الانتماء السياسي لعبد السلام عارف
لم يعرف للرئيس عبد السلام محمد عارف انتمائه إلى أي تنظيم سياسي إلا أن ميوله السياسية كانت مع التيار العروبي الوحدوي ومع الفكر الإسلامي المتفتح. إلا أنه قد انتمى إلى التنظيمات السياسية العسكرية المناهضة للحكم الملكي مثل انضمامه لتنظيم ثورة مايس 1941، ثم انضمامه لتنظيم الضباط الوطنيين الذي قاد الحركة ضد الحكم الملكي في 14 يوليو/تموز 1958م. مع ذلك كان يلتقي مع العديد من ممثلي الأحزاب والتيارات السياسية ويستمع إلى أرائهم.
الآفاق الفكرية لعبد السلام عارف
عرف الرئيس عارف بالتدين والانتماء العربي المتحدر من انتمائه للقبيلة على الرغم من ولادته ونشأته في بغداد، وقد أثر ذلك على معتقداته الفكرية فيما بعد. فبعد سفره للدراسة إلى ألمانيا ولفترة طويلة نسبياً ولاحقاً بريطانيا وفرنسا تأثر بالثقافة الغربية وبأجواء الحي اللاتيني الثقافية حيث انعكس ذلك على إعجابه بالفلسفة المثالية الألمانية، وعندما كانت الأجواء السياسية الوطنية مشحونة بالمد القومي والاشتراكي وحركات التحرر السائدة في مرحلة الخمسينيات والستينيات، عمد إلى أحداث موازنة بين الفكر الإسلامي والعربي الذي نشأ عليه والفكر الاشتراكي الذي تأثر به والتي انعكست بمجملها على آفاقه الفكرية التي ضمنها في برنامج عمله بمحورين:
نادى الرئيس عارف بالاشتراكية الإسلامية منطلقا من أن خصوصية المجتمع العراقي والمجتمعات العربية عامةً تتطلب نمطاً خاصاً من الاشتراكية تنطلق من الحلول الإسلامية في مجال المجتمع والاقتصاد وقد اتفق مع عدد من المفكرين بالكتابة في هذا المجال كما كلف المفكر العراقي الوحدوي المعروف خير الدين حسيب رئيس تحرير مركز دراسات الوحدة العربية للكتابة عن الاشتراكية الإسلامية والتي عرفت لاحقاً (مجازاً) باشتراكية خير الدين حسيب.
بسبب قراءته المتعمقة للواقع العراقي والتعقيدات الاجتماعية المتحدرة من عقود الهيمنة الأجنبية للإمبراطوريات التركية والفارسية ثم البريطانية فقد تميز فكر عبد السلام عارف بمناداته بضرورة الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية، وأن على الوحدة العربية إذا ما اريد لها النجاح أن ترعى حقوق الأقليات وأن تستند إلى دراسة متأنية تراعي خصوصية كل قطر وان تبتعد عن الوحدة الاندماجية المبنية على العاطفة والتسرع. وقد لاقت دعوته هذه صدى لدى بعض الدول والقادة فبعد نجاح ثورة اليمن عام 1962 على النظام الملكي الذي كان يقوده الإمام أحمد حميد الدين المعروف بتخلفه وتسلطه، تمتنت العلاقات الأخوية بين الجمهورية اليمنية والجمهورية العراقية وانعكس ذلك على العلاقات المتميزة بين الرئيس العراقي والرئيس اليمني عبد الله السلال قائد الثورة حيث ارتبطا بعلاقات صداقة لاسيما وأن السلال خريج الكلية العسكرية العراقية، وقد تأثر السلال بفكر عبد السلام عارف حيث ضمن مبادئ الثورة اليمنية الستة مبدأ عارف بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية أو كشرط لها، وبقي اليمن حتى الآن محافظاً على هذه المبادئ بضمنها هذا المبدأ الذي عكف على تحقيقه من خلال الوحدة اليمنية بين الشطرين الشمالي والجنوبي عام 1990 وضمنه في الميثاق الوطني التاسيسي لحزب المؤتمر الشعبي العام عام 1978 الذي أسسه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
