الاربعين سن الشباب الحقيقى عند المرأة
يقال إن سن الأربعين بالنسبة للمرأة يمثل مرحلة خطرة في حياتها، وهذا مفهوم خاطئ.. وإن كانت هذه المرحلة العمرية فيما مضى تُعَدُّ منحني صعباً يهبط بها من القمة إلى السفح ، وكان يعني لها بداية النهاية، ومن ثم يزداد شعورها بالوحدة والإكتئاب
والآن بعد أن تغيرت مفاهيم المرأة نحو العديد من أمور الحياة وازدادت عمقاً في نظرتها تجاه تقدم السن ومقايس الجمال ـ استطاعت عن اقتناع وإيمان أن تبدل نظرة الرجل لها، بحيث يجد معها إن لكل سن “حلاوته” وجماله
وبهذا يصبح سن الأربعين سن الأمل لا سن اليأس ، برغم أنها تبدو مرحلة حرجة ، لما يحدث فيها من تغيرات بيولوجية ، فإنها مرحلة طبيعية ، يمكن مرورها بسلام إذا انشغلت المرأة بتحقيق هدف مهم في حياتها كزوجة ، أو أم، أو عاملة، وذلك حتى تتمتع بهذه المرحلة من حياتها
عندما تتخطى المرأة الخمسة والأربعين من عمرها، تكون قد دخلت دائرة فقدان الخصوبة والتى قد تتم بين سنة وأخري، وإذ يطلق البعض على هذه الفترة مسمى (سن اليأس) .. فالباحثون ، يرون فى تلك التسمية ظلما وإجحافا بحق المرأة التى قضت ما يزيد عن ثلاثة عقود من عمرها فى خصوبة مرهقة وحق لها أن ترتاح وتأمل بقضاء فترة مختلفة من حياتها فى اهتمامات مختلفة، ولهذا يفضلون أن يطلقوا عليها سن الأمل
وكما لهذه الفترة من العمر حسناتها وفوائدها فلها محاذيرها أيضا، كون جسم المرأة يدخل مع فقدان الخصوبة مرحلة جديدة تحتاج لعناية خاصة تجنبا لمشاكل صحية وأمراض أبرزها ترقق العظام ، ولذا على كل امرأة واجب إدراك محاذير هذه المرحلة والاستعداد لمواجهة تأثيراتها الجانبية مبكرا حتى من قبل الدخول فيها ، ومنذ منتصف الثلاثينات
ففى سن الأربعين وما فوق يبدأ المبيض بالتعب هكذا حتى يصل لمرحلة التوقف نهائيا فى الخمسين من العمر ، يتوقف عن إفراز الهرمونات، وهذه الهرمونات التى تبدأ مع المرأة فى سن المراهقة من سن الثانية عشر تقريبا من عمرها مسؤولة عن إعطاء الثدى شكله ، ومسؤولة عن رقة الصوت ونعومة الجلد ، وللمبيض دوران أساسيان فى جسم المرأة
الأول: إفراز الهرمونات النسائية فى كافة جسمها لإعطائها الصفات الأنثوية
والثاني: توليد البويضات والتى تؤمن عملية التناسل
بلوغ الأربعين مرحلة حرجة في حياة المرأة.. مفهوم خاطئ
ونظراً لاهتمام المرأة في العالم الآن بمختلف مراحل الحياة، فقد أصبح هناك ضرورة لتوضيح حقيقة هذه المرحلة.. فالله سبحانه وتعالى جعل المرأة تستعذب متاعب كثيرة في سبيل تحقيق أمومتها ، وإرضاء غريزتها، وفي مقدمتها متاعب الدورة الشهرية، التي تُقعِدُ البعض عن الدراسة أو العمل ، أو مزاولة أي نشاط ، لشدة ما تعانيه من آلام..
ثم تأتي متاعب الحمل والوضع بعد الزواج، وبهذا تصبح المرأة منذ بداية بلوغها وحتى ما بعد سن الأربعين وهي في عطاء دائم، ومعاناة، وتحمل للمسؤوليات تجاه أبنائها وبيتها، لذا فقد قضت حكمة الله جل شأنه أن تكون هذه الفترة هي فترة الإخصاب ، حيث تكون المرأة قادرةً على الحمل والوضع ، والرضاعة ، والسهر على راحة الأبناء وتربيتهم
وحين تتخطى المرأة هذه السن تشاء القدرة الإلهية أن تعفيها مما تلاقيه من متاعب الدورة الشهرية، وما يصاحبها من تبويض ، وذلك حتى لا تتحمل مشقة الحَمل ، والقلق من احتمال حدوثه طوال حياتها، ورحمة ورأفة بها
فمن المعروف أنه عندما يبدأ المبيض في التوقف عن تكوين البويضات تتوقف الدورة لتدخل المرأة مرحلة جديدة من مراحل حياتها.. وهي استمرار فسيولوجي طبيعي، ولذا، فمن الخطأ ـ كما ذكرنا آنفاً ـ إطلاق اسم “سن اليأس” على هذه الفترة، فالأصح أن نطلق عليه سن انقطاع أو توقف الطمث
**************************************************