الفرق بين التملق والنفاق
الفرق بينهما أن النفاق يعني الاعتقاد بالكفر الباطل والتظاهر بالإيمان والحق، أما التملق فهو الزيادة في التودد والتضرع والدعاء فوق ما ينبغي.، فمن تملق لشخص طمعا في ماله لا يقال له منافق لأنه لا يبطن كفرا، ولكنه متملق لأنه يظهر من الود فوق ما هو موجود، سواء كان هناك ود بدرجة ضعيفة أو لم يكن هناك ود أصلا.
ولانجد آية أو رواية امتدحت النفاق فهو مذموم في جميع الحالات، ولو في بعض الحالات بينما التملق فحيث أن فيه إفراطا في أمر التودد فوق ما ينبغي فهو مذموم بشكل عام لما فيه من تصغير النفس وإذلالها، وخاصة إذا انجر ارتكاب المحرمات كالكذب.
وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة أنه قال: «الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق».
ولكنه قد يكون حسنا في بعض الحالات كما في حال التضرع مع الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في دعاء أبي حمزة الثمالي عن الإمام السجاد (ع) أنه قال: «ولا كففت عن تملقك لما انتهى إلي من المعرفة بجودك وكرمك».
وكذلك في طلب العلم، وقد وروى عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:
«ليس من أخلاق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم». (مستدرك الوسائل ج8 ص467)
وإذا جاء في بعض الروايات من وصف فعل المنافق بالتملق، كما في الرواية المنقولة في عيون الحكم والمواعظ لليثي ص64: «النفس الأمارة بالسوء تتملق تملق المنافق، وتتصنع شبيه الصديق الموافق» فهو من جهة اشتراك المتملق والمنافق في تجاوز الحد المطلوب منه وتكلف ما لا تكون عليه حالتهم الاعتيادية.
**************************************************