خصوم عارف ومعارضوه
لعبد السلام عارف بعض المعارضين والخصوم فمنهم من تقاطع معه لاختلاف وجهات نظر عقائدية ومنهم من اختلف معه على مواقفه واختلف معه البعض الآخر لأسلوبه الانفعالي وخطبه الارتجالية غير الملتزمة في بداية عمله السياسي، فالكثير من معارضيه بتحججون بأسلوبه الانفعالي والحماسي الثوري هذا بعد حركة 1958 ولم يلفتوا الانتباه لتطور أسلوبه وسياسته بعد توليه الرئاسة عام 1963 كما تم تحوير مقاصده عند مزاحه حول موقف ما أو من جهة ما، فكما معروف هو من محبي الطرفة والممازحة، فذات مرة بعد حركة 1958 مباشرة ذكر بانه يتمنى ان يزوّج على يده كل العراقيين، وكذلك على أثر حملة التعريب التي اشرف عليها العلامة المعروف مصطفى جواد صرح مازحاً: "لايوجد بعد اليوم جون وجو" ويقصد بضرورة نبذ الأسماء الأجنبية والوافدة والتوجه نحو الوحدة الوطنية التي دعا لها.
فالشيوعيون أول من اختلف معه في مستهل حركة 1958 بسبب التناقض العقائدي بينهم وبينه. كما عارضته بعض قيادات التنظيم القومي وحاولت قلب نظام الحكم أكثر من مرة لاختلافهم معه في الية تطبيق الوحدة العربية حيث هم يؤمنون بالوحدة الاندماجية مع مصر وهو كان يؤمن بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية في بلد مثل العراق.
عارضه البعثيون بعد حركة 18 تشرين الثاني 1963 والتي سماها بالتصحيحية، على أثر أعمال العنف والانتقام التي قام بها "الحرس القومي" مليشيا الحزب ضد خصوم البعث السياسيين كالشيوعيين وفصائل البعث الأخرى المنشقة عنه والتي سقط فيها الكثير من الابرياء وانتهكت العديد من المحرمات. وعند تولي حزب البعث مقاليد السلطة في 17 يوليو/تموز 1968 تعرض عبد السلام عارف لحملة واسعه من التشويه طالت شخصيته ومواقفه منها التشكيك بوطنيته وانتقاد شخصيته الافعالية في بداية عمله السياسي واتهامه بالطائفية دون تقديم وثائق محايدة تثبت صحة هذه الادعاءات.
عارضته أيضا شريحه كبيرة من ذوي الأصول الفلاحية من المستفيدين من منجزات رئيس الوزراء الاسبق عبد الكريم قاسم، لاعتقادهم الخاطيء بانه تسبب بإعدام زعيمهم. في عام 2004 قامت جماعة من هذا التيار باغتيال ابنة الرئيس عارف "سناء" مع زوجها وابنيها.
ومؤخرا وبعد غزو العراق عام 2003 تولدت لدى بعض الفصائل السياسية مواقف معادية لعارف بسبب معاداتها للخط القومي أو لأسباب طائفية أخرى حيث لفقت لعبد السلام عارف الكثير من التهم وتشويه الحقائق عبر مقالات تجانب الحقيقة عكس ما متيسر من وثائق ووقائع.
التقاء عارف واختلافه مع عبد الكريم قاسم
تميزت علاقته مع (الزعيم) العميد عبد الكريم قاسم بنوع من الشد والجذب، فأثناء الحكم الملكي كثيراً ما كانا يترددان على منتدى/مقهى العروبة في منطقة الأعظمية ويدخلان في نقاشات حامية حول الأحداث المؤثرة يومذاك مع بقية رفاقهم من العسكريين والمدنيين عن سياسات الحكم الملكي الداخلية والخارجية وعن تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر والاتحاد الهاشمي مع الأردن وثورة مايس 1941 وتداعياتها على العراق وعن العروبة والإسلام في الحكم. عند تشكيل منظمة الضباط الوطنيين قام بتجنيد عبد الكريم قاسم في تنظيم الضباط الوطنيين أو الأحرار"كما سميت لاحقاً"، حسب رواية الاصدقاء الشخصيين لكلا الزعيمين.
