من شعر ايليا ابو ماضي
فلسـفة الحــياة
أيهذا الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا..
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا..
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظن الحياة عبء ثقيلا..
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..
فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا..
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا..
التينة الحمقاء
وتينة غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة *** قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني***عندي الجمــال وغيري عنده النـــظــر
لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا***فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــر
لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر***وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــر
أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي***فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــر
ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة***أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــر
عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه***فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر
وظلت التينـــــة الحمـــــــقاء عـــــــاريةً***كــأنهــا وتـــدفي الأرض أو حــــجـــــر
ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها***فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر
من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به***فإنه أحـــمــــق بالــــحــــرص ينتــحـــر
ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا
لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا
عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاظها أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا
إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا
وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا
يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي وأظــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا
مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا
بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا
فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا
جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ جـــشــــمته التصويب والتصعيدا
لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا
والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا
يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا
ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى إن طــــال عهد الجرح صار صديدا
ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا
إن كنت تدري ما الغـرام فداوني أو ، لا فخل العــــــــذلوالتفنيدا
**************************************************