لله في الأفاق
للشيخ علي بدوي – رحمة الله عليه-
لله في الآفاق آيات لعل أقلها هو ما إليه هداك؟
ولعل مافي النفس من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك؟
والكون مشحون بأسرار، إذا حاولت تفسيرا لها أعياك؟
قل لطبيب تخطفته يد الردى: من يا طبيب بطبه أدراك؟
قل لمريض نجا وعوفي بعدما عجزتا فنون الطب من عافاك؟
قل لصحيح يموت من علة : من بالمنايا يا صحيح دهاك؟
قل لبصير وكان يحذر حفرة فهوى بها: من ذا الذي أهواك؟
بل اسأل الأعمى خطا بين الزحام بلا اصطدام : من يا أعمى يقود خطاك؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا راع ومرعى : من الذي يرعاك؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء لدى الولادة: ما الذي أبكاك؟
وإدا ترى التعبان ينفث سمه فاسأله من ذا بالسموم حشاك؟
واسأله كيف تعيش يا ثعبان وتحيا وهذا السم يملا فاك؟
وسأل بطون النحل كيف تقاطرت شهدا وقل للشهد: من حلاك؟
بل اسأل اللبن المصفى كان بين دم وفرس : من الذي صفاك؟
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ميت فاسأله : من يا حي قد أحياك؟
قل للنبات يجف بعد تعهد ورعاية : من بالجفاف رماك؟
وإذا رأيت النبت في الصحراء بربو وحده فاسأله من أرباك؟
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا أنواره فاسأله من أسراك؟
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي ابعد كل شئ ما الذي أدناك؟
قل للمرير من الثمر : من الذي بالمر من دون الثمار غداك؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله : من يا نخل شق نواك؟
وإذا رأيت النار شب لهيبها فاسأل لهيب النار : من أوراك؟
إذا ترى الجبل الأشم مناطحا قمم السحاب فسله من أرساك؟
وإذا ترى صخرا تفجر بالمياه فسله : من بالماء شق صفاك؟
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال سرى فسله : من الذي أجراك؟
وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج طغى فاسأله : من الذي أطغاك؟
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا فاسأله : من يا ليل حاك دجاك؟
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكا فاسأله : من ياصبح صاغ ضحاك؟
ستجيب: ما في الكون من آياته عجب عجاب لو ترى عيناك
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمدا وليس لواحد إلاك
يا مدرك الأبصار والأبصار لا تدري له إدراك
إن لم تكن عيني تراك فإنني في كل شئ استبين علاك
يا منبت الأزهار عاطرة الشذى ما خاب يوما من دعا ورجاك
يا أيها الإنسان مهلا.. ما الذي بالله جل جلاله أغراك
اتمنى ان تنال اعجابكم
تقبلوا تحياتي