كان ممن أسهم بالتحضير والتهيئة لحركة 14 يوليو/تموز 1958، حيث أصبح نائب لرئيس الوزراء ووزير الداخلية. وقع خلاف بينه وبين عبد الكريم قاسم حيث اتهم عارف، عبد الكريم قاسم بأنه تفرد بالحكم وجمع كل الصلاحيات بيده وبعد أحداث العنف التي قامت بها الدولة وميلشيات الحزب الشيوعي العراقي (المقاومة الشعبية) الملتفة حولها باعمال عنف مؤسفة في الموصل وكركوك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة للعقيد الشواف وتنكيل محكمة الثورة بالانقلابيين وأصدقائهم بضمنها إعدام مجموعة الطبقجلي ورفاقة واتهام الابرياء والوطنيين كمحاكمة قائد ثورة مايس 1941 ضد الإنكليز رئيس الوزراء الاسبق رشيد عالي الكيلاني باشا ومحاولة إعدامه وابتعاد عبد الكريم قاسم عن الخط العربي والإسلامي حيث كان عبد السلام عارف كثير النقد لهذه التوجهات فقام رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بإعفائه من منصبه، وأبعده بتعيينه سفيراً للعراق في ألمانيا الغربية، ثم ما لبث أن حاكمه بمحاولة قلب نظام الحكم إثر إجازته المفاجئة على إثر مرض والده، وحُكم عليه بالإعدام إلا أن الحكم تحول إلى السجن، وبعدها الإقامة الجبرية لعدم كفاية الأدلة.
المسؤولية التاريخية عن إعدام عبد الكريم قاسم
تشير جميع الوثائق من محاضر جلسات ولقاءات صحفية ومقابلات مسؤولين محايدين بأن حادث إعدام رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم قاسم أبان حركة 8 فبراير/شباط 1963 كانت بقرار من قيادة حزب البعث الذي كان له الدور الفاعل في تغيير نظام الحكم وذلك من خلال المحكمة العاجلة التي تشكلت بعد يوم من الحركة في قاعة الشعب المجاورة لوزارة الدفاع حيث مقر عمل قاسم وبعد اتمام المحاكمة التي لم يعلم بتشكيلها عارف إلا بعد انعقادها تم نقل قاسم إلى مقر الاذاعة والتلفزيون حيث التحق عارف بقيادة البعث هناك محاولاً التوسط لعدم إعدام قاسم. كما تشير الوثائق المحايدة بأن عارف طلب من قيادة البعث مقابلة قاسم وتم له ذلك حيث دخل عارف في نقاش وعتب مع قاسم حول تفردة بالسلطة وخروجه عن إجماع تنظيم الضباط الوطنيين "أو الأحرار" وعن تلفيق تهمة محاولة الانقلاب لعارف التي أدت إلى محاكمته ثم سجنه. وتشير الوثائق أيضا بان عارف بعد هذا النقاش طلب من قيادة البعث عدم إعدام قاسم إلا أن طلبه قد رفض وأدى رفض طلبه إلى زرع بواكير الخلاف مع قيادة البعث التي تفاقمت بعد أحداث الحرس القومي سالفة الذكر والتي كانت السبب في قيامه بحركته التي سماها التصحيحية في 18 نوفمبر/تشرين 2.
