضم كلمة إلي أخرى علي وجه يفيد معني تاماً .
بمعني أن الكلمة يصح أن تقع مسنداً إليه ، كما يصح أن تقع مسنداً.
مسند إليه كالمبتدأ والفاعل ، ومسند كالخبر.
إذن: المبتدأ والخبر والفواعل كلها أسماء .
ويمكننا القول بأن الإسناد للاسم يعني أن يكون الاسم متحدثاً عنه ، بأن يكون مثلاً مبتدأ وله خبر يُتَحدث عنه به ، أو أن يكون فاعلاً أو نائب فاعل ويُتحدث عنه بالفعل .
*ملاحظة هامة : هذه العلامات لا يلزم أن تكون مجتمعة كلها في الاسم الواحد ، وإنما يُكتفي بوجود ولو علامة واحدة ، أو صلاحية الكلمة لدخول العلامة عليها.
**************************************************