التقاء عارف واختلافه مع حزب البعث العربي الاشتراكي
بعد اتفاق القوميين والبعثيين وبعض الشخصيات العسكرية على القيام بحركة لقلب نظام حكم عبد الكريم قاسم وترشيح عبد السلام عارف لتزعم الحركة وتوليته رئيساً للجمهورية ظهر جلياً تفرد بعض الشخصيات البعثية باتخاذ القرار ومنها محاكمة وإعدام عبد الكريم قاسم أدت إلى زرع أولى لبنات الخلاف بينهما. تلى ذلك سلسلة أعمال العنف وانشقاقات داخل حزب البعث وارتكاب عمليات انتقام التي قامت بها مليشيا حزب البعث الحرس القومي ضد المليشيات الشيوعية التي كانت مهيمنة في عهد رئيس الوزراء العميد عبد الكريم قاسم مما حدى بعبد السلام عارف لوضع حد لذلك بالقيام بحركتة التي دعاها بالتصحيحية في 18 تشرين 1963 حيث أحيل العديد من البعثيين إلى التحقيق على خلفية أعمال العنف عدا رئيس الوزراء وأمين سر الحزب أحمد حسن البكر الذي اكتفي باعفاءه من منصبه. وأدى إنهاء ألحكومة البعثيه إلى عزل الوزراء البعثيين الإثني عشر من الحكومة واستبدلهم بضباط عسكريين من الموالين للرئيس في محاولة منه للسيطرة على الشارع وحفظ النظام.
التقاء عارف واختلافه مع التنظيم القومي والناصري
بسبب أزمة السويس وتداعياتها المتمثلة بتاميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر والتي أدت إلى تعاطف الجماهير في البلدان العربية مع عبد الناصر الذين أخذوا ينظرون إليه على انه قائد وطني وقف بوجه قوى الهيمنة الاستعمارية وازداد هذا الإعجاب بعد إعلان الوحدة الاندماجية بين مصر وسوريا بما يعرف بالجمهورية العربية المتحدة التي كانت تطمح لضم كل الأقطار العربية. وكان طموح قادة حركة يوليو/تموز 1958 في العراق الانظمام إلى مشروع الوحدة ومن هنا ظهرت بدايات العلاقة بين ناصر وعارف فبحسب بعض الاراء كانت متعثرة ينقصها الثقة. ويورد بعض الصحفيين تعبيرا على لسان عارف في بداياته الأولى أنه وبسبب سعيه الحثيث لتحقيق الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة قد قال بأنه سوف يسعى إلى الوحدة "حتى ولو تمت تصفية عبد الكريم قاسم نفسه، وقيل أن عارف قال لناصر أن هذا الأمر "لا يكلف سوى ثمن طلقة واحدة كلفتها عشرون فلساً" إلا أنه قد نفى ذلك لاحقا في تحقيق صحفي مع مجلة الحدث قائلا بأنها تلفيقات اعلامية من معارضيه. وأدى تطور شخصية عارف السياسية والفكرية في الفترة ما بين اعفاءة من مناصبه عام 1959 وايداعه السجن ولغاية توليه الرئاسة عام 1963، إلى تبلور شخصية عبد السلام عارف الفكرية والسياسية بعد توليه للرئاسة، فكان يعكف في المعتقل على قراءة القرآن الكريم وبعض الكتب الفلسفية والسياسية. فلم يعد يتصرف بعاطفية تجاه المواقف السياسية والأحزاب والتيارات القومية والناصرية كما كان في بداية حركة 1958. فبدى أكثر استقلالية في الرأي والفكر وبعد طرحه لمبادئه في مجلس الوزراء عن اهمية الوحدة الوطنية قبل الوحدة القومية وضرورة حل المشكلة الكردية سلمياً قبل الشروع بأي مشروع وحدوي. تصدى له الوزراء الممثلين للتنظيم القومي والناصري ومنهم عارف عبد الرزاق وعبد الكريم الفرحان وصبحي عبد الحميد ومارسوا ضغوطاً من أجل إعلان الوحدة الفورية والاندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة التي عارضها الرئيس عارف مصرحاً بان أي مشروع وحدوي يجب أن توضع له الدراسات الكاملة في كل النواحي منها السياسية والاقتصادية بعد إنجاز الوحدة الوطنية لكي لايقع فريسة التسرع والأخطاء كما حدث مع الوحدة بين سورية ومصر ثم ما لبث الوزراء القوميون أن قاموا بمحاولة قلب نظام الحكم الأمر الذي أدى بعبد السلام عارف إلى ابعادهم عن الحكم. إلا أنه رغم ذلك لم يعطي الفرصة للخلاف مع الرئيس جمال عبد الناصر معتبراً بان محاولة الانقلاب تحرك ذاتي قام به التنظيم القومي دون تدخل من عبد الناصر.
عبد السلام عارف في حياته الخاصة
حصل المشير عبد السلام محمد عارف على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية. كان يهوى التصوير الفوتوغرافي والزراعة المنزلية "أثناء الاقامة الجبرية" ورحلات الصيد والطيران، على الرغم من أن صنفه سلاح المشاة، إلا أنه لم تتح له فرصة قيادة طائرة لوحده الا مع طيار. كان يعكف على قراءة الكتب التاريخية والفلسفية والعسكرية والسياسية إضافةً إلى الكتب الدينية والروايات العربية وكان متابعاً جيداَ للافلام العربية ويعشق المقام العراقي وناظم الغزالي الذي كان يرتبط به بعلاقات شخصية تعود إلى حرب فلسطين عام 1948 حيث زار الغزالي الجبهة للدعم المعنوي للجيوش العربية. وكذلك كان من المعجبين بمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم، الذان انشدا "لثورات" العراق لاسيما أم كلثوم التي اهدته انشودة "ثوار لاخر مدى" عام 1963 بعد حركة 8 فبراير/شباط، بعد أن انشدت "بغداد يا قلعة الأسود" بعد حركة 14 يوليو/تموز 1958، وكان من محبي الرياضة ومن مشجعي كرة القدم حيث أوعز بعد افتتاحه لاستاد ملعب الشعب الدولي لاستضافة وتنظيم البطولة الأولى لكأس العرب في بغداد عام 1966، كما كان معجباً بشكل خاص باللاعبين قاسم زوية وهشام عطا عجاج ولديه مراسلات خاصة مع الملاكم محمد علي كلاي. كان يهوى جمع التحفيات والأسلحة الشخصية والمسابح الثمينة والسجاد. وبسبب دراسته في ألمانيا وسفراته الطويلة والمتكررة لعدد من العواصم الاوربية اتقن بطلاقة اللغة الألمانية وتكلم الإنجليزية. ألف عددا من الكراسات والمقالات المتخصصة المنشورة في المجلة العسكرية، أهمها كراسة التدريب العسكري "حرب الاغمار" والتي بقيت تدرس في الكلية العسكرية/الحربية العراقية إلى وقت قريب. حاز على عدد من الاوسمة والأنواط أثناء سيرته العسكرية لمشاركاته في حرب فلسطين عام 1948 وتفوقة في دوراته داخل وخارج العراق. متزوج وله خمسة أبناء. كان الرجل الثاني من القادة العرب بعد الرئيس جمال عبد الناصر. قال فيه أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل الاسبق "لاامن لإسرائيل بوجود حكام عرب مثل عبد الناصر وعارف"
الرئاسة بعد وفاة عبد السلام عارف
حاولت مراكز القوى وتياراتها المتواجدة في السلطة والقوات المسلحة بعد وفاة عبد السلام عارف الهيمنة على السلطة في العراق وتمثلت مراكز القوى تلك بتيارين رئيسين:
العسكريين الذين وقفوا إلى جانب رئيس أركان الجيش اللواء عبد الرحمن عارف، شقيق عبد السلام عارف، وتياره المنادي بالاستمرار بنفس برنامح عمل الرئيس المتوفي.
المدنيين الذين وقفوا إلى جانب رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز وتياره المنادي بالانفتاح على الغرب والمنادي بإقامة نظام برلماني على النحو الذي كان سائداً أبان العهد الملكي.
ويذكر خالد محي الدين عضو مجلس قيادة الثورة المصري في برنامج زيارة خاصة/ ج2 "ق.الجزيرة" بأن حكومة عبد الناصر كانت تفضل ترشيح عبد الرحمن عارف كرئيس للعراق بهدف الرغبة باستمرار ما بدأ به أخيه لميلهما المشترك للتيار الوحدوي بغية اتمام مشروع الوحدة الثلاثية بين مصر والعراق وسوريا. أما الرئيس عبد الرحمن عارف فكان ذو شخصية متسامحة يحاول إرضاء جميع التيارات. وفي اجتماع عاجل لمجلس الوزراء تم التداول بين 3 مرشحين لرئاسة العراق وهم: عبد الرحمن عارف وعبد الرحمن البزاز وعبد العزيز العقيلي، قائد الفرقة العسكرية الأولى وقد فاز البزاز بفارق صوت واحد في الاقتراع الأول ولكن ما وصف "بإصرار الضباط" على انتخاب عبد الرحمن عارف فقد جرت دورة ثانية وانتهى الخلاف بالبزاز إلى سحب ترشيحه لصالح عبد الرحمن عارف.
أحداث وتواريخ في مسيرة عبد السلام عارف
بتاريخ 2 مايو/أيار 1941 اشترك بثورة مايس ضد الاحتلال البريطاني للعراق "حركة رشيد عالي الكيلاني باشا".
عام 1948 اشترك في الحرب الفلسطينية الأولى.
في 1951 سافر إلى ألمانيا للدراسة في دوسلدورف وحتى نهاية عام 1956 التي اثرت على وثقافته وسياسته.
عام 1956 انتمى إلى تنظيم الظباط الوطنيين "الأحرار" المناهض للحكم الملكي.
بتاريخ 14 يوليو/تموز 1958 قام عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم وبعض الضباط في خلية تنظيم الضباط الوطنيين بالاطاحة بالنظام الملكي.
في عام 1959 أقصي الرئيس عارف من منصبه ثم اعتقل لمواقفه المناهضة لسياسات الحكومة الموالية للشيوعيين.
بتاريخ 8 فبراير/شباط 1963 اطاح عبد السلام عارف وحزب البعث بحكم عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي.
بتاريخ 18 نوفمبر /تشرين الثاني 1963 قام عبد السلام عارف باقصاء حزب البعث العربي الاشتراكي من الحكومة بسبب أعمال العنف التي قام بها الحزب جراء سلسلة انشقاقات داخله والتجاوزات التي قامت بها مليشيا الحزب "الحرس القومي".
بتاريخ 4 سبتمبر/أيلول 1964 فشل البعثيون في الانقلاب عليه.
بتاريخ 16 أكتوبر 1964 وقع اتفاقية الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة بين العراق وسوريا ومصر إلا أن وفاته حالت دون تحقيق ذلك.
عام 1964 توسط لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر للإفراج عن الكاتب الإسلامي سيد قطب فكان له ذلك. إلا أنه مالبث ان اعتقل ثانيةً عام 1965 بعد اتهامه بالاشتراك في قلب نظام الحكم والتحريض على احراق معامل حلوان.
عام 1964 أطلق مبادرة توحيد القوات العسكرية العربية الرابضة في جبهات القتال مع إسرائيل تحت قيادة واحدة والتي تمخضت لاحقا بمعاهدة الدفاع العربي المشترك.
بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول 1965 فشل عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الانقلاب عليه أيضا.
عام 1965 اتفق مع الحكومتين المصرية والسورية لاتخاذ خطوات من شأنها تفعيل الإجراءات الخاصة بالوحدة بين تلك الدول حيث تم تنفيذ خطة التبادل الاستراتيجي للدفاع المشترك الخاص بأنتشار القطعات العسكرية لتلك الدول على أراضيها حيث ارسلت بعض قطعات المشاة واسراب الطائرات العراقية لمصر وسوريا وتم استقبال قطعات تلك الدول في العراق بضمنها كتيبة من القوات الخاصة المصرية وثلة من جهاز المخابرات المصري العامل ضد "إسرائيل" وكان بضمنهم رجل المخابرات المصري المعروف رفعت الجمال الملقب برأفت الهجان.
توفي في حادث سقوط طائرة هليوكبتر مساء 13 أبريل/نيسان 1966، حيث سقطت الطائرة بين منطقة القرنة والبصرة. وتولى شقيقه الرئيس عبد الرحمن عارف مقاليد الحكم في العراق بعد التصويت عليه من قبل مجلس الوزراء.
مؤلفاته
حرب الاغمار.
الاشتراكية والإسلام.
الوحدة العربية والوحدة الوطنية.
**************************************************